ملاهي في العالم السفلي
في يوم من الأيام، كان في مجموعة من الأصحاب اتفقوا يروحوا ملاهي جديدة اتفتحت في منطقة بعيدة شويه عن المدينة. الملاهي دي كانت غريبة ، والناس كلها بتتكلم عنها إنها مهجورة من سنين ، لكن فجأة في يوم اتفتحت تاني بدون سابق إنذار. الشباب دول : كريم و سارة و أحمد و لبنى ، كانوا متحمسين ، وقرروا يروحوا يشوفوا بنفسهم.
وصلوا هناك في وقت المغرب ، والدنيا كانت لسه منورة والجو هادي بشكل غريب. دخلوا الملاهي وكان في صوت موسيقى قديمة ، بتديك إحساس إن الزمن وقف عند وقت معين. المراجيح كانت شغالة لوحدها ، والألعاب كلها كانت بتتحرك وكأن في ناس فيها ، لكن المكان كان فاضي. حسوا إن في حاجة مش طبيعية ، لكن فضولهم كان أكبر من خوفهم.
بدأوا يركبوا الألعاب واحدة ورا التانية، وكل مرة يحصل حاجة غريبة. في لعبة القطار السريع ، وهم راكبين حسوا إن القطر بيمشي أسرع من الطبيعي ، وكأنهم دخلوا في نفق مظلم ملوش نهاية. كانوا سامعين أصوات ضحك من كل ناحية ، ضحك عالي وصاخب لدرجة إنهم مش قادرين يسمعوا بعض. أحمد كان بيصرخ لكن صوته مختفي وسط الضحك اللي ملوش مصدر.
ولما القطر وقف ، لقوا نفسهم في مكان مختلف تمامًا عن اللي ركبوا منه. الدنيا كانت ظلمة ، والمكان كأنه بقى أقدم بسنين كتير، كل الألعاب بقت متهالكة وكأنها مش بتشتغل من سنين. الأرض كانت مليانة تراب وهوا بارد غريب بيعدي من حواليهم.
سارة ، اللي كانت أكتر واحدة شجاعة فيهم ، قررت إنها تخرج من القطر وتستكشف المكان. مشيت كام خطوة ، لحد ما سمعت صوت حد بيناديها باسمها. رجعت لورا وهي مرعوبة ، بصت لصحابها لقيتهم مش موجودين. حاولت تجري ، لكن رجليها تقيلة وكأنها مش قادرة تتحرك.
فجأة، ظهرت لها ست عجوزة ، ملامحها مخيفة وعنيها واسعة وبتلمع في الضلمة. الست قربت منها وهمست في ودنها : "المكان ده مش ليكم ، ارجعوا قبل ما يفوت الأوان.".
في اللحظة دي ، سارة بدأت تصرخ بصوت عالي ، وده كان كفيل إنه يخلي كريم وأحمد ولبنى يرجعوا يلاقوها. حاولوا يجروا ناحيتها لكن كل ما يقربوا ، الأرض تحتهم كانت بتتشقق ، وكأن في حاجة بتسحبهم لتحت.
كريم ، وهو الوحيد اللي حافظ على هدوئه ، قرر يقودهم لبوابة الخروج. كل ما يقربوا من البوابة ، الدنيا كانت بتبقى أغمق وأصوات الضحك بتزيد.
أخيرًا ، وصلوا للبوابة، لكن لاقوا قدامها راجل عجوز واقف. قالهم بصوت مليان غموض : "اللي دخل هنا مش بيخرج ، الملاهي دي بتاخد الأرواح."
لبنى ، وهي في حالة انهيار، قالت له : "إحنا بس جايين نتسلى ، مش عايزين حاجة !" الراجل ابتسم ابتسامة مخيفة وقال : "تتسلوا ؟ تتسلوا مع مين ؟ مفيش حد هنا من البشر بيتسلّى. الملاهي دي للجن بس ، واللي يدخلها بيبقى جزء من لعبتهم للأبد."
في اللحظة دي ، الشباب سمعوا صوت عالي ، وكأن الملاهي كلها بتنهار حواليهم. حاولوا يجروا ، لكن رجليهم كانت تقيلة وكأن في قوة خفية بتمنعهم. وفجأة، الدنيا اتقلبت حواليهم، ولقوا نفسهم في النص التاني من الملاهي، مكان كله ضلمة ، والراجل العجوز اختفى.
أحمد صرخ: "إحنا محبوسين هنا ! "، ولبنى بدأت تبكي. وفجأة ظهر قدامهم مخلوق غريب ، شكله شبه الإنسان لكن ملامحه مش واضحة. المخلوق كان بيضحك ضحكة مرعبة وقال : "دلوقتي انتوا جزء من الملاهي. كل يوم هتلعبوا معانا ، وكل ليلة هتعيشوا الكابوس من جديد."
وفي اللحظة دي ، الملاهي كلها اختفت ، واللي فضل منها كان صوت ضحك بعيد ، وضوء خافت بيختفي في الأفق.
الشباب حسوا إنهم عالقين في مكان مفيش مفر منه ، كل حاجة حواليهم كانت غامضة وغريبة ، وكأن الملاهي أصبحت فخ مميت بيحبس أرواحهم. الدنيا اتغيرت ، وبقت شبه كابوس مستمر. المخلوق اللي ظهر قدامهم كان بيتحرك ببطء ، وكل ما يقرب منهم ، الضحك المرعب بيزيد.
