✴️ الجزء الرابع من رواية “أنفاس لا تُرى” —  بداية البحث الحقيقي

✴️ الجزء الرابع من رواية “أنفاس لا تُرى” — بداية البحث الحقيقي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

✴️ الجزء الرابع من رواية “أنفاس لا تُرى” —  بداية البحث الحقيقي

image about ✴️ الجزء الرابع من رواية “أنفاس لا تُرى” —  بداية البحث الحقيقي

 

 

المقدمة

بعد اللحظة التي رأى فيها كلٌّ من نور وسيلين ملامح الآخر عبر الضوء، لم يعد أي منهما قادرًا على العودة لطبيعته السابقة.
الصورة، الهمس، العلامة الزرقاء… كلها بدأت تتحول من إشارات غامضة إلى طريق حقيقي يجب السير فيه.
في هذا الجزء، يبدأ كلاهما البحث عن الإجابة التي هربا منها لسنوات.
لكن الحقيقة، كما سيكتشفان، ليست قريبة كما تبدو… ولا بعيدة بالشكل الذي يخيفهما.


المحتوى – الجزء الرابع — بداية البحث الحقيقي

1. صباح مرتبِك… أسئلة بلا إجابات

استيقظ نور في صباح اليوم التالي وهو يشعر أن جسده كله ثقيل، لكنه في نفس الوقت… مستيقظ من الداخل.
لم تكن رؤية الفتاة في الضوء مجرد صورة عابرة، بل لحظة هزّت كل شيء داخله.

كان يجلس أمام المرآة يحدق في وجهه وكأنه يرى شخصًا لا يعرفه.
تمتم بصوت خافت:
"إنتي مين؟ وليه ظهرتي دلوقتي؟"

لم يجد إجابة.
لكنه شعر أن عليه التحرك.
ليس نحو حلم… بل نحو حقيقة.

أمسك ورقة صغيرة وكتب عليها:
"النقطة الزرقاء — المحطة القديمة — الضوء."

ثم كتب تحتها:
"الاقتراب… ليس له طريق واحد."

لم يفهم ما الذي دفعه لهذه الجملة، لكنها بدت منطقية في داخله.


2. سيلين… والانجذاب الذي لا يُفسَّر

على الجانب الآخر، كانت سيلين تجلس في غرفتها تقلب بين صفحات دفترها.
لم تستطع نسيان الرجل الذي رأته داخل الضوء.
لم يكن وجهه واضحًا بما يكفي لتعرفه…
لكن شيئًا فيه كان مألوفًا بشكل يخيف.

وكلما حاولت نسيان تلك اللحظة، كانت الكلمة تعود إليها:
"اقتربي."

وكأن شخصًا لا مرئيًّا يجذبها من قلبها.

قررت أن تخرج في الصباح.
سارت نحو المحطة القديمة مرة أخرى، وهي تدقق في كل شيء حولها بحثًا عن أي إشارة.

لكن المكان كان عاديًا جدًا.
لا ضوء…
لا علامة جديدة…
لا رسالة.

وقفت طويلاً، ثم همست لنفسها:
– "طب أنا مفروض أعمل إيه؟ أدور على إيه؟"

لكن قلبها أجابها قبل عقلها:
"دوّري عليه."


3. أول خطوة حقيقية — البحث عن الرمز

جلس نور في مكتبه في العمل لكنه كان غائبًا تمامًا عن كل شيء.
فتح حاسوبه وبدأ يبحث عن كل شيء يمكن أن يرتبط بالنقطة الزرقاء:

  • رموز قديمة
  • جمعيات
  • علامات على الخرائط
  • إشارات فلكية

وبين الروابط التي قرأها، توقف أمام مقال بعنوان:
"The Blue Marker Phenomenon"
ورابطه:
https://www.atlasobscura.com/blue-marker

كان المقال يتحدث عن أماكن في العالم تحمل علامة زرقاء صغيرة، وتربطها أساطير قديمة عن تواصل بين شخصين “مرتبطين روحيًا”.

كلمة "مرتبطين" جعلت قلبه ينبض بقوة.

قرأ الجملة:
"كان يُعتقد أن الأشخاص الذين يرون العلامة في أحلامهم وفي الواقع، ليسوا غرباء… بل متصلين بطريقة لا يفهمها العلم."

