وستظل حبيبي الاول و الاخير

وستظل حبيبي الاول و الاخير

0 المراجعات

أول ما دق قلبي كنت ما زلت صغيرة بالعمر، لم أتجاوز بعد الرابعة عشر من عمري، لقد كان منزلنا بجوار الجامعة التي كنت يوميا أنتظره أمامها حتى أراه قادما من بعيد فأمتع نظري برؤيته، كنت أشعر حينها برضا كامل بمجرد النظر إليه ولو من بعيد، لم أتجرأ يوما واحدا على التحدث معه ولو على سبيل الصدفة، كنت أتعمد النزول باكرا للذهاب إلى المدرسة، وأول ما يعلن عن رحيلنا عنها أعود جري ولا أتنفس إلا أمامها حتى أتمكن من رؤيته قبل رحيله.

كبرنا ومرت الأيام بنا، تخرج من أحبه وشرع مبكرا في طريق نجاحه الذي رسمه بنفسه لنفسه، نعم أنا أتابع أخباره وبتفاصيلها والدقيقة منها أيضا، لقد حقق نجاحا باهرا في مجاله المعماري، وبنى صرحا عظيما من مؤسسات البناء؛ وبيوم من الأيام قرأت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أنه تمت خطبته في حفل ضخم بأحد الفنادق الشهيرة بمملكتنا، أول لحظة شعرت فيها بطعنة في قلبي، دائما ما كنت أشعر بالألم ولكني لا أتمكن من تحديد مكانه ولم أتمكن يوما من مداواته.

كان هو حلم عمري، التحقت بنفس الجامعة التي كان يرتادها لأحقق لنفسي الفرصة التي يتمناها قلبي، فرصة أتمكن بها من الاقتراب منه مجرد اقتراب ولا أبتغي أكثر منه؛ وبالفعل مازال حلمي يحرك كل وجداني حققت أعلى العلامات وأرفع الدرجات، وباليوم الذي تخرجت فيه من الجامعة قدمت على طلب وظيفة بشركاته وقبلت، عملت بكل جهدي وما زلت أرتقي وأحسن دائما من مستواي بالعمل حتى أهيأ لنفسي العمل بطاقم المستشارين القريبين منه، وأخيرا فعلتها وكنت أصغر مستشارة عرفها تاريخ الشركة وربما تاريخ شركات المعمار بأكملها.

حقيقة هو من صنع نجاحه بنفسه ولم يساعده أحد ولو حتى بكلمة واحدة، أما عني فقد كان ملهمي، فقد وصلت إلى كل ما وصلت إليه رغبة في البقاء بجانبه؛ كنت أتتبع أخباره في قديم الزمان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وما تنشره من أخبار عن مشاهير المجتمع، وقد كان أشهر من نار على علم في مجاله.

كان شديد الانبهار بعملي وبكل ما أقدمه، متوقعا لي مستقبلا باهرا، لقد كان حاد الذكاء فطن لأبعد الحدود، كنت أدرك كل تفاصيل شخصيته ولم أعاتب عليه إلا في شيء واحد، لقد كان عتابا له بيني وبين نفسي بكل تأكيد، زوجته المستقبلية فعلى الرغم من كل ما يعانيه بسببها وبسبب محبته لها، لقد كانت صعبة المراس كليا أنانية بعض الشيء، لا يهمها سوى سعادتها وشكلها الاجتماعي، وأهم شيء بالنسبة لها كيف بكل لحظة تعجز صديقاتها وتشعرهن جميعا بالفارق الحقيقي بينها وبينهن، كانت حقا غريبة، أذكر ذات مرة كان لدينا اجتماع طارئ لأهم الصفقات التي عقدت في تاريخ مجموعتنا، وفجأة دق هاتفه لتعلن عن وصولها، وعندما استسمحها ألا تأتي في مثل ذلك وقت، وإن كان أمرا ضروريا عليها الانتظار خارجا لبعض الوقت، أتذكر جيدا ملامح الحزن والضيق التي ظهرت عليه بسبب انفعالها، عندما انتهى الاجتماع لم يؤخر ثانية إلا وذهب ورائها على الفور حتى يرضيها.

