مش قادره رعب
مُش قادرة تشيلني، كل ده حسِّيت به؛ لما فتحت الباب، ولقيت جارتي قدامي وبتقولي: -صباح الخير، عاملة إيه دلوقت يا "أميرة"؟! لو مِسكت سلك كهربا عريان، ماكنش جِسمي هايتنِفِض بالشكل ده؛ ماكنتش أتوقع إني أفتح باب الشقة؛ ألاقي جارتي في وشِّي، في حين إني أصلًا؛ سايباها قاعدة جوَّه، الغريبة إنها بنفس هدومها اللي كانت قاعدة بيها معايا من لحظات، حسِّيت إني تلِّجت من الخوف، أو من عدم الاستيعاب، لدرجة إني سيبتها واقفة على الباب؛ ودخلت أجري على جوَّه، بصِّيت في الصالة والأوَض، وملقتش لها أثر جوَّه، رجعت عند باب الشقة تاني، ولقيتها واقفة زي ما هي، منتظراني ومستغربة تصرفاتي، وساعتها قالتلي: -هاتسبيني واقفة على الباب كده؟! كنت عاوزة أقولها إنك خبَّطتي على الباب من كام ساعة، وإني فَتحتلك، ودخلتي وقعدتي معايا، وسيبتك لما الباب خبَّط تاني، عشان أشوف مين اللي جايلي، ولقيتك ظهرتيلي قدام الباب، واختفيتي من جوَّه، كل ده حصل ازاي؟ مكانش عندي تفسير، وبرغم إني بدأت أخاف من جارتي، إلا إني قولتلها وأنا بتلجلج: -لا أبدًا، أكيد مُش هاتُقفي على الباب، اتفضلي. لقيتها دخلت وهي بتبُص في كل حتة من الشقة، وكأنها بتدخل عندي لأول مرَّة، قعدنا في الصالون، ولقيتها بتقعد في نفس المكان، اللي كانت قاعدة فيه قبل ما تختفي، كان جوايا كلام كتير لكن الصمت كان سيد الموقف، أصل هاقول إيه؟! السُّكوت أفضل تصرُّف لما تكون مُش فاهم إيه اللي بيحصل، لكنها كسرت الصمت وقالتلي: -بعد ما خرجت من هنا أنا وجوزي، كنت قلقانة عليكي، وشِّك امبارح كان مخطوف بطريقة صعبة، الدَّموية كانت هربانة منُّه، ما تشوفي حد من قرايبك يقعد معاكي، على الأقل ياخُد بحسِّك. كانت بتعيد عليا الكلام للمرَّة التانية، حتى وإن كان بصيغة مختلفة، الغريبة إنها بتتعامل وكأنها بتقول الكلام ده للمرَّة الأولى، وده اضطرني أجاوب عليها نفس الإجابة اللي قولتها قبل كده: -أنا ماليش حد. -عمومًا؛ جوزي كتر خيره؛ قالي نطَّمن عليكي قبل ما ننزل نروح شغلنا. واستأذنت مني عشان شغلها، قفلت الباب وراها، ورجعت على الصالة، وساعتها حسِّيت إني وقعت في أرض شوك، جسمي كله كان وَخز، لأني بعد ما قفلت الباب وراها، رجعت لقيتها قاعدة في مكانها، بتبُصِّلي بصَّة غامضة، قفلت عيني من الصدمة، وانتظرتها تتكلِّم أو تقولّي أي حاجة، ولما سكوتها طال، فتحت عيني، وملقتهاش في مكانها. بقيت بجري في الشقة زي المجنونة، وملقِتش لجارتي أي أثر، قلبي بقى مقبوض من ناحيتها بطريقة غريبة، حتى بقيت بلوم نفسي إني استنجِدت بها، ماكنتش عارفة إن استنجادي بها، هايخلِّيها تتحوِّل لمحطة خوف، وَقفت فيها ومُش عارفة هاسيبها امتى. سمعت صوت رنة تليفوني، ولقيتني نسياه على كرسي الصالون من ليلة امبارح، كان "إسلام" جوزي، فتحت المكالمة، ولقيته بيطَّمِن عليا، ولما حس إن صوتي متغيَّر استغرب، ولقيتني بقوله: -أنا خايفة. -خايفة من إيه؟ -من امبارح بالليل وأنا بشوف حاجات غريبة، حتى لما اتصلت بِك وقلقتَك من النوم، كُنت بعمل كده عشان خايفة. -إيه الحاجة الغريبة اللي بتشوفيها؟ -صحيت من النوم على دَم تحت راسي، لقيت على المخدَّة راس واحدة مقطوعة، وجسمها مَرمي على الأرض جنب السرير، جريت أستنجِد بالجيران؛ ولما جارتنا وجوزها دخلوا الأوضة، مالقوش فيها حاجة، مابقِتش عارفة إن كنت بخرَّف ولا اتجننت ولا إيه، حتى هُما استغربوني، وبعد ما مشيوا، صحيت على السرير وهو بيتزلزل، واتفاجئت إن جارتنا بترن علينا الجرس، فتحتلها، وقعدت تتكلم معايا، لكنها اتحوِّلت هي كمان لحاجة مُخيفة. -تُقصدي إيه؟ -جارتنا بعد ما قعدت معايا، لقيت الباب بيخبَّط، سيبتها وخرجت أفتح، واتفاجئت بها واقفة على الباب برَّه. -إيه اللي بتقوليه ده؟ -زي ما بقولَّك كده يا "إسلام"، وبعد ما دخلت وقعدت للمرَّة التانية، سابتني وخرجت عشان شغلها، ولما قفلت الباب وراها ودخلت؛ لقيتها قاعدة في مكانها على كنبة الصالون تاني، بتبُصِّلي بصة غامضة وما بتتكلِّمش، وبعدين اختفت. -أنا مُش قادر أفهم