قصة " البيت اللي مفيش فيه رجوع "

قصة " البيت اللي مفيش فيه رجوع "

0 المراجعات

" البيت اللي مفيش فيه رجوع"

 

image about قصة

 

كان في قرية صغيرة في ريف مصر، في بيت قديم جدًا ومهجور من سنين. الناس في القرية بيقولوا عليه " البيت المسكون"، وكل اللي بيعدي جنبه يحس بحاجة غريبة، كأن الهوا بيبرد فجأة، والصوت بيختفي. البيت ده كان مشهور إنه كل اللي حاول يقرب منه أو يدخله، عمره ما طلع سليم.

عمّ عبد الرحمن، الراجل الكبير في السن اللي كان عنده دكان صغير في القرية، كان دايمًا بيحكي للناس إنه شاف حاجات في البيت ده لما كان شاب. كان يقول: "أنا شوفت الجن بعيني، مش مجرد خيالات ولا قصص، وصدقوني.. مفيش حد يدخل البيت ده ويطلع زي ما دخل."

في ليلة من الليالي، شاب اسمه كريم جه القرية مع أصحابه. كانوا جايين من القاهرة عشان يغيروا جو ويعيشوا مغامرة جديدة، وكالعادة سمعوا حكاية البيت المسكون. كريم كان شاب مغامر وما بيخافش بسهولة. أصحابه قالوله : " لو إنت راجل بجد، ادخل البيت ده واحكيلنا إيه اللي هيحصل."

كريم ضحك وقال: " إيه اللي هيحصل يعني ؟ كلها قصص ناس بتخاف من الضلمة." وقرر يدخل البيت لوحده عشان يثبت لأصحابه إنه مش خايف. وصل عند الباب المتهالك، وكان الجو هادي جدًا، مفيش صوت غير صوت خطواته على الأرض الرملية.

فتح الباب بحذر، ودخل. أول ما دخل، حس بهوا بارد قوي جاي من كل حتة ، والبيت كان مليان غبار وزرع ناشف. بس اللي غريب إن كل حاجة كانت على حالها، كأن حد كان عايش فيه من كام يوم بس وخرج فجأة.

ابتدى يتحرك في البيت، ويستكشف الغرف. الغرف كانت ضيقة والحيطان متهالكة، لكن أكتر حاجة لفتت انتباهه كانت المرايات. كل غرفة كان فيها مراية كبيرة مكسورة من النص، وكأن حد ضربها بحاجة تقيلة.

وهو بيتحرك بين الغرف، حس إنه مش لوحده. حس بنظرات باردة بتتبعه. بص حواليه، مفيش حد. بس في لحظة سمع صوت زي همس بيقول: "ارجع.. ارجع قبل ما يفوت الأوان."

كريم فكر إنه بيتهيأله وقرر يكمل . بس كل ما يمشي خطوة، الصوت كان بيقرب أكتر وأكتر. وفي الآخر وصل لأكبر غرفة في البيت، كانت مليانة مرايات حوالين الحيطان. أول ما دخل، حس بوجود تقيل في المكان، وظهر قدامه كيان أسود ضخم ملامحه مش واضحة.

الكيان ده كان واقف قدام واحدة من المرايات، وكأنه بيبص عليه من خلالها. فجأة، المرايا بتتكسر والكيان اختفى، لكن كريم حس بحاجة بتلمسه على كتفه. لف بسرعة، مفيش حد!

وفجأة، المرايات كلها ابتدت تتكسر واحدة ورا التانية، وكريم حس إنه محبوس جوا البيت. كل الأبواب اللي دخل منها كانت مقفولة، وكل ما يحاول يفتح باب، يسمع صوت ضحكة شريرة من بعيد.

فضل كريم يحاول يهرب، لحد ما وقع على الأرض في نص الغرفة. وهو مرمي، سمع الصوت تاني بيقول: " قلتلك ارجع.. مفيش رجوع دلوقتي " وفي لحظة، الحيطة قدامه ابتدت تتحرك، وظهر باب سري.

كريم جمع شجاعته وقام فتح الباب، لقى نفسه في ممر ضيق طويل ، وفي آخره نور خفيف. فضل يمشي في الممر لحد ما وصل للنور، وكان هو باب الخروج. أول ما خرج ، لقى نفسه واقف قدام البيت في نفس المكان اللي دخل منه ، بس كان في حاجة غلط.

الناس اللي حواليه في القرية كانوا بيبصوله بطريقة غريبة، زي ما يكونوا شايفينه لأول مرة. حاول يكلمهم، بس مفيش حد كان سامعه. حاول يلمسهم، لكن إيده كانت بتعدي من خلالهم كأنه مش موجود.

ساعتها بس فهم.. هو خرج من البيت، لكن روحه فضلت محبوسة جواه.

من اليوم ده، كريم بقى واحد من اللي اتحبسوا في البيت اللي مفيش فيه رجوع والناس كل ليلة بتسمع صوته جاي من جوه البيت ، بيحذر أي حد يفكر يدخل: “ ارجع.. ارجع قبل ما يفوت الأوان.”

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

1

متابعهم

2

مقالات مشابة