لم تقبله ولم تخرج لتقابله أيضا بالرغم من كل محاولات والدتها ووالدها، لقد سمعته وكلي آذان صاغية، عندما شعر بالحزن الفائض من قلبه عاد إلى المجموعة لكي يكمل عمله، كنت حين عودته أقدم بعض التقارير الهامة والتي تحتاج لنقاش، وجدته حينها في حالة يرثى لها، طلبت منه أن يحدثني بما في قلبه أملا في التخفيف عنه من شدة ضيقه، يا ليتني وقتها كانت لدي القدرة في حمل كل عبء عنه حتى يستريح

بدأ كلامه: “لقد أحببتها منذ أن كنا أطفالا صغارا، فوالدها صديق والدي، ومنذ وفاة والدي لم يتبق لي بالحياة إلا ذكراهما مع والدها وعائلتها، وذكريات طفولتي معها، خطبتها ولطالما أردت الزواج منها في أقل وقت ممكن ولكنها دوما تؤجل وتؤجل، حقا لقد تعبت من كل حياتي فأنا دائما ما أعمل ولا أكف عن العمل، يخيل لي أحيانا أنني نسيت طعم الراحة من كثرة العمل الواقع على عاتقي، لا أعلم حقيقة ما الذي أنا بفاعله حتى أشعر ببعض من السعادة؟!”

أحقا لا يشعر بالسعادة؟!

ابتسامته هذه التي يؤثرها طوال الوقت ليست خارجة من قلبه كما كنت أعتقد دائما؟!

قلبه مليء بالأحزان والأوجاع؟!

كيف لم أتمكن من تخمين كل هذه الأمور؟!

حاولت جاهدة في التخفيف من حزنه الدفين، حينها لم أمتلك من أمري شيء إلا دموع متناثرة من عيني لدرجة أنه تعجب من أمري، استأذنته بالرحيل لعمل شيء ما والعودة إليه مجددا على الفور، أصريت عليه بانتظاري لحين عودتي.

ذهبت على الفور وقمت بحجز طاولة خاصة بأشهر مطاعم المملكة، دعوته إلى الموعد على أنه موعد عمل وفي غاية الأهمية…

قبل قدومهما!، نعم لقد دعوتها هي أيضا حبيبة قلبه، لا تتعجبون كثيرا فمن يحب لا يسعى لسعادته بل يسعى دائما لسعادة قلب من يحب، ذلك هو الحب الحقيقي فالحب عطاء دون انتظار للمقابل، يكفيك ابتسامة ترسم على شفاه من أحببت حقا، لا أستطيع أن أرواغ وأقول أنني تقبلت الأمر أمام عيني طبيعيا ولكن قليب كان يعتصر عصرا، ولكن ليس لي من أمري شيء؛ ذهبت قبلهما وأشرفت على تحضير كل شيء بنفسي وبعدها تمنيت لهما سهرة سعيدة مليئة بالحب والسعادة والهناء.

في تلك الليلة لم أتمكن من النوم مطلقا، وكعادتي في تلك اللحظات لا ألجأ إلا إلى خالقي والقرب منه، أشكو إليه مما ألم بقلبي وأوجعه، صراحة دائما ما شعرت براحة وطمأنينة عظيمة؛ عدت في اليوم التالي للعمل الذي دائما ما وجدت فيه عزائي وخلاصي من كل تفكير به (من أحببت بكل صدق)، كنت دائمة الحرص على الفوز بأفضل العروض المقدمة لمجموعتنا، دائمة البحث عن أدق وأشمل التفاصيل، كنت أشعر بأنها مصلحتي الشخصية بل أكثر من ذلك، إنها مصلحة من يتحكم بي قلبه لأجله ولصالحه، حقيقة لا أشعر بأن قلبي يقف بجانبي بل بجانبه، أصدقت حينما قلت أنه ملك علي قلبي وأسره في عشقه أسرا؟!

وبيوم من الأيام قدمت الفتاة إلى المجموعة، جلسا سويا وبعدها بلحظات خرجا ليعلنا عن موعد زفافهما، لقد كنت أنا السبب في ذلك؟!، نعم فأنا من أصلح بينهما، لماذا يا قلبي تشعر الآن بالشقاء؟!

