آدم والملاك ذو الجناحان_( الملاك الطائر ).
آدم
و
الملاك.
أجلس على كرسي المستدير في حديقة منزلنا ،كنت أراقب العصافير ،وأراقب حتى نسمة الريح
كم هو جميلا هذا العالم
رددت “كوكب جميل يضم كافة المخلوقات إليه”
في يوما ما أخبرني أبي بأن بإمكاني التمني، في وسط تلك الرياح ،وهذا المنظر الخلاب
إذا سأتمنى!
أغمضت عيني وأنا أقول:"أيتها الأرض ،والنجوم أتمنى بأن أخاطب السماء ،واتمنى أن أشفق على الأرض ،وأخاطب العصافير".
صمت قليلا وأنا مغمضا عيني لأقول
“أتمنى”
كنت حينها أعلم بأن الأماني هيا أماني لاوجود لها
ولكنني اردت ،واردت بشدة على الأقل أن أحاول
تمنيت كثيرا أردتهم كثيرا
أردت أن تخاطبني السماء ،بنجومها وسحبها ورياحها ،وغيمها ،ولكن يبدوا بأن الأماني مجرد أماني تماما مثلما قالت لي أمي
لألتف خارجا من الحديقة عائدا الى المنزل ،ولكن..
ولكن لحظة!! ،ماهذا الصوت؟؟
“أحمق”
“هييي من قال هذا لي!!”
“أنا أيها الأحمق ألا تراني؟؟”
بلعت ريقي من الخوف ،فقد جبت أركض حولا قدمي ولكن اللعنة من أين يخرج!!
رددت
“أا….أنا ..أنا لا ارى أحدا هنا … م..م ..من أنت!!”
قلت بخوف كاد ان يبتلعني حقا
ولكن ،ياللحسرة حتى مع كلامي هذا لا أحد يجيب
ماذا أيظن بأننا نلعب!!!
“هيي .. أرجوك جاوبني من أنت ..لحظة !! ..أأنت روح شريرة ..يألهي نحن أسفين أيتها الروح ابتعدي عنا فحسب!!”
“هي أصمت ..اانت أحمق أم ماذا! ،أهكذا تعاملني؟؟ ألأنني اجعلك تقف علي بأريحية وبكل ثبات أوه كم انت مزعجج!!”
ماذا هي لحظة !! ..ماذا تقصد تلك الشمطاء نقف عليها؟؟
ماهذا الهراء ،ولكن “آووه أيعقل!!”
قلتها بصوت عالي من الصدمة
“أجل يعقل، ولما لا”
حسنا أعتقد بأنني على حافة الجنون الأن “أيعقل بأنك الأرض!!!”
“أجل لما لا!!
“ولكن إن كنت أنتي فأين وجهك أنا لاأراه”
تمتمت “ها أحمق”
“ماذا؟؟"قلت
“أتظن بأن الجميع يملكون وجها كوجهك؟؟”
“ماذا ؟..لا ..أنا لم أقل هذا أيتها الأرض”
“أوهه ..أرض أرض ..أسمع لا تناديني أرض”
“إذا بماذا؟؟”
“نادني بالملاك”
“ولكن كيف ؟؟ انت لا تملكين جناحان كالملائكة ،ولا تطيرين فوق السحب العالية ،بالعكس أنتي……. أنتي …أنتي مجرد أرض!”
“حسنا ..أأنت تملك جناح؟؟”
“لا”
“إذا أنت لست ملاك صحيح؟”
“ماذا أجل ،ولكن أمي دائما تخبرني بأن لدي إبتسامة جميلة مثل إبتسامة الملائكة ”
“وهل أمك رأت ملاكا من قبل؟؟”
“لا..ولكنها شعرت بذلك"
“ولكنها لم ترا ..!”
