•〈 الضَحِيَّةَ 〉• الفصل الثالث
مر ثلاثة أيام علي حبسها في تلك الزنزانة و كل يوم يطمأن آدم عليها و يتأكد من سلامتها و لكن اليوم تأخر عن الوقت الذي يدخل به إليها فوضعت يديها علي وجهها و هي تشعر برغبة كبيرة في البكاء فأنتفضت علي همسه - هل أنتِ مستيقظة. فنظرت له بدهشة كيف لم تشعر به فقالت - لم ألاحظ وجودك.
فقال - سأجعلكِ تهربين اليوم. فنظرت بعدم فهم و هي تحاول أستيعاب ما قاله فأجابت - ما الذي تعنيه.
- سنخرج من الباب الخلفي للمنزل، لا يوجد حرس فقط ألتزمِ الهدوء سأخذكِ إلي والدك. فتوسعت عينيها بصدمة و قالت بأرتجاف - كيف أبي.
علم من لمعة عينيها أنه مر وقت طويل علي عدم رؤيتها لوالدها فأقترب منها و أخذ بيدها و همس - لا نريد إصدار صوت حسناً. فأومئت له و هي تتشبت بيده، أخذها إلي الخارج و أغلق الزنزانة برفق
سارت معه و هي تحاول عدم إصدار صوت خطواتها فهمست له - ما الذي ف.. فوجدته يضع يده علي فمها و نظر لها ففهمت أنه يوجد أحد في الممر فأراح يده فسمعها تقول - آسفة.
فقال - لا بأس و لكن ألتزمِ الصمت. فأومئت له و بعد مدة قليلة وصلا إلي الباب الخلفي أخيراً، تأكد آدم من عدم وجود أحد و لمح سيارة أبيها فأخذها و جعلها تركب سريعاً فأومئ له والدها فسمع همسها - أشكرك يا آدم، علي كل شىء. فأبتسم لها و رحل
الجزء الأول من خطته قد تم بنجاح و الآن قد حان الجزء الثاني و هو أن يذهب لإحدي منازل والد فريدة التي لا يعلمها أحد سواه، عندما دخل إلي الداخل وجد رجلان فأومئ لهم بالتقدم و تنفيذ ما أُمرم به فوضعوه علي كرسي خشبي و قيدوه جيداً و وضعوا قماشة علي فمه بها بعض الدماء ليكون الأمر حقيقاً ثم أخذوا له بعض الصور و سجلوا له فيديو و هو يحاول أن يتحرر من قيوده و تم تنفيذ الأمر و أرسلوا كل شىء لوالد فريدة و الآن قد أنتهي دور آدم و ما تبقي كان علي حِمل والده و والد فريدة
•••
الآن كان ليث والد آدم أمام سليم والد فريدة فقال سليم - لقد مر وقتٍ طويل. فصاح بغضب - أين آدم.
- آدم في أمان. فصمت قليلاً ثم أكمل - حتي الآن. كان يري نظراته الحاقدة الغاضبة فأبتسم له و هو يلعب علي أوتاره الحساسة - علي رُسلك يا رجل ما بك لقد عذبت آدم علي يدك لمئات المرات، أتخاف عليه الآن ؟
- لا تجعل حديثنا يتخذ منحدراً آخر؛ لأنه حينها لن ينتهي علي خير و ستجد رصاصة في منتصف قلبك. فقال بسخرية - حينها يا ليث لن تجد آدم.
- لن تُدخل آدم في لعبتك القذرة و الآن أخبرني أين هو. فقال - حقاً تخبرني بذلك لقد كنت تريد من آدم أخذ فريدة و لكنه رفض و حاولت كثيراً أن تُدخله في جحيمك البشع و لكنه كان متحفظ بروحه النقية التي تشبه والدت. لم يُكمل حديثه لأنه أمسك ليث سلاحه وأطلق في الحائط
فصرخ - لن يلفظ لسانك أسمها حتي، أنتَ السبب في كل هذا. فأجاب - أنا أحفظك عن ظهر قلب يا ليث و إن كان قلبك يحمل لها مقدارٍ من الحب لن تؤذيها مهما كلفك الأمر و إن أرتكبت أخطاء العالم ستغفر لها، أنه هوسك من أوصلك إلي كل هذا.
فقال بهدوء - لقد حرمتني منها، لأعوام الندم يأكلني بسببك أنتَ أخذت روحٍ مني و أنا سأخذ الكثير من الأرواح أعدك و إن لم تخبرني الآن أين آدم سأقيم حرباً عليك سأدمرك يا سليم أقسم سأخذ منك كل عزيز و غالي. فرد عليه غير مبالياً بتهديده المباشر له - إن أردت آدم، سنتفق حينها إذاً.
- ما الذي تريده ؟ فقال سليم - لن تمس عائلتي بسوء لقد رددت لكَ فعلتك بخطف آدم و لن أجعلك تراه قبل أن تقسم لي أنك ستوقف الحرب، الماضي ذهب فلتنظر إلي مستقبلك مع أبنك فلتعوض له كل ما فعلته.
فقال بغضب - لن تعلمني أيها الوضيع كيف أتعامل مع أبني و أنا لستُ بشخص يقسم علي شىء لن يفعله فلو أنطبقت السماء علي الأرض لن أتنازل و لن أسامحك، هذة الروح كانت غالية وثمنها غالٍ. فقال - الأنتقام أعمي عيناك يا ليث لم تعد تري الحقيقة من العدم أصبحت كالوحش يُدمر كل ما تمسه يده و لكنك ستندم عندما تفقد آدم و لن تجده بجانبك مرة آخري سينعاد الذي فعلته في حياتك كالشريط ستعض علي قلبك ندماً و لن تكفيك أصابعك العشرة.
فأكمل - ستجد آدم في المنزل عندما تعود و لكن فكر في كلامي جيداً و لا تنساه. ثم رحل بينما قرر ليث عدم العودة إلي المنزل اليوم، ذهب إلي أي مكان يجده إن قال أن كلام سليم لم يؤثر به بمقدار ذرة سيكون أكبر كاذب في العالم يعلم أنه يُخطئ و لكنه قد تعلم أن لا رحمة، لا أستسلام إن أردت العيش بين البشر المُتشكلين علي هيئة ذئاب فعليك بأن تصبح الأقوي بينهم
آرائكم ♥️♥️♥️🤗