صراحة لم أتمكن من العمل ولا لحظة واحدة، هممت بالرحيل ولكنه استوقفني ليسألني عما حل بي، أتذكر حينها جيدا أن عيناي كانتا تفيضان بالدموع وقد احمرتا، نظر إلي بتمعن وسألني عن حالي، لم أجد إجابة أنسب من كوني متعبة للغاية وأحتاج للراحة.

وكالعادة أول ما عدت للمنزل أسرعت لمؤنسي ومخلصي من كل ضيق، توضأت وهممت إلى صلاتي ودعائي وشكواي، دائما ما كنت أستمد من خالقي القوة لأستمر بالحياة.

لم أحتمل البقاء بجانبه أكثر من ذلك، لقد كان قلبي يتحايل علي برغبته في مجرد البقاء بجانبه لا أكثر من ذلك ولا أقل، قدمت طلبا بنقلي إلى فرع آخر، لم أرد أن أحمل أي غل أو بغضاء تجاهها لمجرد أنني أحب من يحبها وبشدة؛ قررت الرحيل عن عالمهما ولكني كل حسرة في أنني لن أراه إلا كل وقت بعيد.

أنهكت نفسي بالعمل والمداومة عليه حتى لا تجد نفسي وقتا للحزن ولا يجد قلبي وقتا للشقاء، لم أكن أشعر بالراحة إلا وأنا في معية الله، أشكو إليه فتنجلي كل الأوجاع التي لحقت بقلبي الكسير، لم ألوم نفسي ولو لمرة واحدة، فحبه قد قذفه خالقي بقلبي، ولم أغضب الله ولو للحظة واحدة، نعم أعترف بأنني أحببته وبكل ما عرفته من معانٍ للمحبة والحب والعشق والهوى، ولكنني دائما ما أخاف الله في كل الأوقات.

أخذت عهدا بيني وبين نفسي أنني سأكتفي به كأجمل حلم بحياتي (حلم عمري)، ولكنني لن أجعله أكثر من ذلك فواقعه ليس لي بل لفتاة قلبه.

ما أصعب من لحظة تودع فيها حبيبك بابتسامة ترسم على شفاهك عنوة، ولكن من داخلك يعتصر كل جزء فيك بجسدك المتآكل يوما بعد آخر، والأصعب من ذلك أن قلبك يصرخ عليه ويناديه قائلا: “لا تذهب بعيدا عني”.

أيقنت أن بداخلي أسمى حب بالوجود، حب لشخص لن أجد مثله أبدا ولن يتكرر مرة أخرى بكل حياتي، ولن يعوضني شخصا عن محله بقلبي، لذلك اكتفيت بمحبته الساكنة والموجعة لقلبي، ولم أرد خوض أي تجربة مما مر علي بطريقي، لقد تقدم لخطبتي الكثيرون ولكنني دائما ما سددت الطريق على نفسي وعلى أهلي، فمن الصعب على أي فتاة بل من المستحيل أن ترى رجلا غير الذي وقع في غرامه قلبها.

وبيوم من الأيام جاءني اتصالا هاتفيا منه بإلزامية حضوري لمقر المجموعة على الفور، سرعت للذهاب وقلبي يكاد يقتلني من شدة القلق عليه فصوته ينم على مصيبة وقع بها؛ كنت أشعر حينها في هذه اللحظات أنني أتقاتل مع عقرب الساعات وأصارع الطريق حتى أصل في لا وقت حتى يطمئن قلبي عليه، وأخيرا وصلت إليه…

من أحب: “لا أحتمل الاستمرار معها أكثر من ذلك، لا أطيق صبرا، إنها ليست نفس الفتاة التي أحبها قلبي، لا أرغب في إكمال حياتي معها”.

يا لفرحة قلبي في هذه اللحظة، و يا لشقاء ضميري شعرت بالذنب تجاهها ولا أدري ما السبب، شعور انتابني للحظات طويلة، هل أنا السبب في تغيره تجاهها؟!

ولم احتاجني عندما أراد أن يبوح عن سر أحزانه وأوجاعه؟!

