رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٤

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٤

0 المراجعات

لا أدري حقاً كم مضي من الوقت و لكنني حينما استيقظت وجدتني ملقاة أرضاً و شعرت بتكسير شديد في كل جزء في جسمي، فأستجمعت قوتي و نهضت و تناهي إلي مسامعي صوت أمي تناديني لتناول الفطور قبل الذهاب إلي المدرسة ....
‌       دون أن أطيل عليكم ذهبت إلي المدرسة في ذلك اليوم بعد إنقطاعي عن الدراسة طيلة شهر كامل، و ذهبت معي والدتي لتشرح لإدارة المدرسة الموقف، و صراحةً لم أجد في حياتي مثل ذلك الإحترام و التقدير و تفهم الظروف الذي وجدته من قبل مستر رمزي مدير المدرسة الذي قام بإحتضاني و أخذني بنفسه إلي الفصل و قبل أن نصل إلي الباب استوقفني لحظة قائلاً:
‌مريم .. يوجد مدرس جديد للتربية الدينية بدلاً من مستر سعيد ....
‌إندهشت لدي سماعي لذلك الخبر و لاحظ هو علامات الاستفهام علي وجهي فأستطرد مكملاً حديثه:
‌مستر سعيد تم فصله منذ حوالي شهر .... و .....
‌و لم أكن لأصدق ما سسمعت لولا تذكرت تلك الكلمات التي انحفرت حفراً في عقلي فلم و لن أنسي حرفاً منها:
‌" لا تقلقي يا مريم .. سأكون معك .. لم و لن أتركك .. حتي و إن غادرت الحياة سأظل معك بروحي و سترين ذلك ".
‌مرت الأيام و الشهور و السنين، حوالي ستة أعوام مضت علي تلك الأحداث و كنت قد بلغت من العمر ستة عشر عاماً و صادف أن يوم ميلادي هو نفسه يوم الكريسماس ففي ليلة رأس السنة حلمت حلم غريب جداً، كنت أسير وحدي في الصحراء ففجأة تصبب العرق مني بغزارة و شعرت بالإرهاق و ...... و فجأة رأيت مبني كبير محاط بخضرة و إذا بمرأة  خرجت منه و كانت متشحة السواد فيما عدا شعرها الذي غطته برابطة شعر بيضاء و قد علقت صليباً علي صدرها و قد ميزت أنها راهبة و أن ذلك المبني الذي خرجت منه ما هو إلا دير من تلك المنتشرة  في الصحراء، و ما ان اقتربت مني حتي وجدتني و قد أغمي عليّ .... و استيقظت من نومي و لم أكن قد أستوعبت ما رأيته في نومي، فأسرعت إلي اللاب توب الخاص بي و فتحت شبكة الإنترنت و بحثت عن تفسير لما رأيت و ......
‌و صُعقت ...
‌كانت نتيجة البحث:
‌(إذا حلمت امرأة برؤية راهبة فسوف تترمل في المستقبل أو ستهجر زوجها أو حبيبها).

____________________________________________

تكررت تلك الأحلام التي أراها في منامي، و كنت دائماً ما أرجع سببها لتعدد أصدقائي المسيحيين و كثرة إختلاطنا ببعض، في المدرسة و رحلاتنا و خروجنا سوياً و حضور المناسبات الخاصة بهم حتي وصل الأمر لحضور مؤتمرات خاصة بهم و ذلك من باب الفضول كمؤتمر أبونا مكاري و الذي يحضره بشكل كبير المسلمون و المسيحيون معاً لرؤية معجزاته في الشفاء ....
وجدت أنني تأثرت بشكل كبير بكل تلك الأمور و العادات و التقاليد الخاصة بهم، و كلما زادت تأثراً زدت أيضاً تمسكاً بصلاتي و ديني فدائماً ما أنتهي بتفكيري إلي جملة واحدة قالها أبي رحمه الله:
(لن تضرك لكن تأثرك بها قد يضر) ....

و لكنني كنت سعيدة معهم لا سيما في الرحلات التي كانت تقوم بها المدرسة بصفة مستمرة ففي إحدى الرحلات التي قمنا بها لإحدي الأديرة في منطقة الساحل بالأسكندرية، كنت طوال الطريق أستمع إلي صديقتي چانيت و التي كنت قد ذكرتها من قبل، و هي تحكي لي عن حياة الرهبنة و الراهبات و أنها تميل لأن تدخل تلك الحياة و تعتزل كافة أمور الدنيا، فأخبرتها أنها بذلك ستحكم علي نفسها بالنهاية فعلي حد علمي أنه لا يُسمح لهؤلاء الراهبات المُنعزلات الخروج من الدير إلا في ظروف استثنائية كالعلاج أو إجراء عملية، وإذا خرجت أحداهن لأي سبب ترافقها أخرى لتحتمي بها، و أن حياة الرهبنة صعبة و قاسية للغاية، فهل هي مستعدة لذلك فعلاً ....

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة