لمنزل المهجور: قصة رعب تحت ضوء القمر
المنزل المهجور: قصة رعب تحت ضوء القمر
في قلب الغابة المظلمة، كان هناك منزل مهجور يقف شامخا بين الأشجار الكثيفة، منزل يُحكى عنه الكثير من القصص والأساطير. البعض يقول إنه كان منزلًا لأسرة اختفت بشكل غامض، والبعض الآخر يؤكد أنه مسكون بالأشباح والأرواح الشريرة. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هذا المنزل كان مصدراً للخوف والرعب لكل من يقترب منه.
ليلة صيفية، قررت مجموعة من الأصدقاء الشجعان، وهم أحمد، وليد، وليلى، ونورا، الذهاب إلى المنزل المهجور لاستكشافه. كانوا قد سمعوا الكثير من القصص عنه، وقرروا أن الوقت قد حان لكشف الأسرار المحيطة به. ومع أن الفكرة بدت مرعبة، إلا أن الفضول كان أقوى من الخوف. وبمجرد دخولهم الغابة، بدأوا يشعرون بتغير في الجو. الهواء أصبح أكثر برودة، والصمت كان يملأ المكان، كأن الغابة نفسها تحذرهم من الاقتراب أكثر.
عندما وصلوا إلى المنزل، كان بابه الخشبي مكسورًا ومغطى بالغبار والعناكب. دخلوا بحذر، وكل خطوة خطوها كانت تصدر صوتًا مخيفًا. بدأت ليلى تشعر بالندم على قرارها، لكن باقي الأصدقاء شجعوها على الاستمرار. في داخل المنزل، كان كل شيء يبدو متوقفًا عند لحظة معينة، وكأن الوقت قد تجمد. أثاث مغطى بالأتربة، صور قديمة على الجدران، وكراسي متآكلة من الخشب.
بينما كانوا يتجولون في المنزل، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة، صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي، وصوت همسات غير مفهومة. ارتجفوا من الخوف، لكنهم قرروا الصعود للأعلى لمعرفة مصدر الأصوات. مع كل خطوة على الدرج، كانت الأصوات تزداد وضوحًا، وكأن أحدهم يراقبهم. فجأة، انفتح باب غرفة في الطابق العلوي بقوة، مما جعل نورا تصرخ من الفزع.
دخلوا الغرفة بحذر، ليجدوا نافذة مفتوحة على مصراعيها، والستائر تتحرك بفعل الرياح الباردة. قرروا الاقتراب من النافذة، لكن فجأة، انطفأت جميع الأضواء، وغرقوا في ظلام دامس. بدأ الجميع بالصراخ، لكن أحمد، الذي كان يمسك بمصباح، أضاءه بسرعة ليكتشفوا أنهم لم يعودوا في نفس الغرفة. لقد نُقلوا إلى مكان غريب، مليء بالضباب والدخان.
بدأت ليلى بالبكاء، وهي تقول: علينا الخروج من هنا فورا، لكن لم يكن هناك مخرج واضح. سمعوا صوت ضحكات شريرة تملأ المكان، وكأن أحدًا يستمتع بمعاناتهم. حاولوا السير بسرعة للخروج من المنزل، لكنهم كانوا يتنقلون بين الغرف بشكل غير متوقع، وكأن المنزل كان يلعب بهم. كلما فتحوا بابًا، وجدوا أنفسهم في نفس الغرفة.
بينما كانوا في إحدى الغرف، رأوا ظلاً أسود يقترب منهم ببطء. كان يشبه شكل إنسان، لكنه بدون ملامح واضحة. صرخت نورا وقالت: "إنه الشبح!"، لكن أحمد حاول تهدئتها قائلاً: "لا، يجب أن نكون شجعاناً، إنه مجرد خيال!، ولكن الظل استمر في الاقتراب منهم حتى شعروا ببرودة غريبة تسيطر على المكان.
بدأت الأصوات تتعالى، وكان يمكنهم سماع صوت شخص يهمس بكلمات غير مفهومة، كأنها تعاويذ أو طلاسم. بدأت ليلى تردد: أريد أن أخرج من هنا، أريد العودة إلى المنزل، لكن لم يكن هناك مهرب. حاولوا كسر نافذة للخروج، لكنهم اكتشفوا أن النوافذ كانت مصنوعة من زجاج غير قابل للكسر. كلما حاولوا الخروج، كانوا يجدون أنفسهم يعودون إلى نفس النقطة.
وفي لحظة يأس، قرر وليد أن يتحدى الظل الذي كان يقترب منهم، فبدأ يقترب منه ببطء، لكن ما إن لمس الظل حتى شعر ببرودة تلامس روحه. فجأة، اختفى الظل، وبدأت الأصوات تتلاشى تدريجيًا. ببطء، عادوا ليجدوا أنفسهم في الغرفة الأصلية حيث بدأ كل شيء. كانت النافذة ما تزال مفتوحة، والستائر ترفرف بلطف. لكن هذه المرة، لم يكن هناك شيء آخر غير الهدوء.
قرر الأصدقاء الهروب من المنزل بأسرع ما يمكن. خرجوا من الغابة، وهم يشعرون بأنهم هربوا من كابوس حقيقي. وبينما كانوا يقودون سيارتهم بعيدًا، نظر أحمد إلى المنزل للمرة الأخيرة، ليلاحظ شيئًا غريبًا. في النافذة العليا، رأى وجهًا ينظر إليهم بابتسامة غامضة. كان من الواضح أن المنزل لم يكن يريدهم أن يرحلوا.
ومنذ تلك الليلة، لم يعودوا أبدًا إلى ذلك المكان الملعون. قصتهم أصبحت واحدة من العديد من القصص المرعبة التي تحيط بالمنزل المهجور. البعض يقول إنه مجرد خيال، بينما البعض الآخر يؤكد أن المنزل لديه قوة شريرة لا يمكن تحديها. الشيء المؤكد الوحيد هو أن كل من يجرؤ على الاقتراب من المنزل المهجور يخرج منه بتجربة لا تُنسى، تجربة مليئة بالخوف والرعب.