✴️ الجزء الثالث من رواية “أنفاس لا تُرى” — أول خيط من الحقيقة

✴️ الجزء الثالث من رواية “أنفاس لا تُرى” — أول خيط من الحقيقة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

✴️ الجزء الثالث من رواية “أنفاس لا تُرى” — أول خيط من الحقيقة 

image about ✴️ الجزء الثالث من رواية “أنفاس لا تُرى” — أول خيط من الحقيقة

 

 

المقدمة

حين تبدأ الإشارات في التكرار، لا يعود الأمر مجرد صدفة.
وفي الجزء الثالث من رواية “أنفاس لا تُرى”، تبدأ الحقائق بالظهور ولو ببطء…
فبعد الرسائل والاتصال الغامض، يجد كل من نور وسيلين نفسهما أمام أول خيط حقيقي يمكن تتبعه.
هو الجزء الذي يبدأ فيه العقل بالتصادم مع القلب، والواقع مع الحلم، والخوف مع الشغف.


المحتوى – الجزء الثالث — أول خيط من الحقيقة

1. قلق لا يعرف النوم

لم يستطع نور النوم في تلك الليلة.
ظلّ مستلقيًا على السرير، يحدق في سقف غرفته، وكلمات الهاتف تتردد في رأسه:
"اقترب."

كان يشعر بأن قلبه يتحرك بلا إرادته، وأن قوة مجهولة تسحبه نحو خطوة لا يعرفها.
كل ما يعرفه أن الحلم الذي عاش معه لسنوات… لم يعد حلمًا.
تحول إلى شيء ملموس، يستطيع لمسه، سماعه، وتتبعه.

نهض من سريره في الثالثة فجراً، وبدأ يكتب كل التفاصيل التي مرّت معه منذ طفولته:
الصوت، الجملة، الرسائل، الاتصال.
كان يحاول ترتيب الأحداث وكأنه يبحث عن نمط… أو كود… أو سرّ يمكنه فكّه.

لكن كل ما كتبه كان يزيد حيرته.


2. الطرف الآخر من القصة

وفي بلد آخر، كانت سيلين تجلس على كرسي قرب نافذتها وهي تحتضن كوبًا من الشاي البارد دون أن تنتبه لبرودته.
هي أيضًا لم تستطع النوم.

جملة واحدة كانت تسيطر على تفكيرها:
"اقتربي."

كانت تلك الكلمة أقرب لنداء داخلي… أقرب لشيء يتحرك في روحها وليس في أذنها فقط.
ومنذ أن سمعتها، شعرت بشيء يشبه سريان كهرباء في جسدها، كأن الدم نفسه تغير.

أمسكت دفترها الصغير، وكتبت:
"إن كان هذا الشخص موجودًا فعلًا… فمن يكون؟ ولماذا صوته يشبه الصوت الذي رافقني طفولتي كلها؟"

ثم كتبت تحتها:
"ولماذا الآن؟"

لم تجد إجابة.
لكنها شعرت بيقين غريب أن الأمر ليس خطرًا… بل مصيريًا.


3. المصادفة التي لم تكن مصادفة

في صباح اليوم التالي، خرج نور من المنزل وهو يشعر بأن المدينة نفسها تبدو مختلفة.
الناس يتحركون كأنهم في مشهد بطيء… الأصوات تبدو أبعد… والسماء أقرب من المعتاد.

وفي أثناء سيره، توقف فجأة أمام مقهى صغير كان يمرّ به منذ سنوات دون أن يدخله.
لكن هذه المرة، شعر بشيء يجذبه نحوه.

فتح الباب، ودخل.

كان المكان شبه فارغ، عدا عجوز يجلس في الزاوية يقرأ كتابًا، ونادل يكتب شيئًا في دفتر ملاحظات.

جلس نور قرب النافذة، لكن قبل أن يطلب أي شيء، لاحظ شيئًا غريبًا على الطاولة:

النقطة الزرقاء نفسها.

كانت موجودة كطابع صغير على طرف المناديل الورقية.

شعر بقشعريرة تسري في جسده.

لم يستطع منع نفسه من أن يسأل النادل:
– "هو… الشعار دا مرتبط بإيه؟"

نظر النادل إليه باستغراب خفيف:
– "العلامة دي؟ دي بتاعة سلسلة مقاهي قديمة… ماعدتش موجودة إلا هنا. صاحب المكان القديم كان مهووس باللون الأزرق."

لكن نور لم يقتنع.
شعر أن وجود العلامة هنا ليس صدفة.

وبينما هو ينظر إلى الطاولة…
سمع الهمس من جديد.

"اقترب."

