الصوت الذي لا ينام
في مدينه صغيره ف احده البلاد تغمرها السكون وتراودها الظلمة كان هناك منزلاً قديمًا مهجورًا يقف وحيدًا في نهاية الطريق
. يقول الأهالي إنه كان منزل لعائلة غامضة اختفت في ظروف غامضة منذ وقت طويل، ومنذ ذلك الوقت، لم يتجرأ أحد على الاقتراب منه.
كانت هناك اشاعات تدور حول المنزل، تقول إنه مسكون بالأرواح الشريرة وأنه يُسمع منه صوت غريب في الليل، صوت يأسر السمع ويسكن الرعب في قلوب الشجعان. كانت هذه الشائعات تثير فضول البعض، لكنها كانت كفيلة بإبعاد الكثيرين عن الاقتراب من تلك المنطقه المظلمة.
في ليلة ممطرة وعاصفة، قرر أحد الشباب الجريء الاقتراب من المنزل المهجور ليكتشف ما إذا كانت الشائعات صحيحة. دخل المنزل بحذر، وكانت كل خطوة يخطوها تثير صدى مرعبًا في الأرجاء. وصل إلى غرفة مظلمة في الطابق العلوي، حيث بدأ يسمع صوتًا غريبًا، صوتًا يشبه تكتكة الأقدام على الأرض.
فزع الشاب وراءه، ولكن لم يجد أحدًا. بدأ الصوت يتزايد تدريجياً، وكأنه يقترب منه ببطء. حاول الشاب الهروب، لكن الباب الذي دخل منه قد أغلق بشكل مفاجئ وأصبح مغلقًا بإحكام.
بدأت الغرفة تمتلئ بضوضاء مخيفة، وظل الشاب يصرخ بينما يحاول بشتى الطرق فتح الباب. ثم، في لحظة من الصمت المرعب، توقفت الضوضاء فجأة، وسمع الشاب صوتًا همسيًا يتسلل إلى أذنه: "أنت لست وحيدًا الآن، أنا هنا".
تجمّد الشاب، وتركض الرعب في عروقه. لم يكن يعرف ما هو هذا الكائن أو ماذا يريد. كانت الظلمة تحيط به من كل جانب، وكانت الأصوات تتلاشى في الهواء المظلم.
وفي الصباح التالي، عثر الأهالي على المنزل المهجور مفتوحًا مرة أخرى، ولكن لم يجدوا أثرًا للشاب الشجاع. ومنذ ذلك الحين، تزايدت الشائعات حول ذلك المنزل الملعون، وتجنبه الجميع مثلما يتجنبون الوباء، خوفًا من الصوت الذي لا ينام وما يمكن أن يحمله من رعب ومصير مظلم.
وهكذا انتهت قصة الشاب الجريء، الذي تجرأ على استكشاف الغموض والرعب، ولم يجد سوى الظلام والصوت المرعب الذي لا ينام، وذكرى مرعبة ستظل تخيم على البلدة لسنوات قادمة.