ليلة الرعب في دار الضيافة

ليلة الرعب في دار الضيافة

0 المراجعات

في قرية نائية على ساحل البحر، عاشت عائلة "الحميدي" حياة هادئة بسيطة. كان الأب صيادًا ماهرًا، يمضي أيامه في عرض البحر، بينما كانت الأم تربي أطفالها الثلاثة وتدير شؤون المنزل.

كان أصغر أبناء العائلة، "يوسف"، فتىً فضوليًا يحبّ استكشاف محيطه. في أحد الأيام، بينما كان يلعب على شاطئ البحر، لفت انتباهه شيء غريب يبرز من تحت الرمال. اقترب بحذر، ونفض الرمال بيديه ليُكشف عن دمية قديمة غريبة الشكل. كانت مصنوعة من الخشب الأسود، وعيناها من حجرين لامعين بلون الدم.

شعر يوسف ببرودة تسري في جسده، لكن فضوله دفعه إلى حمل الدمية معه إلى المنزل. أخفى يوسف الدمية عن أعين والديه، خوفًا من ردة فعلهما. في تلك الليلة، بينما كان نائمًا، ّسمع يوسف صوتًا خافتًا يناديه باسمه. استيقظ مذعورًا ليرى الدمية ملقاة على صدره، وعيناها الحمراوان تتوهجان في الظلام.

في اليوم التالي، بدأ سلوك يوسف يثير قلق عائلته. أصبح هادئًا ومنعزلًا، يتحدث إلى نفسه بكلمات غير مفهومة، ويرسم رسومات غريبة على جدران غرفته. حاولت الأم مساعدته، لكن دون جدوى. ازدادت حالة يوسف سوءًا مع مرور الوقت، فأصبح يصرخ في الليل، ويتحدث عن أشباح تطارده.

قرر الأب أخيرًا اصطحاب ابنه إلى شيخ القرية، علّه يعرف ما حلّ به. فحص الشيخ الدمية بعناية، ثم عبس وجهه وقال: "هذه ليست دمية عادية. إنها مسكونة بروح شريرة". أوضح الشيخ للأسرة أن هذه الدمية كانت رمزًا لعبادة قديمة، وأن روحًا شريرة تسكنها تسعى للسيطرة على روح يوسف.

حاول الشيخ طرد الروح الشريرة من خلال قراءة آيات من القرآن الكريم، لكن دون جدوى. ازدادت قوة الروح الشريرة، وتحكمت في جسد يوسف تمامًا. في لحظة يأس، أمسك الأب بفأس وسحق رأس الدمية. وفجأة، صرخ يوسف صرخة مدوية وسقط على الأرض فاقدًا للوعي.

عندما استعاد يوسف وعيه، لم يتذكر أي شيء عن الأحداث الماضية. عادت روحه إليه، والشرّ ابتعد. عاش يوسف حياة طبيعية بعد ذلك، لكنه لم ينسَ أبدًا الرعب الذي عاشه بسبب الدمية المسكونة، ودائمًا ما كان يحذر الآخرين من مخاطر الأشياء الغريبة والقديمة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

0

مقالات مشابة