البنت التي تاهت في الغابة المهجورة

البنت التي تاهت في الغابة المهجورة

8 المراجعات
image about البنت التي تاهت في الغابة المهجورة

قصة "البنت التي تاهت في الغابة المهجورة"

في إحدى القرى الصغيرة كانت هناك غابة معروفة بكونها مسكونة، وكانت تحيط بها الشائعات عن أشياء غريبة تحدث داخلها ليلاً. الناس في القرية تجنبوا الاقتراب منها، خصوصًا في الليل، حيث كان يُقال إن أرواحًا غاضبة تسكن بين أشجارها الكثيفة، وصوت صرخات وضحكات مخيفة يُسمع منها أحيانًا في منتصف الليل.

كانت هناك فتاة صغيرة تُدعى ليلى تعيش مع عائلتها في القرية، وكانت فضولية وشجاعة بطبيعتها. سمعت الكثير من القصص المخيفة عن الغابة، لكنها لم تكن تؤمن بها. في إحدى الأيام، قررت أن تخوض مغامرة وتتحدى أسطورة الغابة المهجورة. لم تخبر أحدًا عن خطتها، وانتظرت حتى غروب الشمس قبل أن تبدأ رحلتها السرية.

بمجرد أن دخلت ليلى الغابة، شعرت بأن الجو بدأ يبرد تدريجيًا رغم أن اليوم كان صيفًا. كانت الغابة مظلمة بشكل غريب، والأشجار طويلة وكثيفة، تمنع ضوء الشمس من اختراق المكان. شعرت ليلى بقليل من التوتر، لكنها استمرت في المشي بين الأشجار، محاولًة إخفاء خوفها.

بعد قليل، بدأت تسمع أصوات خطوات خلفها، فتوقفت واستدارت لتجد الغابة فارغة، لكن إحساسًا غريبًا سيطر عليها بأن هناك من يراقبها. تجاهلت ليلى الأمر وحاولت أن تُطمئن نفسها بأن الأصوات التي تسمعها هي مجرد خيال.

واصلت السير، حتى ابتعدت تمامًا عن حدود الغابة، وبدأت تشعر بأنها ضاعت. حاولت العودة ولكن الغابة بدت كأنها تلتف حولها، وكلما حاولت العثور على الطريق للخروج كانت تجد نفسها تعود لنفس النقطة. في تلك اللحظة، بدأ الظلام يحيط بالمكان أكثر فأكثر، وبدأت تشعر بالرعب يتسلل إلى قلبها.

فجأة، رأت ليلى من بعيد ضوءًا خافتًا، فتوجهت نحوه معتقدةً أنه قد يقودها للخروج. عندما اقتربت من مصدر الضوء، وجدت كوخًا قديمًا مهجورًا، كانت النوافذ مكسورة والأبواب مهشمة، لكنه كان مضاءً من الداخل بشمعة صغيرة. شعرت ليلى بالتردد، ولكن الفضول دفعها للدخول إلى الكوخ.

عندما دخلت الكوخ، كانت الرائحة كريهة بشكل لا يُطاق، وكان المكان مليئًا بالغبار والعناكب. فجأة، سمعت صوت خطوات ثقيلة خلفها، لكنها لم تجد أحدًا. شعرت بأن شيئًا غير طبيعي يحدث، وبدأ قلبها ينبض بقوة. حاولت أن تغادر الكوخ بسرعة، لكن عندما استدارت نحو الباب، وجدت شخصًا غريبًا يقف أمامها.

كان الشخص رجلاً عجوزًا يرتدي ملابس ممزقة، وعيناه حمراوان وكأنه لم يغمض عينيه منذ سنوات. بوجهه تجاعيد غريبة وكأنه عاش حياة طويلة جدًا، نظر إليها بابتسامة باردة. سألها بصوت منخفض: "لماذا جئتِ إلى هنا يا صغيرة؟ ألا تعلمين أن هذه الغابة لا تترك أحدًا يغادرها بسهولة؟"

لم تستطع ليلى أن تتحرك من شدة الخوف، وحاولت أن تستجمع شجاعتها وتحدثت بصوت مرتجف، "أريد فقط أن أعود للمنزل، أرجوك ساعدني." ولكن الرجل لم يرد، بل اقترب منها أكثر وقال: "إن هذه الغابة تأخذ من يجرؤ على دخولها، ولا تتركه يعود أبدًا."

فجأة، اختفى الرجل أمام عينيها، وكأنما كان شبحًا أو خيالًا. بدأت ليلى تصرخ، وخرجت من الكوخ تركض بلا اتجاه، وكلما حاولت الهرب، كانت الأشجار تزداد كثافة وكأنها تلتف حولها. وبينما هي تركض، شعرت بأن هناك يدًا باردة تمسك بذراعها وتسحبها بقوة.

المقالات
البيت المهجور: همسات من عالم آخر
عوز قصه رعب بعنوان قبل البدايه
جثة مجهولة الهوية
الدولاب الملعون قصة رعب مخيفة جدا للكبار فقط نتمني لكم قراءة ممتعه واقصي درجات الرعب
قصة رعب بعنوان وصلتها رسالة من شخص ميت فبدأت المصائب
قصص رعب حقيقية حدثت بالفعل منقولة

بدأت ليلى تسمع أصوات همسات قادمة من جميع الاتجاهات، همسات مشوشة وغير مفهومة، وكأنها أصوات أرواح ضائعة تُخبرها بعدم جدوى المحاولة. فجأة، توقفت ليلى وشعرت بأن الأرض تحتها بدأت تهتز ببطء، وكأنها تتنفس، وبدأت أصوات خطوات ثقيلة تقترب منها أكثر وأكثر.

التفتت ليلى لترى مجموعة من الظلال تتحرك نحوها، وكانت تلك الظلال تتخذ أشكالًا مخيفة وغامضة، وكأنها أشخاص محاصرون في الغابة منذ مئات السنين. كانوا يقتربون منها ببطء، وأعينهم تلمع في الظلام بنظرات باردة.

بدأت ليلى بالبكاء وصرخت بكل قوتها طالبة النجدة، لكنها كانت تعلم أن لا أحد يمكنه سماعها. وبينما كانت الظلال تقترب منها، فقدت ليلى وعيها من شدة الخوف.

عندما استيقظت، كانت الشمس قد أشرقت، وجدت نفسها ملقاة في وسط الغابة وحدها، ولا أثر لأي شيء مما رأته في الليلة الماضية. نهضت بسرعة وبدأت تركض حتى وجدت طريق العودة إلى القرية. عند عودتها، كانت شاحبة ومرعوبة، وأخبرت عائلتها بما حدث. لم يصدقها أحد، لكن منذ ذلك اليوم، رفضت ليلى الاقتراب من الغابة أو التحدث عن تجربتها لأي شخص آخر.

ومع مرور الوقت، بدأت ليلى تسمع همسات خافتة عند نومها، وكأن أرواح الغابة لا تزال تراقبها وتنتظر لحظة عودتها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

9

متابعهم

1

مقالات مشابة