✴️ الجزء الخامس من رواية “أنفاس لا تُرى” —  حين يقترب الظل

✴️ الجزء الخامس من رواية “أنفاس لا تُرى” — حين يقترب الظل

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

✴️ الجزء الخامس من رواية “أنفاس لا تُرى” —  حين يقترب الظل

image about ✴️ الجزء الخامس من رواية “أنفاس لا تُرى” —  حين يقترب الظل

 

 

المقدمة 

كان الليل ثقيلاً بطريقة غير مألوفة.
نوع من السكون الذي لا يسبق الراحة… بل يسبق شيئًا آخر.
شيئًا يتحرك في الفراغ بين نور وسيلين، ويقترب كل يوم أكثر من أي وقت مضى.

بعد اللقاء الصوتي الذي جمعهما في الحلم، استيقظ كل منهما وهو يدرك حقيقة واحدة:

لم يعد هناك مجال للصدفة…
العلامة ليست مجرد ضوء.
إنها مفتاح… ومطاردة في نفس الوقت.


المحتوى – الجزء الخامس — حين يقترب الظل

1 – تزامن غير مطمئن

في ذلك الصباح، جلس نور على مكتبه في عمله، لكنه كان يشعر بأن كل شيء حوله يفقد معناه.
أوراق، مواعيد، بريد إلكتروني…
أشياء كانت جزءًا من حياته اليومية، لكنها اليوم تبدو بعيدة، بلا علاقة.

كان يفرك معصمه بقلق، فالإحساس بالحرارة داخله أصبح أقوى من أي يوم مضى.
بدا له كنبض قلب آخر يعيش تحت جلده.

ضغط نور على العلامة بخفة… وفجأة:

"سيلين؟"

جاء الصوت في عقله بوضوح.

تجمد في مكانه، اتسعت عيناه، وأسقط القلم من يده.

في نفس اللحظة تمامًا، كانت سيلين في غرفتها تقلب صفحات كتاب، لكن أصابعها توقفت بدون إرادة…
عندما سمعت نفس الصوت في عقلها:

"نور؟"

وضعت يدها على رأسها، قلبها يخفق بعنف.

لم يعد الأمر مجرد أحلام…
بل تواصل حي، وكأن جزءًا من روحه يتحرك داخلها.

2 – الظل

في الليلة التالية، جاء الحلم مختلفًا.
لم يكن هناك جسر ولا ضوء…
بل ممر طويل ممتد بلا نهاية، جدرانه يكسوها ضوء أزرق باهت.

نور كان يقف في بدايته، وسيلين في نهايته.

لكن بينهما…
كان هناك ظل.

ليس شخصًا…
بل شكل يتحرك بلا ملامح، بلا وجه، لكنه يترك أثرًا على الأرض كأنه دخان حي.

كان يقترب منها…
ثم منه…
ثم يعود دون أن يلمس أحدًا.

همس الصوت القديم الذي عرفاه:

"هذه ليست علامة… هذا باب."

لم تفهم سيلين ما يقصده الصوت، لكنها رأت الظل يقترب منها بسرعة، كأنه يسحب الأنفاس من الهواء.

صرخت:
“نور!”

في اللحظة نفسها، ركض نور نحوها عبر الممر، لكن كل خطوة كانت تثقل قدميه، وكأن الأرض تحاول منعه.

أصوات ارتطام…
نفس متقطع…
ضوء يشتعل…

ثم استيقظا.

3 – الخطر يبدأ

استيقظ نور وهو يشعر بضيق في صدره، كأنه كان يركض مسافة طويلة.
نظر حوله، والعرق يغطي جبينه.
وعندما رفع معصمه… وجد شيئًا جديدًا:

الخط الذي كان يضيء أصبح منقسمًا لفرعين دقيقين.

أما سيلين، فكانت تجلس على سريرها تبكي بصمت.
لم يكن بكاء خوف…
بل شعور غريب بأنها فقدت شيئًا لم تملكه بعد.

انتبهت لعلامتها…
ووجدت أنها بدأت تتحرك ببطء، كأنها ترسم مسارًا على جلدها.

فتحت هاتفها بسرعة وكتبت رسالة لنور دون تفكير:

– لازم نتقابل. الموضوع بقى خطر.

ثم حذفت الرسالة قبل إرسالها.
خافت…
خافت من أنها قد تجلب له الخطر معها.

4 – اللقاء الأول… دون أن يلتقيا

في مساء اليوم نفسه، جلس نور على الكورنيش، المكان الذي بدأ عنده كل شيء.
كان يشعر أن الهواء يحمل شيئًا ثقيلًا، وكأن الظل من الحلم تبعه إلى الواقع.

وفجأة…
دق قلبه بقوة.

لم يكن هذا مجرد شعور.
كانت العلامة تضيء… بشدة… بشكل مؤلم.

في نفس الدقيقة بالضبط، كانت سيلين تخرج من باب بيتها، تتنفس بصعوبة، العلامة في يدها تحترق كأنها جمرة.

وكأن قوة خفية تدفعهما…
خطواتهما اتجهت إلى نفس المكان في اللحظة نفسها.
مكان لم يتفقا عليه، ولم يخطر ببال أحدهما.

لكن قبل أن يلتقيا…
حدث شيء غريب.

الظل ظهر.

لم يكن حلمًا هذه المرة.

نور رأى خيالًا عابرًا بين الأشجار، يتحرك بسرعة خاطفة، كأنه يحاول منعه من التقدم.

وسيلين شعرت ببرودة حادة تمر من خلفها كحد السكين، تجبرها على التوقف.

كانت قريبة جدًا…
خطوتين فقط وكانا يلتقيان للمرة الأولى…

لكن الظل وقف بينهما، مانعًا المسار.

5 – اللمسة الأولى

رغم الظلام…
ورغم الظل…
ورغم الخوف…

اقترب نور.
اقتربت سيلين.

ولأول مرة، لمس الضوء الخارج من علامتهما بعضه البعض.

لم يلتقيا كجسدين…
بل كقدرين.

عندما لامس الضوءان، انفجر بينهما شرارة بيضاء قوية، جعلت الظل يتراجع لثوانٍ…
ثم يختفي تمامًا.

فتح نور عينيه ببطء.
كان قلبه يدق بجنون.

سيلين كانت تقف أمامه…
تتنفس بصعوبة…
لكن عينيها تقول كل شيء:

"أنا كنت بدور عليك من غير ما أعرفك."

ابتسم نور لأول مرة بصدق منذ أسابيع:

"وأنا كمان."

لكن خلف هذا اللقاء… كانت الحقيقة الأكبر تكبر:

الظل لم يختفِ…
بل عاد إلى حيث بدأ.
يستعد لخطوته القادمة.

يتبع في الجزء الساس … 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Aya Abdalkarim Pro تقييم 4.97 من 5.
المقالات

156

متابعهم

109

متابعهم

365

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.