القريه المسكونه ومرعبا علي طرف الصحراء
في قرية نائية على أطراف الصحراء، عاش رجل عجوز يدعى "سالم" وحيدًا في كوخ متواضع. اشتهر سالم بين أهالي القرية بمعرفته الواسعة للقصص المرعبة، وكانوا يجتمعون حوله كل ليلة للاستماع إلى حكاياته التي تُجمد الدماء في العروق.
في إحدى الليالي، اجتمع أهالي القرية حول سالم كعادتهم، وبدأ يروي لهم قصة مرعبة عن منزل مسكون على أطراف القرية. قيل أن هذا المنزل كان يملكه ساحر شرير منذ زمن بعيد، وقد قام بارتكاب العديد من الفظائع قبل أن يموت. وبحسب الأسطورة، فإن روح الساحر الشرير لا تزال تسكن المنزل، وتبحث عن ضحايا جدد.
استمع أهالي القرية إلى قصة سالم بشغف، وهم يشعرون بالقشعريرة تسري في أجسادهم. وعندما انتهى من حكايته، سأله أحد الحاضرين: "هل صحيح أن هذا المنزل مسكون بالفعل؟". ابتسم سالم ابتسامة غريبة وأجاب: "لا أعلم، لكن ما أعرفه أن هناك من دخلوا ذلك المنزل ولم يخرجوا أبدًا."
في تلك الليلة، لم يستطع أحد من أهالي القرية النوم. كانوا يفكرون في قصة سالم، ويخيلون أشباحًا ومخلوقات غريبة تتجول في المنزل المسكون. وفي الصباح الباكر، قرر مجموعة من الشباب الشجعان الذهاب إلى المنزل المسكون لمعرفة الحقيقة.
وصل الشباب إلى المنزل، وكان منظره مخيفًا. الباب الصدأ مُغلق بإحكام، والنوافذ مغطاة بالغبار. شعر الشباب بالخوف، لكن فضولهم كان أقوى. تمكنوا من كسر أحد النوافذ، ودخلوا إلى المنزل.
كان الداخل مظلمًا ومليئًا بالغبار. بدأ الشباب بالتجول في المنزل، وهم يبحثون عن أي علامة تدل على وجود أشباح أو مخلوقات غريبة. وفجأة، سمعوا صوتًا غريبًا قادمًا من الطابق العلوي.
صعد الشباب إلى الطابق العلوي، ووجدوا غرفة مظلمة مغلقة الباب. شعر أحد الشباب بالخوف، وحاول العودة أدراجه، لكن الباب أغلق فجأة خلفه. حاول الشاب فتح الباب، لكن دون جدوى. كان محاصرًا في الغرفة المظلمة.
فجأة، سمع الشاب صوت ضحك شرير قادم من زاوية الغرفة. نظر حوله، لكنه لم يرَ أي شيء. ازدادت حدة الضحك، وشعر الشاب أن شيئًا ما يلمسه. صرخ الشاب من شدة الخوف، وحاول مرة أخرى فتح الباب، لكن دون جدوى.
في تلك اللحظة، انفتح الباب من تلقاء نفسه، وخرج منه شبح ضخم ذو عيون حمراء متوهجة. صرخ الشاب من شدة الرعب، وفقد الوعي.
عندما عاد الشباب الآخرون للبحث عن صديقهم، وجدوه ملقى على الأرض فاقدًا للوعي. حملوه إلى القرية، وأخبروا أهالي القرية بما حدث.
بعد هذه الحادثة، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من المنزل المسكون مرة أخرى. وأصبحت قصة سالم حكاية تُروى للأطفال ليخوفهم، وتُذكرهم بألا يتجولوا في أماكن خطرة.