المنزل المهجور في الريف
إليك قصة قصيرة بعنوان "المنزل المهجور":
كان يُقال في البلدة الصغيرة عند غروب كل سنة عشرين أكتوبر، تظهر فيه المنزل المهجور الواقع على ضواحي البلدة بدون سابق إنذار. بعض الناس يزعمون أنهم رأوا أضواء تتقد في نوافذه المكسورة، وآخرون يقسمون بأنهم سمعوا أصوات غريبة تتسرب من بين جدرانه الساقطة. ولكن لا أحد تجرأ على الاقتراب منه لمعرفة الحقيقة.
ورغم تحفظ الناس إزاء المنزل، قرر زوجان شابان استكشاف الأمر. مارك وجينيفر كانا يعشقان المغامرة والتحدي، وقد جددا عهداً بتحقيق حلم طويل الأمد لاكتشاف سر هذا المنزل.
جاءوا إلى المنزل عندما ساد الظلام، وكانت الهواء البارد يضرب وجوههم بشدة. تجلس البيوت المهجورة مظلمة خلف شجيرات مترامية. جينيفر اقتربت من الباب الأمامي ودفعته برفق، ولكنه اهتز وانفتح دون أي صوت.
دخلوا المنزل ولم تلبث أرجاءه أن أعمتهم الظلمة. عندما أشعلوا المصباح اليدوي، ظهرت نوافذ المنزل وجدرانه المصدومة بوضوح. كالمتوقع، كانت الأثاث متناثرة عشوائيا، والأرضية مكسوة بالأتربة والحطام.
بينما كانا يتجوّلا بين الغرف، لاحظا أن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام. مناديل الورق المتطايرة كانت تحتوي على آثار كتابات غامضة، وخطوط مرتبكة من اللون الأحمر. وعندما نظرا إلى المرآة المُكسّرة في الصالة الرئيسية، وجدا وجوههما مع الكلمات "اخرجوا" مكتوبة باللون الأحمر الداكن.
عندما تجاوزا الطابق السفلي، سمعا صوتا غريباً يتردد عبر الأرجاء. توجها نحو الصوت ووجدا أنفسهما أمام باب مغلق. مارك حاول فتح الباب، ولكنه لم يتحرك. ثم تفاجآ بالباب ينفتح ببطء دون تدخله، وكان المكان الذي تُوجد فيه الباب مظلمًا للغاية.
أخذت الشكوك مكانها في قلبي مارك وجينيفر. حينها، سمعا ضحكات هستيرية تملأ المكان. ارتعش جلداهما وتجمدا مكانهما. لاحظا كتابة على الجدار تشير إلى "لا تتوقف أبدا" بأحرف حمراء كبيرة.
استمر الصوت في الانعكاس في الهواء مع أصوات أخرى أقرب وأقرب. من دون تردد، هربا من المنزل. وبينما كانا في طريقهما إلى البيت، سمعا صوت انفجار قوي وشاهدا أن النيران تتصاعد من المنزل الهادئ.
أصبح المنزل المهجور الآن بقايا منتشرة وحطام محترق. مارك وجينيفر شعرا بالصدمة والرعب من ما شاهداه. لم يخبرا أحدا عن ما حدث، ولكن كانا يعلمان أنهما نجيا من شيء لا يمكن تفسيره.
هذه كانت "قصة المنزل المهجور". أتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءتها!
