مقالات اخري بواسطة MohamedElgwily
المنزل خلف الضباب

المنزل خلف الضباب

0 المراجعات

### **المنزل خلف الضباب**

في إحدى الليالي الممطرة، كان "رامي" يقود سيارته عبر الطرق الريفية المظلمة. كان الضباب كثيفاً لدرجة أنه بالكاد يرى الطريق أمامه. فجأة، انحرفت سيارته بسبب بقعة زيتية على الطريق، مما أدى إلى انزلاقها واصطدامها بشجرة كبيرة.

بعد أن خرج من السيارة مصدوماً ولكنه سالم، لمح بين الضباب منزل قديم ذو طابع مرعب يقف شامخاً في الظلام. لم يكن لديه خيار سوى البحث عن المساعدة في هذا المنزل الغامض. 

طرق رامي الباب الخشبي الكبير، وفي الحال فتح الباب ببطء، كاشفاً عن بهو مضاء بشموع خافتة. تقدم بحذر إلى الداخل، وهو ينادي بصوت مرتجف: "هل من أحد هنا؟ أحتاج إلى مساعدة!" 

لم يتلقَّ أي رد، لكنه شعر بوجود شيء يراقبه. فجأة، أغلق الباب خلفه بقوة، مما جعله يقفز من مكانه بفزع. حاول فتح الباب مرة أخرى، لكنه كان مغلقاً بإحكام.

بدأ رامي يستكشف المنزل بحثاً عن هاتف أو أي وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي. بينما كان يتجول في الغرف، لاحظ أن المنزل مليء بالتحف القديمة والصور العائلية التي تحمل وجوهاً ملامحها مشوهة. كانت هناك ممرات ضيقة وأبواب موصدة، وكأن المنزل يحمل أسراراً مظلمة لا يريد لأحد اكتشافها.

في إحدى الغرف، وجد رامي دفتر مذكرات قديم. بدأ في قراءته، واكتشف أن المنزل كان مأهولاً بعائلة تعرضت لسلسلة من الحوادث الغامضة والمرعبة. كانت آخر ملاحظة في الدفتر تحذر أي شخص يدخل المنزل من البقاء فيه بعد منتصف الليل.

بينما كان رامي يتصفح المذكرات، بدأت الأضواء تخفت والظلال تتحرك بشكل غير طبيعي. سمع أصوات همسات وضحكات خافتة تتردد في أرجاء المنزل. كان الخوف يتسلل إلى قلبه بشكل متزايد، لكنه قرر أن يظل هادئاً ويبحث عن مخرج.

توجه رامي إلى الطابق العلوي، حيث كانت الأصوات تزداد قوة. في نهاية الممر، وجد غرفة مغلقة بقفل صدئ. باستخدام أداة حادة وجدها في أحد الأدراج، تمكن من فتح القفل ودخل الغرفة. 

كانت الغرفة مظلمة تماماً، لكن عندما أشعل ضوء هاتفه المحمول، رأى مشهداً مروعاً. كانت هناك عظام بشرية متناثرة وأشياء غريبة معلقة على الجدران، وكأنها طقوس شيطانية.

فجأة، شعر بيد باردة تلمس كتفه. استدار ببطء ليجد شبح فتاة صغيرة ترتدي ثوباً ممزقاً، تنظر إليه بعيون واسعة ومخيفة. بلهجة هادئة لكنها مروعة، قالت له: “لقد تأخرت كثيراً. لن تتمكن من المغادرة الآن.”

أدرك رامي أنه محاصر في منزل مليء بالأرواح الشريرة والأسرار المظلمة. كان عليه أن يجد طريقة للهرب قبل أن يصبح جزءاً من هذا الرعب الأبدي.

بدأت الظلال تلتف حوله وأصوات الصرخات تملأ الغرفة. في لحظة من الشجاعة واليأس، اندفع نحو الباب وخرج يركض في الممرات المظلمة، باحثاً عن أي مخرج. لكن كلما حاول فتح باب، كان يجده مغلقاً بقوة لا يمكن تفسيرها.

في النهاية، وصل إلى البهو الرئيسي حيث بدأت الأضواء تنطفئ واحدة تلو الأخرى. ومع آخر شعاع من الضوء، رأى باب المنزل الرئيسي مفتوحاً على مصراعيه. باندفاع أخير، ركض نحو الباب وقفز إلى الخارج، ليجد نفسه مجدداً في الضباب الكثيف.

لم يلتفت رامي إلى الوراء، بل استمر في الركض حتى وصل إلى الطريق الرئيسي. ومن هناك، وجد سيارة مارة نقلته إلى أقرب بلدة. 

عندما حكى قصته للشرطة، لم يصدقه أحد. عادوا إلى مكان الحادث لكنهم لم يجدوا أي أثر للمنزل. ترك رامي القرية وعاش بعيداً، لكن الكوابيس لم تتركه أبداً. وفي كل مرة يعود فيها الضباب، كان يشعر بأن المنزل خلف الضباب يقترب منه مرة أخرى.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة