قصة المرآة المسكونة

قصة المرآة المسكونة

0 المراجعات

في إحدى القرى الجبلية المنعزلة، كان هناك منزل قديم مهجور يعلوه سقف متداعٍ، وجدران مغطاة بالطحالب والنباتات المتسلقة. هذا المنزل كان معروفًا بين السكان بأنه مسكون بالجن. كان الأهالي يتجنبون الاقتراب منه، خاصةً بعد غروب الشمس.

تدور القصة حول شاب يدعى خالد، جاء إلى القرية لزيارة أقاربه. كان خالد مغامرًا ويحب استكشاف الأماكن المهجورة، لذلك لم يلتفت لتحذيرات أهله عندما سمع عن المنزل المسكون. بدلاً من ذلك، ازداد حماسه لاستكشافه.

في إحدى الليالي المظلمة، تسلل خالد إلى المنزل المهجور بمصباحه اليدوي وكاميرته. عندما دخل المنزل، شعر ببرودة غريبة تسري في الهواء، رغم أن الليلة كانت صيفية حارة. أخذ يتجول في الغرف المهجورة، والظلال تتراقص على الجدران بفعل ضوء المصباح.

وصل خالد إلى الطابق العلوي حيث وجد غرفة مغلقة. دفع الباب ببطء، وانفتح بصوت أزيز مروع. داخل الغرفة، رأى أثاثًا قديمًا مغبرًا، ومرآة كبيرة مكسورة في الزاوية. اقترب من المرآة ليجد نقشًا قديمًا على الإطار، بدا كأنه كلمات بلغة قديمة غير مفهومة.

بينما كان يحاول قراءة النقش، سمع صوت خطوات خفيفة تأتي من خلفه. استدار بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا. عاد بتركيزه إلى النقش في المرآة، ولكن في هذه اللحظة، بدأت تظهر في المرآة أشكال ضبابية، وكأنها أشباح من عالم آخر.

بدأت الأصوات تزداد حدة، وسمع همسات غير مفهومة تملأ الغرفة. أدرك خالد أنه في مأزق، حاول الهروب لكن الباب الذي دخله أغلق بقوة. ارتفع الهواء في الغرفة وأصبح ثقيلاً، وشعر خالد وكأن يدًا غير مرئية تخنقه. سقط على ركبتيه، محاولاً التنفس.

بينما كان يعاني، ظهر أمامه كيان شفاف، بدا وكأنه جن من القصص القديمة. كانت عيونه تتوهج بلون أزرق مخيف، وتحدث بصوت عميق ومخيف: "لقد أزعجت راحة هذا المكان. يجب أن تدفع الثمن".

حاول خالد الصراخ، لكن صوته لم يخرج. شعر بوجود قوة غير مرئية تسحبه نحو المرآة. بدأت المرآة تتوهج بضوء غريب، وكأنها بوابة إلى عالم آخر. كانت اللحظة الأخيرة لخالد في هذا العالم وهو يُسحب عبر الزجاج المتوهج.

في صباح اليوم التالي، وجد أهل القرية باب المنزل المهجور مفتوحًا، لكن خالد لم يكن هناك. اختفى دون أثر. بدأوا يبحثون عنه، ولكن دون جدوى. أصبحت القصة جزءًا من الأساطير المحلية، وتحدث الناس عنها بصوت خافت وهم ينظرون بخوف نحو المنزل المهجور.

مرت سنوات، ولا يزال المنزل قائمًا، مهجورًا ومرعبًا كما كان. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه مرة أخرى. كانت أصوات الهمسات والصرخات الخافتة تتردد في الليالي المظلمة، تذكر الجميع بأن هناك أسرارًا وأشياء مظلمة لا ينبغي العبث بها.

وبقيت المرآة في مكانها، تحمل في زجاجها البارد آثاراً من العالم الآخر. من حين لآخر، يمكن أن ترى العابرين في الليل انعكاسًا غريبًا فيها، وكأن هناك عيوناً تراقب من خلف الزجاج، تنتظر عودة خالد أو قدوم ضحية جديدة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة