"ضجيج الظلام: رحلة البحث عن الضوء في غابة الرعب"

"ضجيج الظلام: رحلة البحث عن الضوء في غابة الرعب"

0 المراجعات

في غمرة الليل الدامس، وتحت سماء مظلمة تمامًا، كانت الغابة الكثيفة تختبئ بين أشجارها المظلمة، وأصواتها المرعبة تتردد في كل مكان كالشبح يطارد النفوس الضائعة. كان الهدوء يسود المكان، إلا لمقاومة الأشجار لنسمات الرياح الباردة، وصراخ الحيوانات الليلية البرية التي تبحث عن فريستها. كانت هذه الليلة غريبة بحق، وأنا، وحدي، أسير في هذا المتاهة المظلمة، بحثًا عن ضوء ينير لي طريق العودة.

كانت خطواتي تتأرجح مع صدى أصواتي الخافتة، تنطلق في كل اتجاه وكأنها تتوهج بحثًا عن مسار يوجهني إلى الخلاص. وفي تلك اللحظة الفارغة من الزمن، انبعث صوتٌ غريبٌ يهمس في أذني، مثل صدى أصوات الأشباح الذين يحاولون التواصل مع عالم الأحياء. تجمدت، ولكن لم أتوقف عن التحرك نحو مصدر الصوت، فالفضول أعمى عقلي وسيطر على قلبي.

بينما اقتربت من مصدر الصوت، زاد الخوف في قلبي، كانت الأفكار تتلاشى والشكوك تتصاعد، لكنني استمريت في السير، بحثًا عن إجابات لأسئلتي اللاهثة. وفي لحظة ما، انتبهت إلى وجود قبر مفتوح أمامي، ودموع الندم تتساقط من داخلي، ولكن لم يكن هناك وقت للندم، فالصوت المهموس كان يستمر في الهمس في أذني.

بجوار القبر، كانت هناك كتابات غريبة محفورة على جدرانه، بترتيب غير مفهوم ورموز مجهولة المعنى. حاولت التركيز على الرموز، لكنني وجدت صعوبة في فهم ما تعنيه. فجأة، شعرت بدوار وإغماء، وغمرني الظلام، وسط صراخ الأرواح المفقودة التي تبحث عن السلام.

عندما استعدت وعيي، وجدت نفسي محاصرًا في مكان غريب، حيث كانت الأرض مغطاة بالظلام الدامس، ولم يكن هناك أي مؤشر على الخلاص. بدأت أشعر باليأس يسيطر عليّ، ولكني رفضت الاستسلام، لأنني علمت أن الأمل لا يمكن أن يموت.

فجأة، بدأت أسمع أصواتًا غريبة تتسلل إلى داخلي، تهمس في أذني بكلمات غامضة ومرعبة. كانت الأصوات تحاول أن تسحبني إلى عالم مظلم لا يعرف الرحمة، ولكنني قاومت بكل ما أوتيت من قوة.

وفجأة، ظهرت شخصية غامضة أمامي، بعيون تنير الظلام وابتسامة شريرة على وجهها. كانت تحمل ساعة قديمة في يدها، تتراقص مع حركة عقاربها كما لو كانت تتنبأ بمصيري المظلم. أغمضت عيني وصرخت بكل قوتي، وعندما فتحتهما مجددًا، اختفت الشخصية الغامضة تمامًا، تاركة وراءها أثرًا من الرعب والشكوك.

وهكذا، استمرت رحلتي في هذه الغابة الملعونة، وسط الظلام الذي يبتلع كل شيء في طريقه، لكنني قررت أن لا أستسلم، لأنني أصبحت على يقين بأن الضوء سيأتي مجددًا، لينير لي طريق العودة إلى الواقع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

0

متابعهم

0

مقالات مشابة