✨ العناد والعشق – الفصل الثالث ✨

✨ العناد والعشق – الفصل الثالث ✨

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات


✨ العناد والعشق – الفصل الثالث ✨

هدوء المكتب في الصباح الباكر كان مضطربًا بشكل غير عادي. الهمسات المتقطعة بين الموظفين، والنظرات القلقة المتبادلة، كلها أشارت إلى أن هناك شيئًا كبيرًا حدث. أوراق متناثرة، شاشات مضيئة بأرقام متضاربة، وتوتر خفي يسكن كل زاوية.

قمر دخلت بخطوات مترددة، شايلة في عينيها مزيج من القلق والعزيمة. من اللحظة الأولى لاحظت إن الجو مش طبيعي.
= ليث كان واقف عند مكتبه، ملامحه جامدة لكن صوته حاسم:
"فيه تسريب خطير حصل، معلومات المشروع خرجت برّه. ومحتاجين نتحرك بسرعة قبل ما الدنيا تنهار."

قمر ابتلعت ريقها بصعوبة، لكن ردت بثبات:
"أنا مستعدة أساعد، حتى لو هتواجهني مشاكل أكبر من طاقتي. مش هقف أتفرج."

= ليث نظر لها للحظة طويلة، وكأنه بيقيس شجاعتها.
"أنتِ فاهمة إن الموضوع أكبر من مجرد شغل عادي؟ ده ممكن يدمّر كل حاجة."

قمر: "عارفة... بس أوقات الخوف مش بيخلينا ننجح. وأنا اخترت أواجه."

الكلمات دي كسرت جدار الصمت اللي بينهم. ليث لأول مرة حس إن قدامه مش مجرد موظفة، لكن إنسانة عندها قوة تخليه يعيد التفكير. ومع ذلك، عناده ما خلوش يظهر أي لين.

الموظفين بدأوا يتهامسوا عن علاقتهم الغريبة:
"هي إزاي وقفة معاه كده من غير ما يتهز صوتها؟"
"وفيه إيه بينه وبينها؟"

لكن قمر ما اهتمتش. تركيزها كله كان على الملفات المنتشرة قدامها. بدأت ترتبها بهدوء، تحاول تلاقي ثغرة في الفوضى. فجأة، عينيها وقعت على ملاحظة صغيرة بخط مميز. شدّت الورقة بسرعة.

قمر: "استنى يا ليث... هنا في خط مكتوب بطريقة مختلفة، كأنه متعمد يتخبى وسط الأرقام."

= ليث خطف الورقة من إيدها، قرأها بسرعة، وملامحه اتغيرت:
"ده معناه إن حد من جوّه المكتب اللي سرّب المعلومات. حد قريب جداً."

الصدمة انتشرت في القاعة. الاتهامات اتطايرت، لكن ليث رفع صوته:
"محدش يتكلم. من اللحظة دي، الموضوع بيني وبين قمر. واللي يحاول يعرقلنا هيتحاسب."

قمر اتسمرت مكانها، قلبها بيدق بسرعة. مش بس لإنها لقت دليل، لكن لإنها شافت في عينيه حاجة مختلفة... نظرة تقدير، واهتمام خفي.

في نص اليوم، ومع استمرار التحقيقات، اتعرضت قمر لموقف صعب. واحدة من الموظفات، "سلمى"، واجهتها قدام الكل:
"إنتي فاكرة نفسك إيه؟ داخلة بين الكبار علشان تبيني إنك بطلة؟ ليث مش هيبصلك مرتين!"

قمر وقفت بعناد، صوتها واضح:
"أنا مش هنا علشان أبين لحد. أنا هنا علشان أعمل شغلي وأحافظ على حقي. واللي مش عاجبه، ما يضيعش وقته معايا."

الجملة دي خلّت المكتب كله يسكت. حتى ليث، اللي كان بيتابع الموقف من بعيد، حس بإعجاب متزايد. عناده حاول يخفي ده، لكن قلبه كان بيتكلم بصوت أعلى: قمر مختلفة عن أي واحدة قابلها.

وبينما اليوم بينتهي، ليث دخل مكتبه وقمر معاه. لحظة صمت طويلة سيطرت.
= ليث بص لها وقال بصوت منخفض:
"يمكن كنت غلطان فيك... يمكن أنتي أقوى مما توقعت."

قمر رفعت رأسها بابتسامة صغيرة، وقالت:
"وأنت يمكن مش قاسي زي ما بتحاول تبين."

اللحظة دي كانت بداية خيط جديد في علاقتهم. خيط رفيع بين العناد والاعتراف، بين التحدي والمشاعر اللي بتتسلل رغمًا عنهم.
 

image about ✨ العناد والعشق – الفصل الثالث ✨
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

3

متابعهم

1

مقالات مشابة
-