جيران من الجن
المقدمة
الليل في الحارة الضيقة كان دايمًا بيحمل في جعبته حاجات محدش يقدر يفهمها. حارة صغيرة في قلب القاهرة، المباني فيها متلاصقة لدرجة إنك تحس إنهم بيتسندوا على بعض. البيوت قديمة والأضواء فيها ضعيفة، شوارعها مليانة حكايات بس محدش يجرؤ يحكيها. بس الحكاية دي مش زي أي حكاية، دي حكاية خدتني في دوامة من الرعب والتوتر.
بداية القصة
في يوم من الأيام، كنت راجع من شغلي متأخر شوية. الليل كان ساكن والجو كان خانق. وأنا ماشي في الشارع الرئيسي للحارة، حسيت بحاجة مش طبيعية. الجو كان هادي بشكل يخوف، وكأن الحارة كلها قررت تصمت في نفس اللحظة. البيوت القديمة حوالي كانت بتراقبني بعينيها الفارغة، وكأنها بتنتظر حاجة تحصل
وأنا ماشي، لمحت ضوء خفيف جاي من بيت في أخر الحارة. البيت ده كان مهجور من سنين، ومعروف بسمعته السيئة. كنت دايمًا بسمع حكايات عن ناس دخلوا البيت ده وما طلعوش تاني. بس النهاردة، كنت حاسس بحاجة غريبة، حاجة بتشدني ناحية البيت. قررت أقرب، ولما وصلت عنده، الباب كان مفتوح. قلبي كان بيدق بسرعة، بس فضولي غلب خوفي.
الدخول إلى البيت
دخلت بخطوات حذرة، الضلمة كانت شبه كاملة، إلا من شعاع الضوء اللي كان جاي من فوق. السقف كان متشقق والحيطان مليانة شقوق وكأنها بتتحرك. الجو جوه كان بارد، بشكل يخلي الجلد يقشعر. وأنا طالع السلم، سمعت صوت خطوات خفيفة، زي ما يكون في حد طالع معايا.
لما وصلت للدور الثاني، لقيت باب غرفة مفتوح، والضوء كان جاي من جوه. دخلت بشويش ولقيت قدامي منظر مش طبيعي. الغرفة كانت مليانة بصور قديمة، كلها لناس ببص عليهم بعيون فاضية. المكان كان كأنه مليان ذكريات قديمة، بس مش ذكريات سعيدة. الصور دي كانت بتحكي حكايات ناس كانوا هنا، ناس اختفوا.
اللقاء مع الجن
بصيت حوالي، حاولت ألاقي أي طريق للخروج، بس الشبح كان بيقرب مني بخطوات بطيئة. قلبي كان بيدق بسرعة رهيبة، وحسيت إن كل لحظة بتمر كانت زي الدهر. قررت أجري نحية الباب، بس كل ما كنت أتحرك، الشبح كان بيقرب أكتر. كان في حاجة بتشدني للوراء، وكأن الأرض نفسها مش عايزاني أهرب
في اللحظة اللي كنت هفقد فيها الأمل، سمعت صوت أذان الفجر من بعيد. الصوت كان بيكسر الصمت اللي كان مالي الحارة. وفجأة، كل حاجة حوالي رجعت لطبيعتها. الشبح اختفى، والبيت كان فاضي، والضوء اختفى. فضلت واقف مش مصدق اللي حصل، وحسيت إن الليلة دي كانت مجرد كابوس
الخاتمة
رجعت بيتي وانا مكسور من التعب والخوف. قعدت أفكر في اللي حصل، وفي الحقيقة الغامضة اللي كانت مستنياني في البيت المهجور. بس في النهاية، أدركت إن في حاجات في الحياة مش مفهومة، حاجات بتفضل غامضة مهما حاولنا نفهمها. وكل ما كنت أفكر في الليلة دي، كنت أحس برعشة في ضهري، وكأن الشبح لسه بيراقبني من بعيد. بس في نفس الوقت، كنت متأكد إن الليلة دي علمتني درس، إن مش كل حاجة لازم نفهمها، وأحيانًا الجهل بيكون أمان أكتر من المعرفة
النهاية
الليل في الحارة فضل زيه، ساكت وغامض. والبيت المهجور فضل مكانه، مستني ضحية جديدة، يمكن يومًا ما حد تاني هيتشد للضوء اللي جواه. بس بالنسبة لي، أنا عرفت طريقي، وقررت أبعد عن الحاجات اللي مش مفهومة. لأني عرفت إن اللي مستني في الظلام مش دايمًا بيكون ليه تفسير