
قصص الرعب وقعت لشاب في مدينة فاس بالمغرب
قصة رعب نفسية غامضة بطابع واقعي ومخيف
الفصل الأول: الصفقة الغريبة
في أحد أحياء مدينة فاس القديمة، عرض سمسار عقارات منزلًا أثريًا للبيع بثمن بخس جدًا، رغم مساحته الكبيرة وموقعه الجيد. اسمه "البيت رقم 79". لم يكن أحد يقبل بشرائه. لكن "ياسر"، شاب ثلاثيني يعمل ككاتب وباحث في علم النفس، قرر اقتناءه لقضاء بعض الوقت في العزلة واستكمال مشروع كتابه.
قال له السمسار بنبرة غامضة:
"إن قبلت شراءه… تذكر شيئًا واحدًا فقط: لا تبقَ فيه بعد منتصف الليل." ضحك ياسر ساخرًا، معتقدًا أن الأمر مجرد خرافة لجعل العقار يبدو أكثر إثارة.
الفصل الثاني: أول ليلة
في أول ليلة له في البيت، بدا كل شيء طبيعيًا. لكنه لاحظ أن الجدران مزينة برسومات قديمة لأشخاص بعيون واسعة جدًا، وابتسامات مشوهة.
عند الساعة الثانية عشرة ليلًا، بدأ يسمع خطوات بطيئة في الطابق العلوي، رغم أنه وحده تمامًا. تجاهل الأمر ظنًا أنه توتر أو خشب البيت القديم يصدر أصواتًا.
لكن مع حلول الفجر، وجد على الطاولة ورقة كتب عليها:
"غادر قبل أن تستيقظ الوجوه."
الفصل الثالث: الأصوات التي لا تتوقف
في الليلة التالية، قرر ياسر تسجيل الصوت ليلاً. في الصباح، استمع للتسجيل، ليفاجأ بأصوات همسات غير مفهومة، تتكرر فيها جملة:
"هو يرى... هو جائع..."
أحسّ بشيء يراقبه. كل مرة يمر أمام المرآة، يرى انعكاس ظل يقف خلفه، لكنه حين يلتفت لا يجد شيئًا.
الفصل الرابع: الطابق المحرّم
لاحظ وجود باب صغير مغلق في أسفل الدرج، لا يظهر إلا حين تنطفئ الأنوار. حاول فتحه، لكن المفتاح لم يكن موجودًا.
في الليلة الرابعة، حلم بشيخ كبير غريب الملامح، قال له في المنام:
"ذلك الباب يحفظ اللعنة… لا تفتحه… إن فتحت، لن تُغلق." استيقظ يتصبب عرقًا، لكنه وجد المفتاح في جيبه… دون أن يتذكر كيف وصله!
الفصل الخامس: انبعاث الظلال
فتح الباب في اليوم الخامس، ونزل درجًا ضيقًا طويلًا، قاده إلى غرفة تحت الأرض. وجد جدرانًا مغطاة بنقوش تشبه اللغة العربية، لكنها معكوسة ومكتوبة بالدم.
في وسط الغرفة، كتاب أسود بعنوان: "مزامير الساكن". وما إن لمس الكتاب حتى سمع صراخًا يخترق أذنه، وسقط مغشيًا عليه.
الفصل السادس: من هو "الساكن"؟
استيقظ على الأرض. كل شيء في البيت تغير. الأثاث تعفّن، النوافذ مكسورة، والجو بارد كأن الشتاء حل فجأة. كل ما حوله يوحي بأن الزمن تغيّر.
ظهر له طفل صغير مشوه الوجه، قال له:
"لقد حرّرت الساكن يا ياسر… لا أحد ينجو بعد ذلك."
بدأ يرى أشخاصًا بلا وجوه يمشون في أرجاء المنزل. كلما حاول الخروج، يجد الباب يعود لنقطة البداية. البيت أصبح متاهة.
الفصل السابع: الخروج مستحيل
مرت أيام وياسر لا يخرج. لا طعام، لا ماء، ومع ذلك لا يموت. وكأن الزمن في الداخل لا يعمل. بدأ يفقد إحساسه بالواقع، يسمع صوته يُردد كلمات لم يتعلّمها.
أدرك أن "الساكن" كيانٌ عالق في هذا المنزل منذ قرون، ينتظر من يحرره. وقد فعل ياسر ذلك دون قصد.
الفصل الثامن: الصفقة الأخيرة
في حلم أخير، ظهر له نفس الشيخ، وقال له:
"بقي لك خيار واحد فقط... إمّا أن تُسلّم جسدك للسّاكن، أو تُغلق الباب بدمك."
استيقظ ياسر، وسحب سكينًا من المطبخ، واتجه للطابق السفلي. قرأ الكلمات التي في الكتاب، وأغلق الباب وهو يقطّع راحة يده، ويكتب بها على الجدار:
"أنا من أخطأ... فليكن دمي هو القيد."
الفصل التاسع: الصمت يعود
في اليوم التالي، مرّ السمسار بجانب البيت ولاحظ أن النوافذ عادت نظيفة. كأن شيئًا لم يحدث. ظن أن ياسر غادر.
لكن في كل ليلة، حين تمّر الساعة منتصف الليل… تُفتح نافذة في الطابق العلوي، ويُسمع صوت همس يقول:
"لا تقترب... الساكن لا ينام."
...النهاية