الجزء التاني من غرفه ١٣

الجزء التاني من غرفه ١٣

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🕯️ رواية: الغرفة رقم ١٣ (الجزء الثاني) — الساعة التي لا تدق

image about الجزء التاني من غرفه ١٣

الناس فاكرة إنّي خرجت من الفندق يومها… بس الحقيقة إنّ محدش بيخرج فعلًا من الغرفة رقم ١٣.

يمكن جسمي اللي خرج، لكن أنا؟ لسه هناك.

كل حاجة بدأت تاني لما رجعت بيتي بعد الليلة دي.

كنت حاسة إني مش أنا.

مراية أوضتي بقت غريبة…

كل ما أبص فيها، أشوف نفسي بتتنفس قبلي بثانية.

كأن انعكاسي عارف أنا هعمل إيه قبل ما أعمله.

في الأول قلت يمكن تعب أو هلوسة.

بس في يوم، وأنا بتمسّح المراية، لمحت كلمة مكتوبة من جوّا الزجاج، بالعكس، بس قدرت أقرأها:

> “الساعة ١٣:٠٠”.

 

استغربت. مفيش ساعة ١٣.

لكن بعدها سمعت صوت تكة خفيفة.

بصيت على ساعتي… كانت بالضبط ١:٠٠ بعد نص الليل.

وساعتها بدأ كل شيء يتغيّر.

النور قطع، والتلفزيون اشتغل لوحده.

الصورة مش واضحة، بس ظهر الفندق. نفس المكان.

الكاميرا بتتحرك ناحية الغرفة رقم ١٣، والباب بيتفتح ببطء.

ظهر جواها سرير، والمراية اللي كنت فيها…

لكن اللي مرادي، شُفت نفسي نايمة هناك!

صرخت وقفلت التلفزيون، بس بعد ثانية سمعت خبط على الباب.

ثلاث خبطات ببطء.

قلبي كان هيوقف.

فتحت الباب بحذر…

مفيش حد.

بس في الأرض لقيت مفتاح صدئ، عليه رقم محفور بخط واضح: ١٣.

جريت أرجع الباب أقفله، لكن المراية اللي في الصالة انعكست لوحدها.

وشّي فيها كان مبتسم، وأنا مش.

قاللي بصوتي نفسه:

> “رجعيني… رجعيني قبل الساعة ١٣:٠٠ وإلا هتختفي مكانك.”

 

ما كنتش فاهمة.

بس بعدها كل حاجة في البيت بدأت تتشقلب.

الساعة وقفت، الإضاءة بقت حمراء خفيفة، والصوت في وداني بيكرر جملة واحدة:

> “اللي خرج لازم يرجع، لأن الأصل لازم يتبدّل.”

 

بدأت أدوّر في كل مكان على معنى الجملة.

رجعت للدفتر اللي جبته من الفندق، “مذكرات النزيلة ١٣”،

ولقيت ورقة جديدة ما كانتش موجودة قبل كده:

> “كل من يرى انعكاسه يتحرر انعكاسٌ آخر.”

“الساعة ١٣:٠٠ ليست وقتًا… إنها باب.”

 

عينيا دمعت.

يعني الباب مش بيتفتح بالوقت… بيتفتح لما المراية تختار.

وفي الليلة اللي بعدها، حلمت بإنّ الموظف العجوز من الفندق واقف عند سريري.

قاللي بهدوء:

> “رجعي المفتاح لمكانه قبل ما تبقي انعكاس زيهم.”

“الغرفة بتدوّر على حد جديد كل سبع ليالٍ.”

 

صحيت مفزوعة، والمفتاح في إيدي فعلاً.

عرفت إن لازم أرجع الفندق، حتى لو كان مقفول.

روحت الصبح، لكن الفندق اختفى.

في مكانه كان فيه عمارة جديدة، وساكنين بيقولوا إن المبنى القديم اتهدّ من سنين.

قلت مستحيل، أنا كنت فيه من أسبوع!

واحدة من السكان الكبار قالتلي:

> “هوه إنتِ بتتكلمي عن الفندق اللي كان فيه الحادثة؟ اللي اتحرقت فيه بنت سنة ١٩٩٤؟”

“بيقولوا إنها كانت بتكلم انعكاسها، وبعدين اختفت.”

 

الدم جمد في عروقي.

رجعت البيت وأنا مش عارفة أنا حقيقية ولا لا.

قررت أرجع المراية اللي في أوضتي مكانها القديم، يمكن دي تكون البوابة.

بس أول ما علقتها، المراية بدأت تهتز، ووشي فيها اتبدّل بوشّ البنت اللي ماتت في الفندق.

قالتلي بنبرة هادية جدًا:

> “دلوقتي عرفتي إن كلنا انعكاسات… وكل انعكاس ليه دور.”

“دورك انتهى.”

 

حاولت أكسر المراية، بس الزجاج ما اتكسرش.

العكس حصل — المراية هي اللي سحبتني.

كل حاجة حواليا بقت ضباب أبيض، وبعدها لقيت نفسي في نفس الممر اللي شُفته في الفندق.

نفس الإضاءة، نفس الريحة، ونفس الجملة المحفورة على الحيط:

> “ما تبصّيش وراك مهما حصل.”

 

بس أنا بصيت.

وشفت نفسي… لابسة هدوم مختلفة، مبتسمة، وبتمسك دفتر جديد عليه عنوان جديد:

> “مذكرات النزيلة ١٤.”

 

رجعت أصرخ وأجري، بس الباب اللي قدامي مكتوب عليه رقم ١٤ فعلاً.

ولما حاولت أفتحه، لقيت صوت بيقول من بعيد:

> “كل سبعة ليالٍ، الغرفة بتختار واحدة جديدة.”

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
بسمله حسين يوسف تقييم 0 من 5.
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.