دمى الجدة القديمة
،سلمى ونور. كانت العائلة تعيش حياة هادئة، حتى قررت الأم السفر لزيارة عمتها المريضة في مدينة بعيدة
قبل سفرها، أوصت الأم ابنتيها بحسن التصرف خلال غيابها، وطلبت منهما رعاية دمى الجدة القديمة التي كانت قد أحضرتها من رحلة سابقة. أخبرتهما أن تلك الدمى عزيزة على قلبها، ويجب عليهما العناية بها.
في الليلة الأولى لغياب الأم، شعرت سلمى ونور بالخوف والوحدة. حاولتا النوم، لكنهما لم تتمكنتا من ذلك. وفجأة، سمعتا صوت طقطقة خافتة قادمة من غرفة الجلوس. نهضتا ببطء وتوجهتا نحو مصدر الصوت.
في غرفة الجلوس، وجدتا دمى الجدة موضوعة على طاولة صغيرة. كانت الدمى تتحرك ببطء، وعيناها تلمعان في الظلام. صرخت سلمى ونور من الخوف، وركضتا إلى غرفتهما واختبأتا تحت الأغطية.
بقيتا طوال الليل خائفتين، ولم تتمكنتا من النوم. في الصباح التالي، ظنتا أن ما حدث كان مجرد حلم، لكنهما لاحظتا أن دمى الجدة قد تغيرت. كانت تبدو أكثر شراً، وابتسامتها أصبحت مخيفة.
في الليلة التالية، ازدادت الأمور سوءًا. بدأت دمى الجدة تتحرك في جميع أنحاء المنزل، وتصدر أصواتًا غريبة ومخيفة. حاولت سلمى ونور الهرب من المنزل، لكن الأبواب والنوافذ كانت مغلقة. شعرتا وكأنما المنزل قد سجنهما.
في لحظة من اليأس، تذكرت سلمى قصة سمعتها من جدتها عن تلك الدمى. قالت الجدة أن تلك الدمى مسكونة بأرواح شريرة، وأنها لا تحب الأطفال. أخبرت سلمى نور عن القصة، وقررتا معًا التخلص من الدمى.
جمعتا كل الدمى ووضعتاها في صندوق خشبي قديم. ثم أخذتا الصندوق إلى الغابة، وألقيتاه في حفرة عميقة. بعد ذلك، عادتا إلى المنزل وخلدتا إلى النوم، وهما تشعران بالأمان للمرة الأولى منذ أيام.
في الصباح التالي، استيقظتا على صوت طرق على الباب. فتحتا الباب، فوجدتا والدتهما قد عادت من السفر. شعرتا بالفرح الشديد، وسألهما عن دمى الجدة.
أخبرتهما سلمى ونور بما حدث، فابتسمت الأم وقالت لهما: "لقد فعلتما الشيء الصحيح. تلك الدمى كانت مسكونة بالفعل، وكان يجب التخلص منها."
عاشت العائلة بعد ذلك حياة سعيدة هادئة، ولم تتعرض لأي مخاطر أخرى.