قصة البئر الملعون
في قرية نائية تقع على أطراف الصحراء، كانت هناك أسطورة قديمة تتناقلها الأجيال عن جن يعيش في بئر مهجور. قيل إن هذا الجن يدعى "نعمان"، وكان يظهر في ليالي القمر الكامل ليأخذ أرواح من يتجرأ على الاقتراب من بئره.
في إحدى الليالي، قرر شاب يدعى سالم أن يكتشف حقيقة هذه الأسطورة. كان سالم شجاعاً ومتهوراً، ولم يؤمن بالأساطير والخرافات. تحدى أصدقاءه قائلاً: "سأذهب إلى البئر الليلة وأثبت لكم أن لا شيء هناك".
في منتصف الليل، توجه سالم إلى البئر وحده. كان القمر مكتملاً والظلال ترقص على الرمال. عندما اقترب من البئر، شعر ببرد غريب يجتاح جسده، لكن تحديه لأصدقائه دفعه للمضي قدماً. جلس بجانب البئر وبدأ في الاستماع إلى الصمت الثقيل.
فجأة، سمع صوت همسات تخرج من البئر. همسات غامضة وغير مفهومة، لكنها كانت تجمد الدم في عروقه. حاول أن يقنع نفسه أن هذه مجرد أوهام، لكن الأصوات أصبحت أعلى وأكثر وضوحاً.
قرر سالم أن يلقي نظرة داخل البئر. أشعل مصباحه اليدوي ووجهه نحو الظلام الدامس. ما رآه جعله يصرخ من الرعب: كانت هناك عيون حمراء تلمع في أعماق البئر، تحدق فيه بحدة. قبل أن يتمكن من الحركة، امتدت يد طويلة وشفافة من البئر وأمسكت به.
شعر سالم بأن روحه تُسحب من جسده، وكأن قوة غامضة تحاول أخذ حياته. بدأ بالصراخ ومحاولة المقاومة، لكن يديه كانت عاجزتين عن الإفلات من قبضة اليد الشبحية.
في هذه اللحظة، تذكر سالم نصيحة جدته التي كانت تحكي له عن الجن والأرواح الشريرة. صرخ بكل ما لديه من قوة: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!"، وكررها مراراً وتكراراً.
شيئاً فشيئاً، بدأت اليد تفقد قبضتها وتختفي. اختفت العيون الحمراء وعاد الصمت إلى المكان. استطاع سالم أخيراً أن يتحرر من الرعب الذي كان يقبض عليه. ركض بأسرع ما يمكنه عائداً إلى القرية.
منذ تلك الليلة، تغير سالم. أصبح أكثر إيماناً واحتراماً للأساطير القديمة. وأقسم ألا يقترب مرة أخرى من البئر ولا أن يشكك في قصص الأجداد. كانت تلك الليلة درساً له ولجميع سكان القرية بأن هناك أشياء لا يجب العبث معها، وأن الأساطير ليست دائماً مجرد خرافات.
وانتهت هنا القصه انتظرو قصص اكثر واكثر في الايام القدمه هذه مجرد البدايه فقط