صرخة في الظلام

صرخة في الظلام

0 المراجعات

في قرية نائية، على أطراف غابة كثيفة، عاش رجل عجوز يدعى "الحاج إسماعيل". كان الحاج معروفًا بقصصه المرعبة عن الأشباح والأرواح الشريرة التي تسكن الغابة. كان الجميع يتجنب المرور بالقرب من الغابة ليلاً، خوفًا من لقاء أحد هذه المخلوقات المرعبة.

في إحدى الليالي، بينما كان الحاج إسماعيل جالسًا أمام منزله، سمع صرخة مدوية قادمة من الغابة. تجمد جسده من الخوف، وتسارعت دقات قلبه. لم يجرؤ أحد على دخول الغابة في مثل هذه الساعة المتأخرة، فما الذي يمكن أن يكون مصدر هذه الصرخة المرعبة؟

قرر الحاج إسماعيل، مدفوعًا بالفضول والخوف، أن يتجه نحو مصدر الصوت. حمل فانوسه القديم وبدأ يسير بحذر في طريق مظلم ضيق يتسلل بين الأشجار الكثيفة. ازدادت برودة الجو كلما توغل في عمق الغابة، وازداد صمت الليل كثافة،

لم يمضِ وقت طويل حتى وصل الحاج إلى مكان مفتوح في وسط الغابة. وفجأة، لفت انتباهه ضوء خافت قادم من كوخ قديم مهجور. اقترب الحاج من الكوخ ببطء، وفؤاده يخفق في صدره. عندما وصل إلى الباب، تردد قليلاً قبل أن يدفعه ببطء.

انفتح الباب ببطء، صارخًا في وجه الحاج. دخل الحاج إلى الكوخ بحذر، ممسكًا فانوسه عالياً. كان الكوخ مظلمًا ومليئًا بالغبار، ومناضد ومقاعد خشبية قديمة مبعثرة في جميع أنحاء الغرفة. وفجأة، سمع الحاج صوتًا هامسًا من وراء أحد الرفوف: “أخيرًا... لقد جئت...”

تجمد الحاج من الخوف، وارتجف جسده. من أين جاء هذا الصوت؟ من كان يتحدث؟ رفع الحاج فانوسه عالياً، باحثًا عن مصدر الصوت. وفجأة، رأى شبحًا أبيضًا يقف في زاوية الغرفة. كان الشبح يرتدي ملابس قديمة ممزقة، وعيناه مشتعلتان بنار غريبة.

صرخ الحاج من الخوف وفَرّ من الكوخ بأسرع ما يستطيع. ركض عبر الغابة، متعثرًا بالأشجار والأغصان، ولم يتوقف حتى وصل إلى منزله. أغلق الباب خلفه بإحكام، وظل يرتجف من الخوف لساعات طويلة.

في اليوم التالي، ذهب الحاج إلى القرية ليحكي للجميع ما حدث له. لكن لم يصدق أحد قصته. اعتقدوا أنه توهم كل شيء بسبب خوفه. لكن الحاج إسماعيل لم ينسَ أبدًا ما رآه في تلك الليلة. ظل هاجس الشبح الأبيض يطارده إلى الأبد، وحتى يوم وفاته، كان يردد: “لقد سمعتُ الصرخة... لقد رأيتُ الشبح... سأكون دائمًا أسيرًا للظلام…

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة