على الرصيف فى  بلاد  الغربة

على الرصيف فى بلاد الغربة

Rating 0 out of 5.
0 reviews

على الرصيف في بلاد الغربة

🚶‍♂️ بداية الرحلة: حين يرحل الجسد ويبقى القلب

الغربة يا سادة ليست مجرد تذكرة طائرة ذهاب بلا عودة مؤكدة، ولا مجرد ختم على جواز سفر، ولا حتى صور سيلفي أمام برج إيفل أو ناطحات سحاب دبي. الغربة هي أن تسير في شوارع نظيفة لدرجة تزعجك، بينما داخلك مليء بغبار الحنين لبلدك، حيث الزحمة والضوضاء التي كنت تشكو منها، لكنها اليوم صارت موسيقى تشتاق لسماعها.

"الغربة ليست بُعد جسد، بل بُعد روح تفتش عن وطنها."

كل رحلة في الغربة لها طعمها الخاص؛ هناك رحلات تبدأ بالأمل وتنتهي بالتعب، وهناك رحلات تبدأ بالتعب وتنتهي بأمل. المصري يسافر وهو يحمل قائمة أحلام، لكنه يعود بقائمة حنين أطول.


🎭 ضحك في قلب المأساة

الغربة قاسية، لكن المصري عنده وصفة سحرية لمقاومتها: السخرية. حتى وهو يتلقى معاملة باردة أو يعمل في مهن لم يتخيلها، يظل يحوّل المأساة إلى طرفة. يحكي عن يوم قضاه تحت المطر منتظرًا الأتوبيس كأنه "ملحمة كوميدية"، رغم أنه كان يرتجف من البرد.

 

 

"المصري يحول دموعه إلى ضحكات، كأن الحزن مجرد نكتة ثقيلة ينتظر أن يرويها."

أسلوب المصري في الخارج خليط من الحكمة وخفة الدم. يسخر من نفسه قبل أن يسخر من الآخرين، وكأن السخرية درعه الواقي في معركة يومية مع الاغتراب.


❤️ قلبه في القاهرة… وروحه في الغربة

مهما ابتعد المصري، يظل قلبه معلقًا بمصر. يرى وطنه في تفاصيل بسيطة: رغيف العيش الساخن، صوت البائع الجائل، مباراة كورة في حارة ضيقة. في الخارج، كل شيء منظم ومرتب و"على السطر"، لكنه يظل يقارن بين النظام هناك وبين "العشوائية اللذيذة" التي تركها.

"قد أعيش بعيدًا عن مصر، لكن مصر لا تبتعد عني يومًا واحدًا."

الغريب أن حب مصر يظهر في أكثر اللحظات قسوة، حين يجلس المصري منهكًا على الرصيف بعد يوم عمل شاق، فيغمض عينيه ويرى القاهرة أمامه: أصواتها، فوضاها، وضحكتها الدافئة.


image about على الرصيف فى  بلاد  الغربة
image about على الرصيف فى  بلاد  الغربة

👥 وجوه على الرصيف: حكايات الناس والحياة

الغربة تكشف للمصري وجوهًا جديدة للحياة. يلتقي بالبسطاء والمهمشين من جنسيات مختلفة، يكتشف أن الفقر والمعاناة لغة عالمية. لكنه يرى أيضًا تناقضات غريبة: رفاهية مادية تقابلها وحدة قاسية، نظام صارم يقابله برود في العلاقات الإنسانية.

"الفقر في مصر يبتسم، والفقر في الغربة صامت كأنه يخجل من نفسه."

ومع المصريين في الخارج، للمشهد طعم خاص. يضحكون، يتشاجرون، يتقاسمون اللقمة والذكرى، كأن الغربة أعادت رسم خريطة الأخوة بينهم. المصري يراهم جميعًا بعين ساخرة ناقدة، فيحوّل تناقضاتهم إلى صور حية مليئة بالدعابة.


✈️ النهاية… وطن يسكن القلب

"على الرصيف في بلاد الغربة" ليست مجرد حكاية سفر، بل رواية عن صراع داخلي بين الحلم والواقع، بين العقل الذي يحسب المكاسب والقلب الذي لا يرى سوى الوطن. هي قصة المصري الذي يضحك رغم وجعه، ويحوّل الغربة إلى نكتة مرة، لكنه يظل عاشقًا لمصر، يراها في كل مكان ويعود إليها ولو بعد حين.

 

 

image about على الرصيف فى  بلاد  الغربة

 

"الوطن ليس خيارًا… الوطن قدرٌ يسكن القلب إلى الأبد."

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

29

followings

49

followings

1

similar articles
-