قصة منزل الساعات الملعونة
قصة منزل الساعات الملعونة
- الانتقال إلى المنزل الجديد
في قرية نائية على أطراف المدينة ، كان هناك منزل قديم ضخم، يطلق عليه السكان المحليون اسم "منزل الساعات". لم يكن أحد يعلم لماذا سمي بهذا الاسم، لكن الجميع كان يتجنب الاقتراب منه. قصص قديمة تروي أن هناك أمورًا غريبة تحدث في المنزل، لكن لم يكن أحد يعرف الحقيقة.
في أحد الأيام، انتقلت عائلة مكونة من الأب "مازن"، الأم "نادية"، وابنتهما الصغيرة "لينا" إلى القرية. كانوا يبحثون عن مكان هادئ للعيش، بعيدًا عن ضوضاء المدينة. عندما رأوا المنزل الضخم معروضًا للبيع بسعر رخيص جدًا، لم يترددوا. كان مازن يرى فيه فرصة رائعة لتأسيس حياتهم الجديدة.
- أولى الليالي الغريبة
في أول ليلة بعد انتقالهم ، شعرت لينا ببعض القلق. كان الجو باردًا بشكل غير طبيعي في غرفتها، رغم أن المدفأة كانت تعمل. وفي منتصف الليل ، استيقظت على صوت خافت يشبه دقات ساعة قديمة. في البداية، اعتقدت أن ذلك ربما يكون بسبب الساعة الموجودة في الصالة الكبيرة. لكنها لاحظت أن الصوت كان يأتي من كل مكان في المنزل، وكأنه يتردد في الجدران.
في صباح اليوم التالي ، تحدثت لينا إلى والدتها نادية عن الصوت، لكن الأم ضحكت وطمأنتها بأنه مجرد صوت الرياح أو البيت الذي قد يصدر أصواتًا لأنه قديم. حاولت لينا أن تتجاهل الأمر، لكن الفضول تملكها.
- الساعات المخفية
في الليلة التالية ، تكرر الأمر. لكن هذه المرة، كان الصوت أقوى وأكثر وضوحًا. عندما نهضت لينا من فراشها لتتحقق، لاحظت شيئًا غريبًا في جدار غرفتها: ظل على الحائط يشبه شكل ساعة كبيرة. اقتربت أكثر، فوجدت فجوة صغيرة مخفية خلف لوحة قديمة.
قامت لينا بتحريك اللوحة، لتكتشف بابًا صغيرًا خلفه ممر ضيق يقود إلى غرفة مظلمة. بدافع الفضول والخوف، دخلت الغرفة. في وسطها، كانت هناك ساعة كبيرة قديمة، عقاربها متوقفة عند الثانية عشرة بالضبط.
- اللعنة القديمة
بينما كانت لينا تقف أمام الساعة، شعرت بشيء غريب يمر بها. فجأة، بدأت الساعة تدق بقوة، كأنها عادت للحياة. حاولت الهروب، لكن الباب أغلق خلفها. عقارب الساعة بدأت تتحرك ببطء، ومع كل حركة، كان الزمن يتغير في الغرفة.
في تلك اللحظة ، ظهرت سيدة مسنة ، ملامحها شاحبة ومخيفة ، وكانت ترتدي ثوبًا أسود قديمًا. قالت بصوت مرتعش : "هذه ليست مجرد ساعة. إنها مفتاح الزمن الملعون. كل من يسكن هذا المنزل يصبح جزءًا من اللعنة . لقد تم حبسي هنا منذ عقود، ولن ينجو أحد بعدي."
لينا، التي كانت ترتجف خوفًا ، حاولت التراجع لكنها شعرت بالثقل يجذبها نحو الساعة. السيدة العجوز أخبرتها أن كل من يلمس الساعة يصبح جزءًا من الدائرة الزمنية ولا يستطيع الهروب منها.
- الهروب من الفخ
بمرور الوقت، اكتشفت لينا أن الساعة لها قدرة على تحريك الزمن داخل المنزل. أحيانًا كانت تعود إلى الوراء لتجد نفسها في أحداث غريبة لم تعشها، وأحيانًا تقفز للأمام لتشاهد مستقبلًا مظلمًا. الأسرة بدأت تشعر بتغيرات في الجو، أصوات غريبة في الليل، واختفاء أشياء من أماكنها.
حاول مازن ونادية معرفة مصدر هذه الظواهر، لكنهم لم يتمكنوا من فهم ما يحدث. عندما حاولوا الخروج من المنزل ، اكتشفوا أن الباب الرئيسي كان مغلقًا بإحكام، وكأن قوى غير مرئية تمنعهم من المغادرة.
- كشف الحقيقة
بدأت لينا في البحث عن تاريخ المنزل، وعثرت على مذكرات قديمة مدفونة في قبو المنزل. المذكرات كشفت أن المنزل كان ملكًا لعائلة غامضة، تعرضت للقتل في ظروف غامضة قبل أكثر من 100 عام. الساعات الموجودة في المنزل كانت جزءًا من طقوس سحرية تهدف إلى السيطرة على الزمن، لكن اللعنة انعكست على الأسرة، وحبست أرواحهم داخل المنزل.
أدركت لينا أن الساعة التي وجدتها في غرفتها هي السبب وراء هذه اللعنة، وأنه إذا أرادت العائلة الهروب، يجب أن تحطم الساعة وتنهي الطقوس.
- المواجهة الأخيرة
في ليلة مظلمة، قررت لينا مواجهة اللعنة. جمعت شجاعتها وذهبت إلى الغرفة التي تحتوي على الساعة. عند وصولها، شعرت بأن الجو أصبح خانقًا، والظلال من حولها تتحرك كما لو كانت تحاول منعها.
بينما كانت تستعد لتحطيم الساعة، ظهرت السيدة العجوز مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت أكثر شراسة. حاولت إيقاف لينا، لكن الفتاة استخدمت قطعة معدنية ضخمة وضربت الساعة بكل ما لديها من قوة.
تحطمت الساعة إلى قطع، ومعها بدأ المنزل يهتز وكأن الأرض تحاول ابتلاعه. الأرواح المحتجزة بدأت في التحرر، وبدأ الزمن يعود إلى طبيعته. لحظات قليلة فقط، وعادت الأمور إلى طبيعتها.
- النهاية
في الصباح ، اختفى المنزل تمامًا من القرية ، وكأن شيئًا لم يكن. عادت العائلة إلى حياتها الطبيعية ، لكن لينا لم تنسَ ما حدث . كان المنزل ، ولعنته، قد اختفيا ، لكن صدى الساعات القديمة ظل يتردد في ذاكرتها، يذكرها دائمًا بأن هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن تفسيرها أو الهروب منها.