“صحيح”
“إذا هذه أنا أدعى ملاك ”
“أووه …إذا الملائكة لا تملك جناح؟”
“ليس كلها ”
“ماذا تقصدين ؟؟”
“أقصد بأن بعضها يملك”
“بعضها !! ..مثل من؟؟”
لم ترد علي الأرض حينها ،بالأتى بغتة صوتا رقيق من فوقنا ما كنت اعرف من أين اتى ،ولكن ذاك الصوت كان يغرس بإذني مثل السكينة الحادة وهو يقول:
“مثلي أنا”
“ما..ماهذا الصوت!”
كنت أهتف للأرض ولكنها لم تجب
وإذ به يتكرر قائلا :"أهه ..أنت لا تعرفني أهه يألهي!!"
فجأة !!
بدأت قطرات المطر تتكون فوق السحب،لتتساقط بحرية على الأرض بقطرات جميلة خلابة تلمع كالمعان النجوم فوق السحب
مسكت القطرات بيدي وأنا أتمعن في ملمسها
،لأتمتم كم هيا رائعة بصمت
“آآه ..لقد بكت كل ذلك بسببك!”
كانت تلك الأرض
“ماذا؟؟ بكت ولكن من التي بكت؟؟!”
لتسقط القطرات ،وتنهمر العبرات فوقنا
“أوه يألهي ..ترا مابال السماء هكذا ..ترا أستحدث عاصفة؟!”
“لا لا ..عليك هيا هكذا عندما تنجرح ”
“تنجرح!! ..تقصدين من”
لم أشعر وكأنني الأطرش بالزفة !
“يإلهي يبدوا بأنني اتعامل مع أحمقا حقا ..أقصد السماء ..السماء يا أحمق!!”
رفعت رأسي للسماء ،لأرى تلك النجوم المتناثرة حولنا بالمعان أه ..يبدوا بأن الليل حل
لأقول:"السماء!!" وعيناي تحدقان بذهول مما تقوله الارض.
“وماذا في ذلك !! كلمتك أنا الملقب بالأرض فما بال السماء إن كلمتك!!”
اوهه لا لا ..لا يعقل !!
يبدوا بأن هناك جنة تتلبسني
“عزيزي لا تخف لم تجن بعد،ولكن لا تخبر أحد بأنك رأيتنا حسنا أرجوك !”
“حسنا ”
“أسمع لتواسيها الأن ما رأيك فلقد غرقا التراب من على جوفي بالماء ”
“أواسي من ؟”
“أههه لا تجنني ..السماءءءءء السماااء يا أحمق!!”
“حسنا”
“هياا”
رفعت رأسي عاليا لها وأنا اقول :
"سامحيني يا سماء عن ما بدر مني من أفعال أتعلمين تمنيتك كثيرا بالمنام تمنيت أن أراك ..أمي كانت دائما تخبرني بالملاك الطائر وحكايات وقصصه…ولم تعلم بأننا كنا دائما نراك ..نرا ذاك الملاك الطائر الذي تمنينا لقياه …
ولكننا غفلناك …ولم نظن بأنك الملاك ..رغم فخامتك الشاسعة ..رغم ..قمرك،وشمسك،ونجومك الجامعة ،ونهارك وليلك ..
فالي تسامحينا عن ما بدرا منا أيتها الملاك الطائر ذو الجناحان سامحينا."
أنهيت كلامي ونظرت صوبها ،وغصب بأنظاري نحوها رأيت بحرها المعلقة رايت نجومها الضاحكة ..وأخيرا
“أووه لم أعلم أنك صاحب كلمات هه”
كانت تلك الأرض الشمطاء
أما أنا ،فكنت منشغلا عن كل ما هو حولي كنت منشغلا بالسماء الخلابة
وهاهي الغيوم تقترب منا ببطئ ،لأرى السماء تخفض جناحها ببطئ نحوي قائلة:
“لتصعد فوقي ،لتطير كما تمنيت ،لترا العالم الشاسع ،والصحارى ،والغابات المطيرة ،لترا تقلب المناخ” صمتت قليلا قبل أن تقول
“إن كنت تريد مصادقتي”
أخبرتها “بالطبع أريد”
“لتصعد إذا "
تمسكت بأجنحة الهواء العابرة
ولأول مره !