كريم ، اللي كان دايمًا العقلاني في المجموعة ، حاول يفكر في طريقة يخرجوا بيها من هنا. قال : "لازم نلاقي المفتاح ، في حاجة هنا مخفية ، حاجة لو اكتشفناها هنقدر نخرج." أحمد بص له وهو مش مصدق : "مفتاح إيه يا كريم ؟! إحنا محبوسين هنا مع الجن ، إزاي هنخرج ؟ "
فجأة ، سمعوا صوت همس قريب منهم. كان صوت حد بيقول : "المفتاح في البيت المقلوب." سارة قالت بخوف: " البيت المقلوب ؟ إيه ده ؟! " الراجل العجوز اللي شافوه عند البوابة قبل كده ظهر تاني ، وقال: "البيت المقلوب هو الوحيد اللي هيفتحلكم الطريق ، بس مش اي حد يقدر يوصله."
بدأوا يتحركوا في الاتجاه اللي الصوت كان جاي منه ، مشوا في ممرات ضيقة وظلمة ، وكل شوية كانوا يحسوا بحاجة بتمر جنبهم أو تلمسهم. كل حاجة كانت بتديهم إحساس إن حاجه متابعاهم ، لكن محدش منهم كان عنده الشجاعة إنه يبص وراه.
بعد مسافة طويلة من المشي في الظلام ، لقوا قدامهم البيت المقلوب. كان شكله فعلاً غريب ، البيت كان مقلوب من فوق لتحت ، السقف هو اللي على الأرض ، والأرض فوق. الباب كان مفتوح بشكل غريب ، وكأنه بيدعوهم يدخلوا.
أحمد قال بخوف : "مش شايف إننا لازم ندخل هنا." لكن كريم قال : "معندناش خيار تاني ، ده المفتاح الوحيد للخروج."
دخلوا البيت بحذر، ولما دخلوا ، الدنيا حواليهم اتغيرت تاني. الأرض اللي كانوا واقفين عليها بدأت تتحرك ، وكل حاجة حواليهم كانت معكوسة. السقف بقى تحتهم ، والأبواب كانت بتتهز وكأن في حاجة بتحاول تخرج. فجأة ، لبنى صرخت وقالت : "بصوا ، في حاجة على الحيطة !".
على الحيطة كان فيه رسومات غريبة مكتوبة بلغة غير مفهومة ، لكنها كانت بتتحرك وكأنها بتنبض بالحياة. الرسومات كانت بتوضح طريق للخروج ، لكن كان لازم يحلوا لغز معقد.
سارة ، اللي كانت دايمًا شغوفة بحل الألغاز، بصت في الرسومات وقالت : "أنا فاهمة الرسالة ، في حاجة مخفية هنا ، لكن لازم نجمع القطع الصح." بدأوا يدوروا في أرجاء البيت المقلوب ، ولقوا قطع متفرقة ، كانت أشكالها غريبة وألوانها مخيفة.
كل قطعة كان لازم تتجمع في مكانها الصح على الحيطة اللي فيها الرسومات. ولما حطوا آخر قطعة ، الدنيا اتغيرت فجأة ، وكأنهم رجعوا للحظة اللي دخلوا فيها الملاهي. الأرض بقت ثابتة، والأصوات المرعبة اختفت.
لكن ، الباب الوحيد اللي كان مفتوح قدامهم هو باب الملاهي القديمة ، ووراهم كانت الظلمة. الراجل العجوز ظهر للمرة الأخيرة وقال : "الوقت خلص ، قدامكم طريقين : يا تفضلوا هنا وتبقوا جزء من الملاهي للأبد ، يا تخرجوا وتنسوا اللي شفتوه."
كريم قال بدون تفكير لحظة : "هنخرج ، ومش هنرجع تاني." أحمد و سارة و لبنى كانوا مترددين ، لكن في الآخر قرروا إنهم لازم يخرجوا. بدأوا يتحركوا ناحية البوابة ، وكل ما يقربوا ، الإحساس بالراحة كان بيرجع ليهم.
لما خرجوا من البوابة ، لقوا نفسهم واقفين قدام الملاهي ، لكن الغريب إن الشمس كانت طالعة ، وكأن اللي حصل كان حلم. المكان بقى عادي ، ومافيش أي أثر للملاهي المسكونة أو الأصوات المرعبة.
سارة بصت لكريم وقالت : "تفتكر ده كان حقيقي ؟" كريم ابتسم ابتسامة صغيرة وقال : "محدش هيعرف ، لكن الأكيد إننا مش هنرجع هنا تاني."
مشوا بعيد عن الملاهي ، وكل واحد فيهم قرر إنه ينسى اللي حصل. لكن أحمد ، وهو بيمشي بعيد ، سمع همسة خفيفة في ودنه : "اللي يدخل الملاهي... عمره ما بيخرج منها بالكامل."
وبرغم إنهم خرجوا فعلاً... إلا إنهم حسوا إن جزء من روحهم فضل محبوس هناك ، مع الجن اللي بيلعب لعبته للأبد.