•〈 الضَحِيَّةَ 〉• الفصل الثاني

•〈 الضَحِيَّةَ 〉• الفصل الثاني

0 المراجعات

جلست فريدة بشعرها البني المُتطاير مع الرياح تقرأ كتابها و تحتسي قهوتها فوجدت هاتفها يرن فأجابت - مرحباً أمي. فقالت بنبرة غريبة - أين أنتِ يا فريدة.

- أسفة لقد تأخر الوقت و لم أنتبه سأتي حالاً. ثم أغلقت هاتفها و لملمت أشيائها المبعثرة و هي تشعر ببرودة الجو و أنه قريباً سيهطل المطر فأنهم علي وشك دخول الشتاء و لياليه القاسية

عادت إلي منزلها و دخلت إلي الداخل و هي تشعر بهدوء غريب فأخذت خطواتها ببطئ ناحية غرفة المعيشة حتي وجدت رجلان يمسكون والدتها بقوة و يضع أحدهم يده علي فمها مانعاً أياها من الصراخ

فكانت علي وشك إصدار رد فعل إلا أنها شعرت بشىء يصدم رأسها بقوة جاعلاً أيها تفقد وعيها ببطئ و قبل أن تغلق عينيها سمعت نبرة يجتمع قسوة العالم بها - مرحباً يا فريدة، كم سيكون اللعب معك ممتعاً.

•••

دخل آدم و هو يشعر بغضب عارم فوجد والده يجلس بكل أريحية يعمل فصرخ به بغضب - ما الذي فعلته بعائلة فريدة. فأجابه بنبرة ساخرة - ربما أردتك أنتَ من يأخذ أنتقامنا منهم، و لكن أنا لن أجلس مكتف اليد.

فقال - من الذي أحتبسته ؟ فأجابه - لم أحضر والدتها لأنني رحيم فقط فريدة و ستظل هنا حتي يظهر والدها.

فرد بغضب - أين هي. فنظر له بسخرية و أردف - لماذا جن جنونك هكذا، لا تجعلني أشك أنك واقع في غرامها يا رجل.

فقال - أنها ما زالت صغيرة علي أن تعيش قسوتك هذة ثم من الأساس ليس من حقك فعل هذا بها، هي ليست المذنبة. فلم يجيبه فقال آدم - أين هي.

فأجابه بجدية - أقسم لك يا آدم لو فقط فكرت أن تهربها ستكون نهايتك علي يدي. فقال بهدوء - لو أردت فعل هذا لفعلت منذ زمن يا ليث، سأتفقد حالها فقط.

سأل الخدم عليها حتي دلوه علي مكانها فالحقير لم يضعها في غرفة من غرفه التي لا تُعد بل وضعها في زنزانة قديمة فقام بوضع المفتاح و دخل إلي الداخل
فوجدها تَلف يدها حول نفسها و تمررها ببطئ لم يحتاج الكثير من الوقت حتي علم لماذا تفعل هذا فبرودة الجو طغت علي المكان بأكمله

نظر إلي عينيها الذابلتين من البكاء و وجهها كان شاحب جداً يبدو أنه لم يُطعمها أي شىء فتقدم إلي الأمام فوجدها تُلصق نفسها في الحائط و هي تنفي برأسها فهمس لها - لا تخافي، لن أؤذيكِ. تقرب خطوة منها و هو يحاول أن يطمئنها فقال - ألم تأكلي شىء منذ البارحة ؟

نفت برأسها دون أن تتحدث بكلمة فقال - يمكنكِ التحدث معي أنا لن أفعل شىء سوي أنني سأحرص علي عدم أيذاء أبي لكِ. فنظرت له و هي تحاول تصديقه فتجاوزت عدم الثقة بينهم و قالت - أين أمي ؟

شىء بداخله أبتسم عندما تحدثت إليه فقال - أنها في المنزل لم يأخذها أبي و أنتِ سترحلين قريباً لا تقلقي. فدمعت عينيها و هي تقول - ما الذي يريده.

أستشعر بحة صوتها و أشفق علي حالها، كل يوم يزداد كُره لأبيه فأجابها - لن أسمح له بفعل شىء لعائلتك، أعدك. فنفت برأسها و همست - أنه وحش، لا تعطي وعود لن تفي بها أنه لن يتوقف.

لم يعد يعلم ماذا سيخبرها فخرج إلي الخارج و أخبر الخدم بأحضار طعام لها و بعض الملابس الثقيلة و لو كان يستطيع أن يأخذها إلي غرفة أدفئ لفعل و لكنه ليس لديه السلطة لفعل هذا

دخل مرة آخري و وضع لها الطعام و الملابس و قال - أعتذر عن كل أفعاله. فنظرت له بعينيها التي كانت خليط من درجات اللون البني كلون شعرها و قالت 
- الفاسدون يربحون في النهاية، هذة عدالة الدنيا.

- و لنا عدالة الآخرة يا فريدة، و لكن لن أسمح لأبي بفعل هذا. فتناولت طعامها في هدوء فمرت برهة حتي قال - إن أحتجتِ شىء أخبري الخدم أن يخبروني. و خرج دون أن يسمع أجابتها

كانت خائفة و الخوف لا يعبر عن ما تشعر به فهي وقعت في أيدي عدو أبيها الذي أضطرت التنقل من مدينة إلي مدينة آخري حفاظاً علي سلامتها، لم تعرف حتي الآن سبب العداوة بينهم و لكنها تعرف أنه شىء لا يُستهان به و في النهاية كلما تنقلت من مدينة إلي آخري كانت تعلم أنه سيأتي هذا اليوم عاجلاً أم آجلاً و ستنال هي جزاء خطايا أبيها و إن لم تكن هي ستفقد والدتها أو والدها و هذا ما كان يُرعبها أكثر فإن ماتت هي لن يكون بآلم فقدان والديها

خرج آدم و هو يشعر بالغضب يتجمع في جميع خلاياه لماذا يصمت علي أخطاء أبيه فكلما صمت كلما زادت جرائمه البشعة و هو وصل إلي آخر مراحل صبره معه، فيكفي هذا لقد طفح الكيل

لم يختار أن يصارحه بكل هذا فهذة خطوة غبية لأن ما بعدها سيكون أن يأخذه و يعذبه حتي يفقد وعيه ثم يتعافي و هنا سُيعيد الأحداث ثم من الواضح أنه لم يخصص أحد ليهتم بفريدة و ستكون بعد كل هذا العناء ستموت جوعاً فجلس في غرفته و أخذ هاتفه و اتصل علي أحد يمكن أن يوقف جميع هذا الشر و رغم أنه حقاً كعدو له فهو السبب في قتل والدته إلا أن الحلول توقفت عليه

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

3

متابعهم

0

مقالات مشابة