رأيتني ..رأيتني ..رأيتني أطير فوق السحب الشاسعه
“لا تخف أنظر للأسفل لن تسقط صدقني”
“أود ذلك حقا ،ولكن الرياح قوية جدا لدرجة أنه لايمكنني فتح عيناي!!”
“لا عليك من الرياح تحملها ،ولتفتح عيناك ،فالمنظر جميلا جدا لا يعوض بشيء صدقني ”
بعد كلامها
بووم!!
فتحت عيناي ،وقتها
رأيت الأرض بعيدة جدا تفصلني عنها أمتارا كبيرة حقا ،حتى الطائرات لا تحصيها !!
“ها أخبرني ..ما شعورك الأن”
""أشعر ..أشعر بالضياع ..لا يوجد شيء يوجد هنا فقط سماء ،وهواء نقي ..أشعر بأن نور الشمس يقترب مني ،وكأن نورها يتوغل في أعماقي…
أشعر، بالهواء يداعبني ،بنسمات خفيفة
ولكن أين ..أين أنا؟؟
أمي أبي ،لا يوجد أحدا هنا ،لايوجد سوى السحب ،والغيوم ،ونسيم الريح ،وسماء زرقاء مكحلة بالبياض ،وبالون الغروب ،وكأنها عينا حامئة تغيب "
لتجاوبني السماء قائلة:"نعم هنا عالما آخر ..هنا عالمي أنا الملاك من كنت تتمنى رؤياه ..هذا أنا،وهذا عالمي الخاص ..فأنا أبحر في العالم أتحرك الى اللا نهاية "
“عالمك!.. أهذا عالمك ؟! ..كل تلك الأراضي ملكك وحدك ..مناخ في كل أرضا يختلف ،وبنفس الوقت ..أنتي ..أنتي واحد!!”
قالت :
“أجل ..أنا واحد ..وبنفس الوقت أنا أخرى..”
“حسنا أتريد أن ننزل قليلا لترا كل تلك القارات؟؟”
“أجل أرجوك لننزل قليلا”
“حسنا إليك هذا ”
نزلت من جناحي الى جناحا آخر أقرب، للأرض
وا …ولأرى أرضا أخرى عجيبة غريبة
جزءا منها كان إخضر ..أما اللون الازرق فكان يملئ المكان ..اما اللون الأخضر والاصفر فكانا متناسقان معا ،وأقلهم كان الأبيض
وكأن الارض تعلم ،بأن اللون الأبيض للسماء
خلال رحلتي هذه فهمت شيء
ألا وهو .. كل تلك التضاريس المختلفة في الارض ،وكل تلك الطقوس ،في السماء كلها ترجع للشيء ذاته ..ألا وهو ..
سماءا واحده ،وأرضاواحده!!
وكأن ،بالإختلاف قوة
وها أنا أفتح عيناي واو
صرخت !!
“لازلت حيي ..هي يا سادة اتسمعونني انا حيي وهو”
إنها حديقة منزلنا ذاتها عدت وأخير
ولكن..
ترا أتسائل
أكنت أحلم؟؟..
من جاوبني حينها هو ريشة ..ريشة لطائر الحمام الأبيض ..الذي كان دوما رمزا للسلام
حينها علمت بأن السماء كلمتني ،والارض رحمتني
أبتسمت لهما ،وتشكرتهم داخل قلبي
ثم ركضت عائدا للمنزل ،فقد مرا وقتا طويل وانا بالخارج ،وامي ستقلق هكذا
عدت لها ركضا ،وفي جوفي أحاديث كثر
حتى القمر لا يحصيها
النهاية.