بعنوان "الظل الأسود"
كان المنزل البعيد يقف عليه ظلال طويلة ومخيقة وصعبة تتحرك مع الرياح. كان آدم قاتم الوجه ، يحدق من النوافذ الممزقة صعبة الرؤيا منها في الحديقة الكبيرة المهملة. كان ذلك غريبا بعض الشىء لأن لم يكن هناك أي صوت يُسمع سوى صرير البواب المعدني الصلب .
دخل آدم المنزل ببطء وحذر شديد ، وهو يحاول أن يتجنب السقوط فوق الحطام الصلب المبعثر فى كل مكان على الأرض. كان المكان يبدو وكأنه مظلمًا وقذرًا وقبيحا ، مليئًا بالعنكبوت والغبار الخفيف المتطاير فى الهواء . صعد آدم الدرج الخشبي البالي المتهالك بصعوبة شديدة ، وهو يحاول أن لا يُسمع أصوات أقدامه. مشى بحذر وببطء في الممر المظلم حتى وصل أخيرا إلى غرفة النوم. انفتحت الباب الصلب بحذر وببطء شديد مُحدثًا فوق ذلك صرير مخيف مثير.
أما هناك، على السرير، كانت تلك الظاهرة الغامضة المثيرة المرعبة تظهر بوضوح شديد . كان كيانًا يبدو وكأنه على شكل بشري، لكن الغريب والغامض أنه كان بلا وجه أو ملامح. كان مصنوعًا من ظلال داكنة تتحرك باستقلالية تامة . اقترب آدم خطوة صغيرة إلى الأمام، وفجأة شديدة انتفض وظهر هذا الكيان الغامض وهجم عليه هجوما شديدا .
بدأ آدم بالصراخ والركض في جميع أنحاء الغرفة الصغيرة ، محاولاً بكل وبمختلف الطرق والوسائل الهرب من هذا الكائن المخيف المرعب . لكن كلما حاول آدم الفرار والهروب ، كان هذا الظل الأسود الغامض يلحق به ويُلصق به حتى شعر آدم بالخنق ويبدو وكأنه ينتابه وأصابه الرعب الشديد فى ذلك الوقت ولا يعرف ماذا يفعل ولا يستطيع أن يفكر فى الحلول مما أصابه من الخوف والقلق. حتى أن هذا الكيان المرعب الرهيب المخيف بدأ يتسرب داخله، كأنه كان دخيلاً ينتشر في كل مكان من خلايا جسده مثل الفيروس .
فجأة، استيقظ آدم من هذا الكابوس المرعب الصعب . وكان هذا مجرد حلم صعب ، لكن بدا وكأنه حقيقي للغاية من كثرة ما شعر من القلق والخوف الشديد . شعر بقلبه ينبض بقوة، وعرق غزير بارد يتصبب من جبينه. ظل آدم جالسًا على سريره لحظة يفكر كيف تنقلب الأحلام إلى كوابيس مخيفة وصعبة مثل ذلك الذى حدث له وكيف سيطر هذا الكائن الظليل على أفكاره ، محاولاً أن يهدأ من كل ما أصابه من هذا الرعب الذي استحوذ عليه وسيطر عليه واستيقظ على ذلك وقام وشرب بعض الماء وهدأ يبدو وكأن الموضوع عاديا بعض الشىء لكن بالنسبة آدم كان الامر صعبا شديدا عليه لأنه طفل لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره بعد ولم يكن يعتاد على مثل تلك الكوابيس والأحلام الغامضة الصعبة لكن آدم أدرك كيفية تأثير الأفكار والأحلام على حالة الإنسان العقلية والعاطفية وفهم الجوانب النفسية والعاطفية: لأن الحلم يعكس مشاعر الخوف والرعب التي يمكن أن تنتاب الإنسان في وجه المواقف المرعبة والمجهولة وكيف يمكن للشخص أن يتعامل مع تلك المشاعر لكن أهم درس تعلمه وأدركه كيفية التعامل مع المواقف الصعبة والخيالية التي تظهر في الحياة اليومية التي يمكن أن تواجه الإنسان في حياته وأنها ليست حلم عابر فقط بل هي فرصة للاستفادة من التجارب الإبداعية والعاطفية التي تثيرها وتأثير ذلك على التفكير العميق والتعبير الإبداعي، مما يجعلها مادة مثمرة للتعلم والتأمل. .