في ليلة مظلمة
ليلة مظلمة
في ليلة مظلمة، وقبلة هطول الأمطار بكثافة، كانت إيما تسير وحيدة على طول طريق مظلم ومهجور. كانت ترتجف من البرد والخوف، ولكنها لم تكن تملك أي خيار سوى المضي قدماً. فجأة، لاحظت شكلاً غامضاً يتحرك في الظلال. تباطأت خطواتها، محاولةً التركيز على المظلمة المحيطة بها.
بينما اقتربت، بدأت تميز تلك الشخصية. كانت تملك عينين باردتين كالثلج، وشعراً أسوداً يتدلى في الهواء المبلل. قلب إيما بدأ ينبض بسرعة متزايدة، وهي تحاول التفكير في خطواتها التالية. ولكن قبل أن تتمكن من اتخاذ أي قرار، توقفت تلك الشخصية المرعبة أمامها.
"مرحباً، هل تحتاجين مساعدة؟"، قالت الشخصية بصوت هادئ، لكنه كان يحمل نبرة غريبة من الغموض.
لم تكن إيما متأكدة مما يجب أن تفعله. هل يجب أن تثق بهذا الشخص؟ هل يجب أن تستمر في المشي بمفردها؟ قبل أن تستطيع الرد، بدأ الشخص يتحرك باتجاهها.
"أنا يمكنني مساعدتك في الوصول إلى وجهتك بأمان. تعالي معي"، أضاف الغريب، مما جعل إيما تتردد لحظةً قبل أن توافق.
خلال المسيرة، بدأت إيما تشعر بالارتياح تجاه الغريب، حتى وصلوا إلى بيت مهجور في نهاية الطريق. لكن عندما وصلوا، اختفت الغموض وظهرت الرعب بوضوح.
انكسر الصمت بصوت هدير الرياح، وأصوات غير مفهومة بدأت تتردد في أرجاء البيت. أنار الغريب شمعة، كشفت عن جدران مغطاة بالصور الممزقة والأثاث المتهالك.
وفجأة، تحول وجه الغريب إلى شكل وحشي، وعيناه أصبحت مشعتين بالظلام. "أهلاً بك في مأوى الأرواح المفقودة، حيث يمكننا أن نكون معاً إلى الأبد"، همس بصوت يثير الرعب.
أدركت إيما أنها وقعت في فخ، لكن كان فوات الأوان. وسط هدير الرياح وصرخات الأشباح، غمرت الظلامها، مبتلعة أي أمل في النجاة، وأغلقت عليها أبواب الواقع وأفتتحت لها أبواب الألم الأبدي.
كانت الليلة دامية، والضباب يلتف حول منزل العائلة بشكل مرعب. في مدينة صغيرة تقع في أعماق الغابات، كان هناك منزل قديم مهجور، يعتبره الناس مسكوناً. ومن بين هذه الأساطير، كان هناك حكاية مرعبة ترويها الأجيال القديمة عن روح فتاة شابة تجوب المنزل القديم بحثًا عن ضحيتها التالية.
كانت إيما، فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، قد سمعت هذه الأسطورة مرارًا وتكرارًا، ولكنها لم تصدقها حتى جاءت تلك الليلة المظلمة. وبينما كانت تمشي بجوار المنزل القديم، سمعت خطوات خفيفة تقترب منها. لم تكن ترى أحدًا، ولكن الخوف تسلل إلى قلبها ببطء.
فجأة، توقفت الخطوات، وظلت الليلة هادئة. لكن بينما كانت تستعد للمغادرة، سمعت صوتًا خافتًا ينادي اسمها. "إيما... إيما..."، لكن لم يكن هناك أحد في الجوار. غمرتها المخاوف، وركضت بعيدًا بينما كانت تتردد الأصوات في عقلها.
وبعد تلك الليلة، لم يرَ أحد إيما مرة أخرى. فقد اختفت دون أثر، وبقيت الأسطورة تتردد في أذهان الناس، مما جعلهم يتجنبون المنزل القديم في الليالي الدامية.