بيت مكسيموس المهجور
Story title: Once you enter the house, you can never leave.
(بداية القصة )
في أطراف قرية صغيرة تدعى وادي السكون، كان يقف بيت كبير يطل على الوادي له بوابة الحديدية ونوافذ البيت المحطمة. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، لا ليلًا ولا نهارا، بسبب ما يقال عن أصوات غامضة تسمع منه، و اضواء تظهر فجأة ثم تختفي. كان الأطفال يمرون من الطريق المقابل وهم يحبسون أنفاسهم، بينما يتجنب الكبار ذكره إلا همسا.
سر الخوف من البيت.
قبل سنوات طويلة، سكنت هذا البيت عائلة هادئة تعرف ب كرمها وطيبة قلبها، لكن فجأة اختفت جميعًا دون أثر. لم يجدها أحد، ولم تسجل أي شكوى عنهم. منذ تلك الليلة، بدأ الناس يشاهدون ظلالا تتحرك خلف النوافذ، رغم أن البيت خالٍ. ثم تطور الأمر إلى سماع خطوات ثقيلة على الأرض الخشبية وصوت باب يفتح ويغلق بقوة، كأن أحدًا يعيش بداخله. حاول أحد سكان القرية الدخول ذات مرة، لكنه خرج راكضا وهو يرتجف، رافضا الحديث عما رآه.

محاولة الكشف عن الحقيقة
كان في القرية شاب يدعى سامي، شجاع لكنه فضولي إلى حدّ التهور. كان يسمع القصص عن البيت المهجور منذ طفولته، وكلما ازداد خوف الناس، ازدادت رغبته في معرفة الحقيقة. قرر في يوم من الأيام أن يدخل البيت ليلًا، متجاهلا تساؤلات والدته وتحذيرات كبار القرية.
تسلل سامي عبر الأسوار المتهالكة، ودفع باب البيت الذي أصدر صوتا مرعب. وكانت الرائحة عتيقة، والغبار يملأ المكان. كل شيء فيه كان يشير إلى أن الزمن توقف. تقدم بخطوات حذرة، وفجأة سمع صوتا يشبه الهمس يأتي من الطابق العلوي. تجمد في مكانه، لكن فضوله كان أقوى من خوفه.
صعد سامي السلم ببطء، وكل خطوة كانت تصدر صوتا يوقظ صدى قديمًا داخل البيت. وعندما وصل إلى غرفة في نهاية الممر، وجد الباب مفتوحا قليلا. دفعه، فظهرت أمامه غرفة تبدو وكأن أهلها خرجوا للتو، رغم مرور السنين. وعلى الطاولة كتاب مغطى بطبقة خفيفة من الغبار. فتحه سامي، فظهر في الصفحة الأولى اسم العائلة وصور صغيرة لهم، لكن ما أثار رعب سامي أن الصورة الأخيرة كانت له هو،ب ملامحه الحالية.
تراجع سامي بخوف شديد، وفجأة سمع خطوات تقترب من خلفه. التفت، فلم يجد أحدًا، لكن الباب أغلق بقوة، ثم حل الظلام. حاول فتح الباب بلا جدوى، وبدأت الأصوات ترتفع حوله، همسات، ضحكات خافتة، وصوت ينادي باسمه.
في صباح اليوم التالي، وجد أهل القرية باب البيت مفتوحا، لكن سامي لم يظهر قط. ومنذ ذلك اليوم، بدأت تصدر من البيت أصوات جديدة تشبه صوته، كأن البيت أضاف روح جديدة إلى أسراره. لم يعد أحد يقترب منه، وأصبحت قصة سامي فصلا آخر في حكاية البيت الذي لا يسمح لأحد بالدخول... ولا يترك من يدخل يعود.