الطوفان (مجموعة قصص قصيرة)

الطوفان (مجموعة قصص قصيرة)

0 المراجعات

مجموعة قصص قصيرة متنوعة

قصة قصيرة 1

****   الطوفان   ****

ترامي الي مسامع الناس ببلدتنا أن ثمة طوفان هادر سيداهمها بعد بضع أيام... إرتطم الخبر المفجع كالصاعقة بخواطر البعض يصدعها ...سرعان ما استشري تباعا بأرجاء البلدة الصغيرة...جاب بعض الدراويش والمجاذيب طرقاتها ينثرون أمر الخطب الجلل حثيثا وبحميمية متقطعة النظير...توالت صيحاتهم المزعجة ونذرهم المشئومة تصدح بكل الأنحاء والأوقات وكأنهم رسل مخلصون كلفتهم عناية السماء بتلك المهام ...تجافت العيون عن النوم لم تنل منه قسطا سوي غفوات تحمل رؤي حزينة ...شكك المتغطرسون في حقيقة الأمر برمته أكد الفلكيون والمشتغلون بالأرصاد صدق المعلومة على ضئالة إمكانتهم العلمية حين ذاك ...تفاقم الاحساس بالضجر والهلع ...خيمت سحابات معتمه من الجزع ليلا شقت كل الصدور ...هرع الجميع الي المساجد والساحات يفترشون السجاد والحصر يصلون يتضرعون لله باكين يرجون النجاة والمغفرة...تعالي تباح الكلاب وصهيل الخيول ومواء القطط في سينفونية صاخبة بائسة تنبئ بإستشعارها قرب الفاجعة ...سحت الدموع بغزارة منهمرة من عيني الشيخ خضر وهو يؤم الناس صارخا يارب لطفا ...يارب لطفا ...يارب لطفا إرتعدت فرائص المصلين روعا وورعا وارتجفت جفونهم ...إعتصرت قبضة الوجل قلوبهم وهم ينصتون الي هدير الطوفان القادم صوبهم مسرعا ينهب الأرض نهبا... سجد الجمع فورا بسجود الشيخ خضر إذعانا ورضوخا لقدر الله تعالي...صوت الهدير يصم الآذان يزلزل الأرض تحت الأقدام... تلفح قطراته الثلجية وجه الشيخ خضر قبيل إجتياح الجمع ...ينتفض الشيخ خضر زاعقا يارب لطفا...يارب لطفا وهو يستيقظ من نومه بغتة على نداء آذان الفجر حي علي الصلاة حي علي الفلاح ...

   بقلمي/ إيهاب محمد حسن

قصة قصيرة 2

سجال
علي منصة المسرح الكبير بقاعة همس الشعراء وقف إيهاب يبث عبير سجاله الشجي عبر آذان ومسامع الحضور الكبير
علي الجانب الآخر من المنصة وقفت الدكتورة رانيا تصدح 
بترنيمات سجالها المتلئلئة تشنف الآذان وتخلب الوجدان وتسافر بالقلوب .....إلتقي سجالهما الحميم المتباري عند
حد الشفق الباكي فأنعكست ظلال حزنه وآلامه علي عيون الحضور دموعا ...رعدت السماء ...هطلت الامطار...تساقطت الدموع من عيناهما وعيون الحضور الغفير ....
إنتهي السجال ...ساد الصمت المكان ...اطبق السكون علي كل
الأشياء....تقدم إلي منتصف المنصة رئيس إتحاد الشعراء العرب...أمسك بالميكريفون ...صاح
السيد المحافظ السادة اعضاء اللجنة العامة السادة الاساتذة والشعراء ضيوفنا الكرام الحضور الكريم 
يسعدنا اليوم تكريم شاعرنا القدير ذو القلب الكبير والكلمة التي تشبه ضياء القمر الأستاذ إيهاب الحفناوي
ينهمر تصفيق الحضور بحماسة ....يصيح رئيس إتحاد الشعراء العرب مسترسلا ...كما يسعدنا ايضا تكريم الدكتورة رانيا صلاح....صاحبة الروح الكريستالية والقلب الذي يشبه زهور الربيع....تتعالي تصفيقات الحضور ويتوهج حماسهم....
تمتد يد ايهاب إلي رانيا
إيهاب ؛ مبارك يا دكتورة...
تبادره رانيا ودموع الفرح تغمغم بمقلتيها
رانيا: الله يبارك بك ...لا يكتمل نجاحي إلا بك...
يتصافحا ...تتلامس أناملهما من جديد تذوب الكليمات عبر عيونهما وأناملهما...ينفصل كلاهما عن العالم للحظة
يتمتم إيهاب وكأنه يحادث نفسه
إيهاب؛ لابد ان نعود لبعضنا من جديد
تتمتم رانيا
رانيا: لابد ....لابد....لابد... 
يحتضن كلاهما الآخر والدموع تفيض من عيناهما...
يصفق الجمهور تصفيقا حادا منقطع النظير

بقلمي/إيهاب محمد حسن

قصة قصيرة 3

من بين انامله المرتعشة سقطت بغتة الزهرة الحمراء فوق سطح الاسفلت الاسود...ربما سقطت عن قصد وربما  بشكل عفوي غير  متعمد... رمقها علي الفور بنظرة منكسرة يتمدد العجز علي ضفافها اجسادا راقدة بلا حراك... لكنه احس فجأة بومضة تتوهج في اعماقه ... صحوة متصاعد تكتنف جنبات اوصاله تدريجيا... لمعت في عينيه ابتسامة... امتدت يده تلقائيا محاولا التقاط الزهرة...

موجات متتابعة من الافراح الملونة تداهمه... سيارة سريعة عبرت... دهست الزهرة... بعثرتها اشلاء هنا وهناك... واختفت عن الانظار... بينما الوجوم لا يزال جاثما بعينيه....

بقلمي/إيهاب محمد حسن

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

9

متابعين

17

متابعهم

149

مقالات مشابة