تراجع في كرسيه.
شعر أن الكلام يُكتب عنه هو وسيلين.
لكن من هما؟
ولماذا هما؟

كتب في دفتره:
“أنا مش لوحدي… وفي حد تاني بيشوف نفس العلامة.”


4. رسالة ثالثة… مختلفة تمامًا

في نفس الوقت تقريبًا، كانت سيلين تعود لمنزلها عندما وجدت والدتها تمسك بظرف أبيض.

قالت الأم باستغراب:
– "أظرف غريبة بتيجي من يومين… اتأخرتي في إيه المرة دي؟"

أمسكت سيلين الظرف بسرعة.
نفس العلامة الزرقاء.
نفس الورق الأبيض.

فتحت الرسالة.
لكن هذه المرة لم تكن مجرد جملة قصيرة…
كانت رسالة أطول:

"اقتربي من الضوء…
لكنكِ لن تجديه وحدكِ.
هو يراكِ… كما ترينه.
وعندما تكتمل العلامتان… ستبدأ الحقيقة في الظهور."

آخر جملة جعلت يدها ترتجف:
"هو يراكِ… كما ترينه."

جلست على السرير تتنفس بصعوبة.
هذه ليست صدفة…
هذه ليست هلوسة…
هناك شخص حقيقي متصل معها بطريقة ما.

بدأت دموعها تنزل دون أن تنتبه.
ليس خوفًا…
بل إحساسًا بأن روحها وجدت أخيرًا شيئًا كانت تبحث عنه دون أن تعرف.


5. طريق واحد… في مكانين مختلفين

في المساء، قرر نور العودة للمحطة القديمة.
وقف في نفس المكان الذي ظهر فيه الضوء أمس، لكنه هذه المرة لم ينتظر الضوء… بل كان يبحث عن “سر المكان”.

لاحظ أن الأرضية بها نقش صغير محفور على الركن، بدا كأنه جزء من تصميم قديم.
انحنى ليلامسه، فوجد أنه يشبه العلامة الزرقاء… لكن منخفضة في الأرض.

وللمرة الأولى شعر بحرارة خفيفة تصدر من النقش.
كأنه ينبض.

وفي نفس اللحظة…
كانت سيلين في محطتها أيضًا.
جلست على مقعد قديم قرب السور، فأحست بشيء تحت يدها.

رفعت يدها لتجد نقشًا صغيرًا…
بنفس الشكل.

وبمجرد أن لمسته… أحست بحرارة خفيفة.

نفس اللحظة.
نفس الإحساس.
مكانان مختلفان.

لكن الرابط… واحد.


6. أول تواصل… دون كلمات

عندما وضع نور يده بالكامل على النقش، شعر بنبض خفيف يسري في كفه، ثم ينتقل إلى ذراعه، ثم يستقر قرب قلبه.

لم يستطع رفع يده.
كأن المكان يطلب منه البقاء.

وفجأة، بدأ يرى خيطًا من الضوء يخرج من النقش ويتجه نحو السماء…
ثم يتحرك في اتجاه غير مفهوم.
كان يشبه خطًا يرسم خريطة في الهواء.

وبينما هو يتابع الضوء…
رأى ظلّ فتاة.
أوضح من المرة السابقة.

وفي الوقت نفسه، كانت سيلين ترى خيط الضوء نفسه.
نفس الظل.
نفس الملامح غير المكتملة.

ثم…
حدث ما لم يتوقعه أي منهما.

سمعا الصوت نفسه في اللحظة ذاتها:

"أنتما أقرب… مما تظنّان."


الخاتمة — الباب الأول ينفتح

في الجزء الرابع، لم يعد الأمر مجرد رؤى أو رسائل.
بدأ الطريق يتوضح:
النقش، الضوء، العلامة، والرؤية المشتركة… كلها تأخذ شكل “دعوة” لشيء أكبر.

نور علم أنه ليس وحده.
سيلين علمت أن هناك من يراها أيضًا.

والاثنان يعلمان الآن…
أن الرحلة بدأت فعلًا.

في الجزء الخامس…
سيبدأ “التتبع الحقيقي”، وسيخطو كل منهما خطوة لأول مرة نحو الآخر — خطوة قد تقرّبهما أكثر… أو تكشف سرًا لم يتوقعاه.

يتبع في الجزء الخامس … 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Aya Abdalkarim Pro تقييم 4.97 من 5.
المقالات

156

متابعهم

109

متابعهم

365

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.