•〈 الضَحِيَّةَ 〉• الفصل الأول
الحياة ليست عادلة أبداً تخذلك كثيراً و تُحطم آمال سعيت حتي أنتهت طاقتك في تحقيقها، أري دمار يحدث أمامي و لا أستطيع التدخل الكثير من الدماء
و الكثير من الضحايا و الأبرياء أُرهقت روحي من عالم يسوده البشاعة و الظلم، أغلق آدم دفتره و قام بوضعه في حقيبة أسلحته و خرج من سيارته و هو يري جيش أبيه يُحيطه من جميع الأنحاء
قال كبيرهم - والدك يريدك و ما علينا إلا التنفيذ هل ستأتي دون عنف أم سنضطر إلي طرق لا تعجبك. فرد عليه بثبات - سأعلمكم جميعاً أحترامي، أقسم لن يكون أسمي آدم إلا عندما أزيلكم من علي وجه البشرية.
ذهب إليهم و هو يركب أحد السيارات، لم يأخذ الطريق إلا نصف ساعة و وصل إلي مكان غريب لم يذهب إليه من قبل ترجل من السيارة و خلفه الكثير من الرجال و أخذوه إلي الداخل ثم وجد نفسه في غرفة ينيرها ضوء خافت و أبيه جالس علي الكرسي أمامه
فقال والده بغلظة صوته المعتادة - أين كنت ؟ فنظر في عينيه و قال - ألم تجد وسيلة آخري لهذا الأمر.
فأجاب والده - ما الذي تعنيه ؟ فقال - أنظر يا أبي أنا لن أتدخل في أعمالكم المجردة من الأنسانية، إن كنت تريد أن تنتقم فلتنتقم بنفسك.
فضرب الطاولة بيده و قال بغضب - أنا هنا من أُملي الأوامر و أنتَ لن تأتي لتقرر بل ستنفذ. فهز رأسه بقوة و قال - لن أقتل أحد من عائلة فريدة و أنتَ لن تناقشني في هذا الشىء مرة آخري !
فوقف و ظهر طوله الفارع و ملامحه برزت من غضبه فقال بهدوء يُقال عنه هدوء ما قبل العاصفة - أنتَ من جنيت علي نفسك يا آدم. فأجابه بنبرة واثقة - لن تلوثني بقذارتك يا ليث، و إن كان هذا علي حساب قتلي.
نادي رجاله و صرخ بهم - قيدوه ! و بالفعل تم تقيده و هو شارد ينظر أمامه ببرود لم يعد يهتم بشىء لقد خسر كل شىء بلا أستثناء و هو يتمني أن يعنفه هذة المرة بقوة أكبر فليظهر الوحش الذي بداخله لم يعد يريد هذة الحياة من الأساس، لقد نشأ مع أب لا يعرف الرحمة قتل والدته دون أن يرف له جفن فأغلق عينيه بهدوء مستقبلاً ألم أعتاد جسده عليه
الكثير من ضربات السوط نزلت علي ظهره و هو لم يفتح فمه حتي ليعبر عن ألمه و هذا ما أستفز مشاعر والده ليث فقال ببرود - أخبرتك أن لا يوجد مكان للرحمة في عالمنا، إن تعاطفت مع البشر سيهلكوك سيقتلوك يا آدم. فقال بنبرة جافة - أنتَ قتلتني في ذلك اليوم، عندما وجدت جثة أمي بين يديك.
أغمض عينيه يسترجع ذكرياته المؤلمة عندما كان طفل لا يعلم مقدار قُبح العالم، كان يلعب في حديقة منزله كأي طفل ليدخل إلي الداخل ليجد روحه بين أيدي أبيه توفت والدته علي يد والده فبأي عذاب مر هو، رأي دمائها في كل مكان و لكنه لم يغفل علي سلاح والده الملطخ بدمائها يتذكر شعوره في ذلك اليوم لقد أقتلعوا طفولته، أخذوا منه والدته فكيف سيسامح بحق السماء
عاد إلي واقعه بضربة آخري لم تؤلمه بقدر أشتعال داخله ذلك الشعور الذي يخنقه صعب التحمل تملكه الكره أكثر و تحجر شىء بداخله، لم يعد يحمل ذرة حب لأي شىء لم يعد هناك شىء سوي الكراهية فنظر بتشوش و هو يشعر بالأعياء الشديد من فرط الألم فأغلق عينيه و هو يشعر بالظلام يحيطه و هذا أكثر ما يشعره بأنه بخير
وجد والدته أمامه تنظر له بعينيها الزرقتان الجميلة كم أشتاق لملامحها، شعر بدموعه تأخذ مجراها دون توقف بكي كثيراً علي قسوة قدره فوجدها تقترب منه و يخرج من جسدها الكثير من الضوء كأنها ملاك فقالت بأبتسامة - لا تيأس يا صغيري، لا تستسلم سيغدو كل شيء بخير حافظ علي نقائك و إن تعذبت لا تطيعه، حافظ علي روحك الجميلة يا آدم.
ثم أختفت و لم يجد لها آثر فقال بتلعثم - أمي لا تذهبي، أرجوكِ. ثم وجد نفسه في غرفة بيضاء و تحيط به الكثير من الأجهزة فسمع صوت أستطاع تميزهُ - بماذا تشعر ؟
جسده كان به ألم لا يستطيع وصفه و خاصة ظهره و هنا أسترجعت ذاكرته الخائنة جميع ما حدث فقال - لا أحتاج أن أسأل لماذا أنا هنا، فعندما ينتهي مني يضعني في المشفي و يذهب و كأن شىء لم يكن. فأجابه زين صديقه - أريد قتله حقاً، لماذا تصبر عليه يا آدم.
- لأنني إن قتلته سأتحول إلي وحش لن يستطيع أحد صده، لكنني لن أذهب في طريقه سأخالفه في كل مرة و أجعله يصل إلي أقصي مراحل جنونه بسببي و سأكون حينها أكثر من سعيد. فنظر له زين و قال بقلق - أخاف أن يؤذيك يا أخي، سيحدث لي شىء إن أصابك مكروه.
- لن يقتلني هل تعلم لماذا؛ لأنه يري أمي بي كلما نظر لي يراها، هو كان يعشقها و لذلك قتلها لشكه الدائم بالأخرين لقد ظنها سارقة و هي كانت كالملاك رغم عشقه لها لم يحفظها يا زين و أنا لم أعش معها بقدره و حفظت تفاصيلها. فرد عليه صديقه و هو يشعر بحزنه العميق - ستغدو الأمور بخير.
فنظر له بدهشة و قد تذكر أنه رأي والدته أثناء نومه فقال بهمس و هو يتذكر كلامها - سيغدو كل شىء بخير.