أطياف الوحدة القاتله

أطياف الوحدة القاتله

1 المراجعات

أطياف الوحدة القاتله

الفصل الأول: البدايات الضائعة

image about أطياف الوحدة القاتله

كريم لم يكن كغيره من الأطفال بل عاش حياة ملؤها الأسى والفراغ لم يرَ والده يومًا ولم يعرف عنه سوى اسمه فقد غادر والده المنزل قبل ولادته بزمن تاركًا كريم ووالدته يواجهان الحياة وحدهما كان كريم يكبر وهو يعتقد أن والده قد توفي ولم يخبره أحد بالحقيقة كانت والدته تخفي عنه القصة الحقيقية تكتفي بإجابته بأن والده في مكان بعيد.

مرت سنوات طفولته وهو يبحث عن الأمان في كنف والدته فقط التي كانت تبذل كل ما بوسعها لتوفير حياة مستقرة له لكنها لم تستطع ملء الفراغ الذي تركه غياب الأب كان كريم يلاحظ أن أصدقاءه يتحدثون عن آبائهم بحب واعتزاز فيشعر بفراغ كبير يملأ قلبه الصغير كان يسأل والدته عن والده من وقت لآخر لكنها كانت تتهرب من الإجابة وتخبره أنه موضوع مؤلم لا يجب التحدث فيه

الفصل الثاني: اللقاء الغريب

image about أطياف الوحدة القاتله

في سن العشرين كان كريم قد أصبح شابًا يافعًا في يوم عادي مثل غيره عاد كريم إلى منزله ليجد شخصًا غريبًا يجلس مع والدته في غرفة الجلوس كان ذلك الرجل هو والده جلس كريم بصمت لا يعرف ماذا يقول لم يشعر بأي شيء تجاه هذا الرجل الذي كان من المفترض أن يكون والده لا حب ولا كراهية كان فقط غريبًا مثل أي شخص يمر به في الشارع.

تحدث الرجل بأسلوب مهذب وطلب من كريم أن يعذره على غيابه طوال تلك السنوات أخبره أنه يريد أن يعوضه الآن عن كل شيء ويريد أن يعيش معه لم يكن كريم يصدق ما يسمع كيف لرجل غاب عنه كل هذه السنين أن يأتي فجأة ويطلب منه أن يكون جزءًا من حياته؟

رفض كريم بأدب قائلاً إنه يحترمه فقط لكونه والده لكنه لا يستطيع أن يعيش معه.

حاول الأب مرارًا وتكرارًا التقرب من كريم لكن الأخير كان يرفض بلطف كل محاولة كان كريم يرى في عيني والده الندم لكنه لم يستطع أن يغفر له بسهولة بمرور الوقت توقف الأب عن المحاولة واكتفى بالاتصال من وقت لآخر.

الفصل الثالث: الحب الأول

image about أطياف الوحدة القاتله

بعد فترة دخلت سلمى إلى حياة كريم وكانت مختلفة عن كل من عرفهم من قبل كانت جميلة بروحها قبل مظهرها وكان حديثها مليئًا بالحنان والدفء الذي افتقده كريم طوال حياته وقع في حبها بسرعة وأصبح يرى فيها الأمل الذي لطالما بحث عنه كان يعتقد أنها هي الشخص الذي سيكمل معه حياته.

مرت علاقتهما بعدة مراحل تخاصما وتصالحا مرات عديدة لكن الحب كان دائمًا ينتصر في النهاية بعد فترة قرر كريم أن يعرضها على والدته التي أحبتها من النظرة الأولى شعرت أن سلمى ستكون الزوجة المثالية لابنها فكانت تدعمه في كل خطوة

لكن عندما قرر كريم أن يعرف والده على سلمى جاء الرد مختلفًا تمامًا رفض الأب العلاقة بشكل قاطع مدعيًا أن سلمى ليست من مستواه الاجتماعي ولا تناسب عائلتهم لم يهتم كريم برأي والده لأنه لم يكن يعترف به كجزء من حياته بالنسبة لكريم كان الحب بينه وبين سلمى أكبر من أي اعتراض قد يطرحه والده.