صراحة حجمت صوت ضميري بداخلي ولم أكترث إلا لأمره وسألته: “هل أنت تشعر بالراحة الداخلية بقرار رحيلك عنها؟”

أجابني: “أشعر بسعادة وراحة لم أشعر بها منذ زمن بعيد”.

سألته: “هل تكترث لأمر زواجكما الذي لم يتبقى عليه سوى أيام؟”

أجابني: “أكترث لمستقبل كلينا، فلا أحد منا أحب الآخر، كل منا بحث عن الشيء الذي ينقصه ، هي أرادت مكانتي الاجتماعية، ولم تعتبرني أكثر من مكمل لمظهرها أمام المجتمع وأمام صديقاتها، أما عني فقد بحثت فيها عن ذكرى والدي، عقدة النقص التي لطالما أرقت علي صفو حياتي”.

سألته: “وماذا عن عرف المجتمع وتقاليدنا؟!”

أجابني: “لا أبالي بأي شيء، لقد فعلت ما أملاه علي قلبي”.

لقد كاد قلبي يقفز فرحا من داخلي، ولأول مرة أشعر فيها بأنني أرغب في الارتماء بين أحضانه، وأخيرا ستبتسم الحياة لي!

سألني: “لا أريدكِ أن تذهبي للفرع الآخر، أريدكِ هنا بجواري”.

سألته: “ولمَ؟!”

أجابني: “صراحة أطمئن بوجودكِ بجانبي”.

اتسعت بؤرة عيني من كثرة الدهشة التي ألمت بي، ألا تدرون لماذا؟!، أول لحظات الحب تبدأ بالشعور بالاطمئنان بجوار من يميل إليه قلبك.

تفانينا كثيرا في عملنا، كنت أجد أجمل لحظات عمري المليئة بالسعادة والفرحة وأنا بين الأوراق ومواقع الإنشاء وهو بجانبي، وكأنه يجد أي حجة للعمل برفقتي مع العلم أنه هو مديري وأنا مجرد موظفة عنده، ولكننا حققنا المزيد من النجاح والتفوق في مجالنا، ومتابعة العمل أمام عينيك خطوة بخطوة بالتأكيد يحث فارقا كبيرا وخاصة لو كان مع نت تحب وتهوى.

بيوم من الأيام كنا بمقر لمجموعة في اجتماع هام، وبعد انتهاء الاجتماع طلب مني ألا أغادر لأنه يحتاج أن يأخذ رأيي في موضوع؛ وما إن بدأنا حديثنا حتى قاطعتنا فتاته، وبدأت في قول كلام لا يحمل في كل معانيه إلا الإشارة بأصابع الاتهام في وجهي، وأنني كنت السبب الرئيسي في تحطيم حلم عمرها وسلب حياتها منها، تسمرت قدماي بالأرض وحجبت عن عقلي كل مداراك الحس ولم يستطع لساني الدفاع عني، لم تتكاتف معي إلا عيناي التي اغرورقت بالدموع الكثيفة…

تجرأت ورفعت يدها علي، أعذرها لأنني لو كنت مكانها لما فرطت في شخصية مثله، لقد تركها ولم يتبق على زفافهما إلا أيام معدودات، لم تتصوروا ما حدث معي حينها، حينما رفعت يدها لطمتني على وجهي بكف سقطت إثره فارتطمت رأسي بحافة المكتب المدببة، لم أتذكر بعدها شيئا إلا وعيناي تدوران في كل اتجاه وهو ممسك بيدي…

فتحت عيني فوجدت نفسي بغرفة بمستشفى وهو جالس بجانبي على كرسي، لقد كان كالطفل الصغير الغارق في نوم عميق، فعلا لقد كان شبيها بالملائكة، دخلت الممرضة لتتفقد حالتي وحينها همست لي في أذني وكأنها تخشى أن توقظه: “فعلا أحسدكِ على زوج مثله، لقد قضى الليل بأكمله لم تطرف له عين وهو خائف عليكِ من نسمة الهواء الطائرة”.

