رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٩

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٩

0 المراجعات

#رَوَتْهُ_راهِبة

الحلقة العاشرة

و فاجئني أبونا بما لم أكن أتوقعه ....
علي الإطلاق ....
فادي أتي إلي الكنيسة منذ يومان للإعتراف ....
..............................................................................
        أعلم أن بعضكم لا يعلم الكثير عن الإعتراف و لكن ما يجب أن تعلمه هو أن سردك لخطاياك فى جلسة الإعتراف هو أمام الله وليس أمام إنسان لأن الروح القدس يكون حاضر للإستماع والغفران....الإعتراف في المسيحية ليس مجرد سرد خطايا فى عبارات تتلوها على مسمع الأب الكاهن حتى لو كانت هذه العبارات تعر عن الحقيقة وإنما هو فى المقام الأول توبة حقيقية صادقة بمعنى أن النافع لك هو الإحساس العميق بالندم والأسف لما صنعت من خطايا وفى الوقت نفسه رغبة قوية فى الرجوع وعزم بنيه صادقه على تغيير مسيرتك في الحياة.
و عندما تتقدم للإعتراف يجب أن تكون مستعداً لهذا الأمر سواء كان الإستعداد فى ذهنك أم فى ورقة معك فيها ما تريد أن تعترف به و الأسئلة التى تريد أن تقولها لأبيك الكاهن لذلك فإن من الضرورى جداً أن تجلس مع نفسك أولاً وتحاسب نفسك بصدق وصراحة تامة حتى تضع يدك على خطاياك وضعفاتك التى سوف تعترف بها و إقرأ صلاة التوبة وصلاة قبل الإعتراف ....
و حينما تشعر بخطاياك وثقلها عليك وحينما تصغر نفسك فى عينيك إجلس إلى الله و قدم له ندمك وإعترف له بكل ما فعلت تكلم مع الله بالتفصيل وإبتعد عن التكلف وإصطناع الكلام فى حديثك معه بل تكلم معه فى صراحة وبساطة كإبن مع أبيه .
و حينما تجلس أمام الأب الكاهن لا تذكر خطاياك كشخص يقص قصة أو يروى خبر إنما بألم و رعدة و لا تلتمس لنفسك الأعذار و لا تحاول أن تلبس خطيئتك ثوباً آخر بسبب الخجل و صارح أبيك إعترافك بكل ما فى نفسك و إستمع جيداً لنصائح أبيك الروحى وإقبلها وإذا أتعبك شئ منها فصارحه بذلك .
أما بعد إعترافك إركع أمام أبيك فى خضوع وقُل له " حاللنى يا أبى من خطاياى التى إعترفت بها ومن المستترة أيضاً " وحينئذ سيعد الكاهن يده بالصليب ويضعه على رأسك ويُصلى عنك صلاه التحليل .
يحسن أن تنصرف بعد الإعتراف بمفردك تتأمل فى كم صنع الرب بك ورحمك وتستفيد من حالتك الروحية و إقرأ صلاة بعد الإعتراف ....
و ما أخبرني به أبونا حينما سألته عن فادي كان مفاجأة، فقد أخبرني أن فادي أتي إلي الكنيسة منذ يومان للإعتراف ....
و كانت بالفعل صدمة لي، ليس من الإعتراف ذاته فهو أمر واجب علينا حينما نخطئ، و لكن تري ماذا فعل فادي يستلزم إعترافه؟!..، فقد كان فادي حريصاً علي عدم إرتكاب الخطايا صغيرة كانت أو كبيرة، كان متديناً أراه ملاكاً في بعض الأوقات ....
لم أكن أدري ماذا أفعل و من المستحيل أن يفشي أبونا سر فادي لمخلوق طبعاً، فلقد أعلمني فقط حينما علم بأمرنا و أن تغيبه يقلقني عليه و لم أصر حتي في سؤاله عن ذلك و لكنه لم يلبث أن قال:
يمكنني فقط أن أدلك يا ابنتي ....
قالها و التأثر بدأ شديداً عليه مما جعل قلبي يخفق بشدة ....
لأجله ..

______________________________________________

أخبرني أبونا بولس بأن فادي سوف يأتي الليلة إلي الكنيسة، حينها سأتمكن من رؤيته، ومعرفة ما الأمر الذي جعله يتغيب كل تلك الفترة، و لم أكن حزينة بقدر ما كنت أود الإطمئنان عليه و شعوري بالقلق نحوه كان يتملكني بشدة ....
عدت إلي المنزل و وجدت أختي في غرفتها تجلس أمام المرآة تتزين كعروس في ليلة زفافها، فأبتسمت لها إبتسامة واسعة و قلت لها:
طالما تتزينين بهذا الشكل فهذا معناه أنك في قمة سعادتك و أن هناك أمراً ما يسعدك للغاية لتكوني بتلك الفتنة و التألق ..
إستدارت نحوي و بإبتسامة خفيفة قالت:
ليس مكتوباً لنا أنا نحيا طوال العمر تُعساء، فمن حق كل منا أن يخلق لنفسه سعادة علي طريقته الخاصة ....
إبتسمت أكثر و في نفسي كنت سعيدة من أجلها، فهي التي كرست حياتها و حرمت نفسها من كل مُتع الدنيا لأجلي حتي لا تتركني و لأجل ذلك البيت فمن حقها بالفعل علي حد قولها أن تعيش لحظات خاصة علي طريقتها ....

تابعونا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة