بين الواقع والحلم
أظن أن هذا يكفى .ساعات من المذاكرة المستمرة ، أعرف أن الإمتحانات قد اقتربت ولكن ‘ إن لبدنى على حق ولبطنى أيضا حق ،هاهاها’ سأخرج الآن اجهز بعض الساندويتشات وكوب من الشاى وارتاح قليلا .
خرجت متجهه إلى المطبخ ، ولكنى لاحظت ان المنزل فارغ لا يوجد أحد بحثت فى ارجاء المنزل عن أمى ، وأبى ، وأخوتى لكن لا أحد ذهبت إلى شباك غرفتى وأنا انادى عليهم جميعا ‘ ماما ، بابا ، بوسى ، ميدو ’ لكن لا جدى من هذا ، نظرت من الشباك فرأيت جدتى ( والدة أبى) “ تيته إنى لا استطيع العثور على والدى ، ووالدتى ، ولا حتى أخوتى هل رأيتيهم ؟ ” سألتها بنبرة توتر ، ولكن ما زاد من توترى هو أن جدتى لم ترد على سؤالى وكأنها حتى ما انتبهت لما أقول .
خرجت متجه ناحية باب الشقة ونزلت الدرج متجهه إلى شقة جدتى لكى أرى ما بها ولم لم ترد عليا ؟ ولماذا تقف بهذا الشكل ؟ فقد زادت من توترى وقلقى توجهت للأسفل وأنا غير مدركة لخطوات قدمى إلى أين تقودنى ، إلى أن وجدت نفسى بالشارع ؛ ولكن ما زاد الأمر غرابة مع قليل من الخوف ، هو أنه لا يوجد أى أحد بالشارع حتى جدتى لم أجدها بمكانها !!! أين ذهبت ؟!.
تداركت نفسى عندها واستجمعت شجاعتى وأخذت نفس عميق وقولت : “ من المؤكد أن الجميع ذهب لبيت جدى ( والد أمى ) ” توجهت لمنزل لجدى ، وبينما كنت امشى بالطريق لم أرى أى آدمى ولا حتى قطة ، أو فأر ، أو صرصار بالطريق .
وأخيرا وصلت لمنزل جدى ، وحمدا لله فإنى أسمع أصوات بالداخل من المؤكد أن عائلتى بالداخل ، توجهت للداخل ولكن عندما دخلت المنزل توقفت الأصوات حتى صوت الرياح قد توقف ، ذهبت إلى الداخل باحثة عن أى إنسان أيا كان حتى لو كان شخص غريب ، ‘ولكن لا جدوى ’ .
دخلت إلى غرفة خالتى الصغرى فقد لاحظت حركة بداخلها ، ولكن لا أدرى ما الذى جعلنى أغلق الباب خلفى ؟ أم أنه أغلق من تلقاء نفسه ؟! ‘ أوووف ، يا إلهى لا أدرى ما الذى يجرى ’ وأثناء حوارى مع نفسى رأيت ظل شخص ما من تحت الباب يقف بالصاله ، ذهبت مسرعة ناحية الباب ، وفتحت الباب … لكن ! لا يوجد أحد ؟! وقفت لحظات مكانى وقتها شعرت وكأن أحد يقف أمامى مباشرة فقد احسست بأنفاسه على وجهى مباشرة ، نظرت للأسفل فرأيت آثار أقدام واقفه أمامى وباتجاهى “ لا أخفيكم عن الأمر فقد تجمد الدم فى عروقى من شدة الخوف ” .
تصنعت القوة وكأن شيئا لم يحدث ، ولكنى من الداخل انهرت تماما ، خرجت من المنزل وقولت لنفسى :" إن المكان الذى سيكون مؤكد فيه وجود أناس ، بشر ، بنى آدميين هو محطة الباص فمن الطبيعى أنها دائما مزدحمه ".
خرجت متجهة ناحية محطة الباص وكلما اقتربت من المكان كلما زاد يقينى أنى بهذا العالم وحييده ، وقفت قليلا بالمكان على أمل ؛ لعل يظهر أحد ما ، وكنت على حق فقد رأيت من بعيد ‘ميكروباص’ قادم من بعيد ، فرحت بشدة فأخيرا وجدت أحد ، ولكن حدث شئ غريب ، فبمجرد ما قد اقترب الميكروباص منى وقف أما م وفتح بابه وكأنه يدعونى للدخول ، نظرت للداخل فوجدت اشخاص غريبين ، مخيفين ينظرون إلى نظرات حطمت ما تبقى بداخلى من قوة ، ولكن بتلقائيه ، أم بطريقة لا إرادية ، أو أنه كان بسبب الخوف لا أدرى ولكنى وجدت نفسى بداخل الميكروباص مع نظراتهم التى لم تحيد ولو لحظات عنى ، لم استطع ان اتحمل هذا الشعور أكثر وعندنا نظرت للخارج وجدت منزل لأحد أقارب أمى “تذكرته بمجرد أن رأيته رغم أنى لم ازرهم منذ أن كان عمرى 5 سنوات”
عندها كعادتى تظاهرت بالقوة وطلبت من السائق التوقف ؛ عندما توقف نزلت مسرعه متجهه ناحية المنزل الذى بدا مختلفا بعض الشئ ، ولكنى لم أهتم بالأمر بقدر أهتمامى فى الابتعاد قدر الإمكان عن غريبى الأطوار هؤلاء ؛ عندما وصلت لباب المنزل نظرت خلفى فوجدت الميكروباص ما زال واقفا مكانه وجميع من بالداخل مازالو يرمقوننى بتلك النظرات المخيفه التى لا تزال تحطمنى .
أسرعت للداخل وأغلقت الباب خلفى ، ولكنى وجدت نفسى بمكان مهجور ، فقد نسج العنكبوت خيوطه فى كل مكان وكأنه مرتاح لعدم وجود سكان بالبيت ، ورأيت اربع أبواب مختلفين بالداخل يظهر عليهم آثار الزمن وكأنهم من العصور الوسطى ( الحقيقه أنا لم أتجرأ حتى على الإقتراب من الأبواب) وبمجرد ما رأيت هذا المكان من الداخل فتحت الباب مرة أخرى وخرجت “ الحمد لله لقد ذهب الميكروباص أيضا ” قولت لنفسى ، وعندما اقتربت من المكان الذى كان يقف فيه الميكروباص وجدت بركة من الدماء !! .
حينها أدركت أنه كلما ابتعدت أكتر من المؤكد أنه ستحدث مصائب اكثر ، فرجعت متجهه لدلخل البلدة مرة أخرى ، ولكنى احسست برجلى وكأنها تغوص فى شئ لزج نظرت للأسفل فرأيتنى حافية القدمين ورجلى غارقة بالدماء ، نظرت خلفى فرأيت آثار الدماء بطول الطريق خلفى مطبوعه بقدمى ، وفجأت تغيرت الأماكن والأحداث ورأيت كأنى أقف على كوبرى وجميع سكان البلدة يقفون فى طابور على جسر الماء والأرض تتحرك بهم ببطء نزولا للماء ، وفجأء وجدت نفسى واقفه معهم وأتحرك نزولا لأسفل الماء ، أشحت بنظرى بعيد فرأيت شيئا أسود يبدو كأنسان يقف بأعلى منزل وينظر باتجاه الناس وكأنه هو من يسيطر عليهم ويتحكم بهم ، عندها تذكرت (آية الكرسى ) وبدأت فى قرائتها ، وبعد ما كنا ننزل للأسفل ببطء أصبح الأمر أسوأ وزادت سرعة الهبوط ، اسرعت بالقراءة إلى أن انتهيت وعندها تغير كل شئ مرة أخرى ، لكن هذه المرة وجدت نفسى على نفس المنزل الذى كان يقف عليه ذلك الشئ الذى يشبه ‘ الشيطان’ ، وجدت نفسى أجلس بزاوية المكان وجميع أهلى واخواتى معى ، سألت والدى : هل حدث ما ؟! قال لى : لا أعلم ولكنك من فترة تجلسين بالزاوية وتتمتين بكلام غير مفهوم وتهتزين ناديناك كثيرا ولكنك لم تجيبى.
وعندما فتحت عيونى قرأت آية الكرسة ، والشهادتين ، والمعوذتين ، وحمدت الله أن كل هذا كان مجرد كااااابووس.