عجبا لأمري إنه ليس بزوجي، حقيقة لم أحب أن أخبرها بأنه مجرد مديري بالعمل، أردت أن أشعر ولو للحظات بسيطة أنني وأخيرا زوجة له، انتظرت طويلا وأنا أتطلع عليه في شغف، دعوت الله وقد كانت هذه المرة الأولى التي أدعو فيها بأن يرزقني به زوجا لي، كان ضميري دائما ما يؤلمني خوفا من ذنبه وذنب فتاته، فلطالما ما اعتقدت أنها حبيبة قلبه، ولكن من اللحظة التي فتح فيها قلبه وبدأ يحكي لي عن تفاصيل تحدث بينهما أيقنت أنها غير لائقة له، وأنه يستحق خيرا منها، أعلم جيدا من المحتمل ألا أكون خيرا منها بل ومن المؤكد أنني لست كذلك، ولكن يعلم الله أنني لطالما أحببته وبصدق، أحببته حتى أكثر من نفسي.

لطالما كنت أقضي أوقاتا طويلة وأنا أدعو الله ألا يكرمني بزوج على الإطلاق خشية أن أظلمه معي وأظلم نفسي التي لم ترغب إلا في شخص واحد بعينه، نهضت من السرير ولم أوقظه أيضا مخافة ألا ينام مجددا، توضأت وصليت وفجأة ودون عمد مني انهمرت الدموع من عيني، لقد كان مستيقظا طوال الوقت وسمع مناجاتي مع ربي، لقد طلبت العون منه، أن يعين قلبي الصغير على تحمل كل الصعاب التي وقعت فيها بسببه، بسبب حبه لشخص لا يستحق مني ومنه إلا المحبة، أهنئك قلبي فقد حسن اختيارك وأنا أشهد لك بذلك.

عندما تأخرت عن العودة إلى المنزل قدمت أسرتي إلى المستشفى لتطمئن علي، لم يخرج من الغرفة بل مكث وكأنه يخبرني بأنني أكثر شخص من حقه المكوث معي، وأنه لديه الحق أكثر من والدي ووالدتي، سررت كثيرا بما شعرت به تجاهه في هذه اللحظة، اطمئن علي والدي ولكنه سألني بغضب شديد: “من فعل بكِ هكذا؟!”

تلعثمت في كلامي: “أبي أنا من فعلت كذلك بنفسي، إنني كنت أشعر بوعكة ولكنني لم أبدي لما أشعر به أي اهتمام، وكذلك كانت النتيجة سقطت على الأرض ولولا مديري الله أعلم ما المضاعفات التي لاقيتها بسبب إهمالي”.

والدي ومازال غاضبا: “في هذه المرة يجب أن تسمعي كلامي جيدا وإلا لن أكلمكِ طوال عمري، لا عمل لكِ بعد اليوم”.

لم أدري بنفسي وإلا والدموع تنهمر من عيني، وفقدت الوعي مجددا، وعندما استعدته وجدت والدي يربت عل كتفي ويخبرني: “لكِ يا صغيرتي ما تتمنين، ولن أمنعكِ من أي شيء ترغبين به وخاصة لأنني أثق بابنتي الوحيدة ثقة عمياء”.

ابتسم الشاب: “عمي يسعدني كثيرا أن أطلب يد ابنتك الوحيدة، وحقا إنني سأكون أفضل وأسعد رجل على الإطلاق لو تفضلت علي ومنحتني إياها”.

الوالد: “يا بني إنها أمامك نأخذ برأيها ولها ما تريد”.

نظرا إلي كلاهما في شوق شديد ولهفة لمعرفة قراري، و يا لها من أسعد لحظة عشتها يوما بكل حياتي، رسمت على وجهي ابتسامة فرح ورضا ومن شدة خجلي نظرت إلى الأسفل، لم أكن حينها أعلم كيف أشكر الله سبحانه وتعالى على جميل صنعه معي، ولكن حقا لا يوجد أحد مهما صعب ما به من أمر ويجأ إلى الله ويخذله.

هذه كانت قصتي كاملة، أدعو من الله أن تجد كل فتاة ما تتمناه يوما، وألا يحول شيء بينها وبين من أحبت بصدق وإخلاص، وأهم شيء أن تخاف الله فإن خافته يسر لها المستحيل.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة