الغرفة رقم ١٣.. حيث لا ينعكس الوجه
🕯️ رواية: “الغرفة رقم ١٣.. حيث لا ينعكس الوجه”

ما كنتش من الناس اللي بتصدق في الحكايات الغريبة، بس اللي حصل في الفندق دا خلاني أعيد التفكير في كل حاجة.
القصة بدأت يوم الجمعة، لما اضطريت أبات ليلة في فندق قديم في إسكندرية بسبب العاصفة.
الفندق كان شبه مهجور، والموظف العجوز اللي في الاستقبال قاللي بابتسامة باهتة:
> “كل الغرف مليانة… فاضل بس الغرفة رقم ١٣، بس محدش بيحب يبات
ضحكت وقلتله إن رقم ١٣ مش بيخفوني وخدت المفتاح وطلعت
بس أول ما دخلت الغرفة، حسّيت إن الهوا فيها تقيل، كأن المكان بيزفر سر قديم مش عايز حد يعرفه.
الحوائط كانت باهتة، فيها آثار أيدين غامقة كأنها مطبوعة من جوه الحيط، والمراية قدام السرير كانت مغبّشة، كأنها مش عايزة تعكس.
في نص الليل، كنت لسه صاحية، وسمعت صوت خطوات ورا الباب.
فتحت، مفيش حد.
رجعت أقفل، لقيت المراية بتنضّف لوحدها!
الضباب اللي كان عليها اختفى، وظهرت صورتي… بس الغريب إن وشّي اللي في المراية ما كانش بيعمل نفس حركتي!
رفعت إيدي اليمين، صورتي رفعت الشمال.
ابتسمت، هي ما ابتسمتش.
ساعتها قلبي وقع، بس حاولت أهدّى نفسي: “يمكن إضاءة!”
لكن صورتي اتكلمت.
اتكلمت بصوتي، بس من غير ما أفتح بقي:
> “إنتِ مش المفروض تكوني هنا.”
صوتي ارتجف وأنا بسألها: “إنتِ مين؟”
قالت: “أنا انتي… بس من الناحية التانية.”
وبعدين اختفت المراية كلها كأنها سائل، ووشّي بقى بيتشوّه فيها، كأن في حد بيحاول يخرج من جوّا الزجاج.
جريت برا الغرفة، بس لما فتحت الباب لقيت نفس الممر، بنفس النور الخافت، بس الغريب… كل الأبواب كانت عليها نفس الرقم: ١٣.
كل ما أمشي، الممر يطوّل أكتر، وأسمع صوتي جاي من ورايا بيضحك.
رجعت أجري، بس لقيت نفسي داخل نفس الغرفة.
الغرفة رقم ١٣.
السرير متكركب، والستارة بتتهز من غير هوا.
على الكومود كان فيه دفتر قديم، عليه غلاف أسود مكتوب عليه:
> “مذكرات النزيلة ١٣”.
فتحته، وبدأت أقرأ.
الكلام كان مكتوب بخط إيدي!
التاريخ اللي فوق الصفحة هو نفس تاريخ النهارده.
السطر الأول كتب:
> “دخلت الغرفة رقم ١٣ الساعة ٩:٤٧، ولسه مش عارفة إزاي أخرج.”
الصفحات اللي بعدها كانت بتوصف اللي بيحصللي دلوقتي بالضبط، كأن في حد بيكتب قبل الحدث بثواني.
لما وصلت للصفحة الأخيرة، لقيت السطر الأخير بيتكتب لوحده:
> “دلوقتي، هتدور وراكي وتشوفي اللي كنتي بتحاولي تهربي منه.”
قلبي وقف.
دورت ببُطء…
كانت صورتي واقفة ورايا، خارج المراية، مبتسمة، وبتقول:
> “دلوقتي دورك… أنا هعيش مكانك.”
صرخت، بس الصوت ما طلعش.
حسّيت إن كل حاجة حوالي بتسيح زي الحبر، والمكان كله بقى زي حلم مش حقيقي.
رجعت الوعي وأنا قاعدة على الكرسي اللي في الاستقبال، نفس الموظف العجوز قدامي.
قلتله وأنا بترعش: “الغرفة رقم ١٣… في إيه هناك؟”
ضحك، وقال:
> “يا بنتي… الغرفة دي اتقفلت من ٣٠ سنة. محدش فيها من وقت ما بنت ماتت هناك سنة ١٩٩٤. كانوا بيقولوا إنها كانت بتحب تبص في المرايات كتير.”
سكت، وبعدين بصّلي نظرة غريبة وقال:
> “بس الغريب إنك طالعة من عندها.”
حاولت أتكلم، بس لقيت في إيدي المفتاح… مكتوب عليه بخط واضح: ١٣.
ولما شُفت انعكاسي في الزجاج اللي ورا المكتب…
كان بيضحك.