لكن الغريب هذه المرة…
أنه لم يسمع الصوت داخل رأسه.
بل فهِمه.

كأنه سمعه من مسافة، من غرفة أخرى، من مكان غير محدد… لكنه حقيقي.


4. سيلين… وخريطة غير واضحة

في نفس الوقت، كانت سيلين في متجر الورود ترتب مجموعة من الزهور البيضاء، لكنها توقفت فجأة.

لاحظت أن إحدى الزهور لم تكن كالعادة… بل عليها بطاقة صغيرة.
أمسكت البطاقة ووجدت عليها:

نقطة زرقاء.

ثم تحتها:
"اقتربي من حيث يبدأ الضوء."

شعرت بارتباك شديد.
كانت تلك أول مرة تحصل على “رسالة ثانية”.
هذه ليست نفس جملة الحلم.
هذه ليست تكرارًا.
هذه خطوة جديدة.

اتصلت بصديقتها "لارا"، وهي الوحيدة التي كانت تفهم طبيعتها الحساسة.
قالت لها بصوت مرتجف:
– "لارا… في حاجة بتحصل. لأني لقيت رسالة تانية… ومش فاهمة معناها."

ردت لارا:
– "من أين يبدأ الضوء؟ يمكن قصدهم شروق الشمس؟ أو مكان معين؟"

لكن سيلين لم تستطع تفسير الأمر.
كانت تشعر بأن الرسالة ليست لغزًا… بل توجيهًا.


5. المفاجأة… المكان نفسه

بعد ساعة واحدة، اتخذ كل منهما قرارًا مختلفًا… لكنه يقود للمكان نفسه دون أن يعرف أحدهما الآخر.

نور خرج من المقهى وبدأ يتتبع العلامة الزرقاء.
وجدها مطبوعة على واجهة محل قديم مغلق، وعلى لافتة صغيرة على جدار مبنى مهجور، ثم على محطة أتوبيس قديمة لم يعد أحد يستخدمها.

كان الأمر يشبه خيطًا يقتاده خطوة بخطوة.

وفي الجانب الآخر…
قررت سيلين الخروج في موعد غريب: وقت غروب الشمس.
شعرت أن الرسالة لها علاقة بالضوء عند لحظة التحوّل بين النهار والليل.

سارت حتى وصلت لمكان هادئ قرب محطة الترام القديمة، حيث يكون الضوء في أجمل حالاته.

وقفت… تنتظر… لا تعرف ماذا تنتظر.

لكن الغريب…
أن نور كان في اللحظة نفسها يقترب من المحطة نفسها تمامًا، رغم أنه يعيش في بلد آخر.

نفس المكان.
كلٌ في مدينته.

نفس اللحظة.
نفس الغروب.
نفس العلامة.

وعندما سقط أول شعاع على النقطة الزرقاء في المحطتين…
حدث شيء.


6. الرؤية الأولى… دون لقاء

وقف نور في المحطة، وفجأة بدأ يرى ضوءًا خفيفًا يشكل دوائر تتسع أمامه.
تجمّد في مكانه، ثم ظهرت من داخل الضوء صورة غير واضحة لفتاة…
كانت ملامحها باهتة، لكن عينيها كانتا واضحتين بشكل مخيف.

عينان تشبهان الحلم.
تشبهان الصوت.
تشبهان الإحساس.

وفي اللحظة نفسها، رأت سيلين ضوءًا يتجمع أمامها، ثم ظهر منه وجه رجل…
غير مكتمل… لكنه حيّ.

ظنّت أنها تهلوس…
لكنها سمعت الهمس:
"اقتربي… أنتِ أقرب مما تظنين."

تراجعت خطوة، ثم تقدمت خطوة أخرى دون أن تشعر.

كل واحد منهما رأى الآخر…
ولم يعرف أنه يرى “الآخر نفسه”.

كانت هذه أول رؤية.
أول اقتراب.
أول خيط من الحقيقة.


الخاتمة — الواقع بدأ يتشكل

الجزء الثالث يكشف أول اتصال بصري بين نور وسيلين، اتصال لا يزال غير كامل… لكنه حقيقي.
لم يلتقيا وجهًا لوجه بعد، ولم يعرف أحدهما اسم الآخر…
لكن الضوء كشف لهما أن الرابط لم يعد مجرد حلم أو صوت.

في الجزء الرابع…
سيبدأ البحث الحقيقي.
وسيخطو كل منهما خطوة جريئة لأول مرة، خطوة قد تغير مصيرهما بالكامل.

يتبع في الجزء الرابع … 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Aya Abdalkarim Pro تقييم 4.97 من 5.
المقالات

156

متابعهم

109

متابعهم

365

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.