الفصل الرابع: القرار القاسي

image about أطياف الوحدة القاتله

استمرت علاقة كريم وسلمى لفترة لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر بينهما مشاكل أكثر جدية كانت هناك خلافات صغيرة تتحول إلى جدال كبير وأحيانًا كان الصمت يطول بينهما بعد كل مشكلة بدأ كريم يشعر أن حبهما لم يعد كما كان رغم أنه لا يزال يحبها من أعماق قلبه.

في أحد الأيام بعد شجار حاد بينهما قرر كريم أن يأخذ خطوة لم يتوقعها أبدًا أدرك أنه يجب أن ينسحب من حياة سلمى ليس لأنه لم يعد يحبها بل لأنه شعر أنه يظلمها معه كان كريم يعيش في دوامة من الاضطرابات النفسية ولم يكن يريد أن يجرها معه إلى تلك الدوامة لأول مرة في حياته شعر كريم بأنه يجب أن يترك من يحب لمصلحته

اتخذ قراره وانسحب بصمت من حياتها لم يخبرها أبدًا بالأسباب الحقيقية لكنه كان يعلم في داخله أنه يفعل الصواب رغم الألم الذي شعر به لم يندم على قراره كان يعتقد أنه بذلك يحميها من مستقبل مظلم معه.

الفصل الخامس: الانهيار

image about أطياف الوحدة القاتله

بعد انفصاله عن سلمى دخل كريم في حالة من الاكتئاب العميق لم يعد يجد في الحياة أي معنى أو هدف كانت الظروف تزداد سوءًا يومًا بعد يوم وكل شيء كان يبدو مظلمًا أمامه لم تعد هناك رغبة في الحياة ولم يعد يجد أي شيء يستحق القتال من أجله.

والدته كانت ترى ابنها يتهاوى أمام عينيها لكنها لم تستطع فعل شيء حاولت أن تدعمه أن تكون بجانبه لكن كريم كان قد أغلق على نفسه في عالمه الخاص حتى والد كريم حاول التواصل معه مجددًا لكنه لم يجد أي استجابة من ابنه.

في يوم ما بينما كان كريم جالسًا في غرفته شعر بثقل كبير في صدره وكأن العالم كله يسقط عليه لم يستطع التنفس ولم يستطع التفكير كانت تلك اللحظة هي النهاية لكل شيء انهار كريم بشكل كامل وكان ذلك بداية النهاية.

الفصل السادس: النهاية الحزينة

image about أطياف الوحدة القاتله

بعد انهيار كريم تم نقله إلى المستشفى حيث تم تشخيصه بانهيار عصبي حاد بقي في المستشفى لفترة يتلقى العلاج لكن حالته لم تتحسن كثيرًا كان جسده موجودًا لكن روحه كانت قد غادرت منذ فترة طويلة كان كريم يعرف في أعماقه أن هذه ليست الحياة التي يريدها.

بعد خروجه من المستشفى عاد كريم إلى منزله لكنه لم يعد كما كان أصبح شبحًا لنفسه يعيش بين الجدران لكنه لم يعد يشعر بشيء كان كل شيء من حوله فارغًا حتى الحياة نفسها لم تعد تعنيه.

وفي إحدى الليالي قرر كريم أن ينهي معاناته بطريقته الخاصة كتب رسالة قصيرة لوالدته يشكرها فيها على كل ما قدمته له ويطلب منها أن تسامحه على ما سيفعله ثم أغلق باب غرفته بهدوء واتخذ قراره الأخير.

عندما وجدت والدته الرسالة كان الأوان قد فات غرق المنزل في صمت مخيف ولم يبقَ منه سوى ذكريات مؤلمة انتهت قصة كريم لكنها تركت وراءها أثرًا عميقًا في قلوب من عرفوه كان كريم مجرد شاب يبحث عن الأمل في عالم مظلم لكنه لم يجده أبدًا.

 

انتهت الرواية هنا، تاركة ورائها مشاعر الحزن والفراغ التي عاشها كريم طوال حياته هي قصة عن الوحدة والبحث عن معنى في عالم لا يرحم وعن الحب الذي يمكن أن يكون طوق نجاة لكن أحيانًا يكون مجرد وهم يقودنا إلى الهاوية .

شكرا على القراءه واتمنى ان تكونوا استمتعتم بها فارجو من كل اب وام بان تصرفاتهم وقراراتهم لن تفيدهم وحدهم ولن تضرهم وحدهم الابناء من يتضررون ويستفيدون وشكرا 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

0

مقالات مشابة