القصر الأسود" جولة داخل الرواية "

القصر الأسود" جولة داخل الرواية "

0 reviews

ربما ليس بإمكاننا اختيار آبائنا ،ربما ليس بوسعنا اختيار مستوى معيشتنا ،ربما ليس بوسعنا اختيار مكاننا الذي ولدنا فيه .ولكن في مقدرتنا حتما تحديد من سنكون ،وبإمكاننا فعلا العيش في المكان الذي نريد وبالشكل الذي نرجو ،،أحيانا يولد الأشخاص وفي داخلهم دوما إرادة التغير إلى الأفضل وجعل مستقبلهم أفضل ما قد يكون ،ولكن البعض الآخر يحتاج إلى صفعة ليستفيق ويقرر تغير واقعه والبحث عن واقع جديد واقع أفضل يرضيه ويصلح لكي يكون أرضا تنمو فيها بذور أحلامه ،"حرة " بطلة حكايتنا كانت من هؤلاء حينما تلقت صفعة من الشخص الوحيد الذي كانت قد بنت على وجوده في حياتها أحلامها في بيت دافئ يجمعهما معا ويحتوي أباها" مجنون القرية"خذلها لم يجرؤ على معارضة أوامر أبيه العمدة ورفض الزواج من ابنة الباشكاتب والزواج بها .

وقتها انهار سقف بيت أحلامها فوق رأسها ،استفاقت من أوهامها وقررت التغير والبحث عن أحلام جديدة ،أن تبني سعادتها على نفسها لا على أحد آخر لأنها  الوحيدة التي تضمن عدم خذلانها لها.

سافرت حرة إلى القاهرة وسرت الأحداث كماهو مخطط لها في صحيفة أقدارها، لتجد حرة نفسها واقفة على بوابة قصر لم تكن لتتخيله يوما ولو في أحلامها وإذا بها فجأة تكتشف أنها حفيدة كاظم باشا البارودي و أن لديها خمسة من أبناء الخالات ،وابن خال  ، يدخلون في صراع مدته ستة أيام يبحث كل واحد منهم على مفتاح الكنز لأن من يجد المفتاح سيكون مالك القصر طبقا لوصية جدهم التي سيكتشفون لاحقا أنها مزورة وليست سوى لعبة لخالهم البرنس وابن خالتهم محفوظ ليعثروا على المفتاح الذي هو مع أحدهم ليعثروا على الكنز المخبأ تحت الأرض ،

كل منهم يحتاج القصر لسبب وجيه ،وتبدأ الأنانية الكامنة في النفوس بالظهور حينما يعرف كل منهم سرا ولكن يؤثر أن يحتفظ به لنفسه ولكن في النهاية يشعرون جميعا بقيمة العائلة ويقررون التعاون لإيجاد المفتاح والعيش في القصر معا في جو دافئ تسوده المحبة ، وبعد أن يخرج كل منهم مافي جعبته من أسرار ويستمعون إلى عادل ،يكتشفون أن جدهم على قيد الحياة ولكن البرنس كان يحتجزه في غرفة تحت الأرض ولأن الباشا عاق ابنه في صغره عاقه البرنس وقت كبره، فالعقوق دين لايسقط بالتقادم وبعدها ترسم النهايات، انتهت براخا وابنها واستفاقت نفوس بعض أهالي عزبة العبيط ،عاد غضب وشبع وعدالة بينهم مرة أخرى ،اختفى التعامل بالربا من بينهم ،وتلاشى الجهل والخضوع شيئا فشيئا ،بعد أن بنى أحفاد الباشا لهم المدارس والمستشفيات وغيرهم من الأماكن التي تنفعهم ،أما البرنس فمات منتحرا بعد أن أغرقته الديون ،عاش الأحفاد معا تحت سقف القصر ،اختارت درية هانم الصواب هذه المرة بعد أن تلافت خطأها في زواجها الأول وفضلت الحب على النقود وتزوجت بابن خالتها فؤاد من فداها بنفسه حينما أراد أحد الذئاب مهاجمتها.، وأنقذ حسين أخواته وأمه من بطش أبيه ، أما والد حرة فقد أحب والد عادل وأصبح ملازما له .

وسامح شحاته أخيرا نفسه بعد أن  سامحه أخاه ،وأما محفوظ فرفض العيش معهم وظل على حاله ،ولطالما اقترن البحث عن العدالة والرغبة في الحرية منذ الأزل ،فقد اقترنت حرة بصاحب العينين الزرقاوين عادل ،فض ختم قلب كل منهما على يد الآخر  لأول مرة،لطالما كان لها  كل مااحتاجته وما تمنته يوما ،كان لها الأمان والدفء، كان لها الأب قبل الحبيب ،كان لها الحامي ولم يتحمل أن يتعرض أحد لها بالأذى منذ أن التقى بها ،وهكذا  تحققت أمنية شجرة الصفصاف الحالمة ،ووجدت حرة قلبا دافئا ضمد جراحها وأنهى عذابها، تعلمت حرة هذه المرة أن تأخذ الدفء من النار دون أن تسمح لها بأن تحرقها .بالطبع هذه ليست كل الحكاية ،فأنا لست الزمن لأرويها من كل جوانبها، ولكنني رويتها من أكثر جانب كان قد لامس قلبي وعلق في ذهني . ،

للكاتبة أسلوب يجعلك لووقعت عيناك على أول كلمة في أول صفحة لما استطعت ترك الكتاب من يدك حتى تصل إلى النهاية ،فيها غموض وإثارة وتشويق وانتقال رهيب بين الأحداث ،مثلت حقبة التسعينات في القاهرة تمثيلا مدهشا لدرجة أنك تشعر فعلا وكأنك قد عاصرت أصحاب الطرابيش والعمامات. 

تناولت الكثير من الصفات التي هي موجودة في كل عصر وتتصارع دوما ،كالجشع والحرية والعدالة ،شعرت وانا أقرأ أنها ترمي إلي معنى آخر من وراء كلامها وكأن الرواية عبارة عن كناية يراد بها معناها البعيد ،كان بها الكثير من الإسقاطات السياسية ،وأيضا تتمتع الكاتبة بقوة في اللغة العربية وبجمال تعبيرات ليس له مثيل ،

 .

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

3

followings

2

similar articles