منزل شيفة المرعب
كانت الليلة مظلمة وعاصفة، حيث هبت الرياح بشدة والأمطار هطلت بغزارة على البلدة الصغيرة، وسط تهشم البرق ودوي الرعد. في قلب البلدة، كان هناك منزلٌ قديمٌ مهجورٌ، يعرفه السكان المحليون باسم "منزل الشيفة". يقال إنه كان ملكًا لشيفة مشهورة في البلدة قبل سنوات عديدة، ولكن بعد وفاتها تركت المنزل لوحده.
وفي تلك الليلة، قررت مجموعة من الشباب المغامرين استكشاف هذا المنزل المهجور، مبتغين المغامرة والتشويق. دخلوا المنزل بحذر، وكان الهواء داخله يشعرهم بالبرودة حتى العظام. لم يكن هناك صوت سوى صوت الرياح المندفعة من خلال النوافذ المحطمة.
وفيما يتجولون في الطوابق العليا، بدأوا يلاحظون أشياء غريبة تحدث من حولهم. كانت الأضواء تتقطع فجأة، وأصوات غريبة تصدر من الغرف المظلمة. لكنهم استمروا في استكشاف المنزل، متجاهلين الشعور بالقلق الذي يزداد تدريجيًا.
في إحدى الغرف، وجدوا مطبخًا قديمًا مليئًا بالأدوات والأواني المكسورة، وعلى الطاولة كانت هناك دفعة من الطعام الفاسد. لكن الشيء الأكثر إثارة للدهشة كانت الأصوات التي بدأت تأتي من الداخل.
بينما كانوا يستمعون باندهاش، سمعوا خطوات تقترب منهم من الممر المجاور. انقبضت قلوبهم من الخوف، وعندما التفتوا ليرى، لم يجدوا أحدًا. لكن الأصوات لم تتوقف، بل زادت في الانتشار والشدة.
ثم، فجأة، تحركت الأدوات في المطبخ بشكل غريب، وانطلقت الأواني المكسورة في الهواء بدون سبب ظاهر. انتشرت حالة من الذعر بين الشباب، وبينما حاولوا الهروب، تم إغلاق الأبواب والنوافذ من حولهم بشكل مفاجئ، مما حبسهم في المطبخ.
وبينما كانوا يحاولون الهروب، ظهرت شيفة مظلمة ومرعبة أمامهم، وهي تحمل سكينًا كبيرة في يدها الممدودة. كانت عيناها تلمعان بضوء أحمر مخيف، وضحكتها كانت تصدح في جميع أنحاء المطبخ.
أدرك الشباب أنهم سقطوا في فخ شيفة المنزل، وأنهم يجب أن يجدوا طريقة للهروب قبل أن تنهشهم سكينها الحادة. بدأوا في البحث عن مخرج، وبعد لحظات من التوتر والخوف، تمكنوا أخيرًا من فتح باب خلفي صغير كان مخفيًا خلف رفٍ مائل.
هربوا من المنزل بسرعة، وعندما وصلوا إلى الخارج، وجدوا أنفسهم يتنفسون الهواء النقي مرة أخرى، بعيدًا عن كابوس المنزل المهجور. لكنهم لن ينسوا أبدًا تجربتهم في "منزل الشيفة"، وسيظلون يروون قصتهم الرهيبة لكل من يسأل.
