إنتبه لا تتنمر

                                                                                                             إنتبه، لا تتنمر 

.لقد اجتذب موضوع الخوارق الكثير من الناس لعدة قرون، وسيظل كذلك دائمًا، بسبب اهتمام الإنسان بالحياة بعد الموت.

يعترف بعض الأشخاص بأنهم كانوا على اتصال بالأرواح ويوضحون أنهم شعروا بالارتعاشات أو سمعوا أصواتًا غريبة.
لكن قصتنا ليس لها أي شيء مشترك مع القصص الأخرى.

قصة ساندرا، امرأة خمسينية مفعمة بالحياة والحماس، ممرضة طوارئ، عاشت حياة عادية، عادية، إلى أن تغير كل شيء في يوم من الأيام.

وقع حادث مميت على مسافة ليست بعيدة عن المستشفى الذي تعمل فيه ساندرا. وكان جميع الطواقم الطبية متواجدة لاستقبال الضحايا. كانت ساندرا تحضر المعدات الطبية عندما سمعت أحداً يناديها. لقد كان صوتًا مكتومًا، حزينًا وخائفًا في نفس الوقت.  

استدارت ساندرا ولم تر أحداً، لكنها شعرت بشخص قريب منها.
أمسك رجل يبلغ من العمر 26 عامًا يدها وبدا مرعوبًا. وهمس لها: «لا تنظري»، «لا تنظري». ولم تفهم ساندرا ما أراد الشاب أن يقول لها.

كانت وتيرة مثيرة للقلق تسيطر على غرفة الطوارئ، رجل في منتصف العمر، لم يكن لديه أي إصابات جسدية أو علامات الانزعاج، وهو الأمر الذي وجدته ساندرا غريبا نظرا للحادث الخطير الذي وقع. جلس الرجل يراقب ما يحدث بنظرة باردة وابتسامة خفيفة.

لفت الرجل انتباه ساندرا وذهبت للتحدث معه. حدث كل شيء بسرعة كبيرة. لسبب غير مفهوم، وجدت ساندرا نفسها عن غير قصد في وقت ما قبل وقوع الحادث، جالسة في سيارة مع ضحايا الحادث.

وكانوا يضحكون ويطلقون النكات عندما قرروا التوقف لاصطحاب أحد الركاب. لقد كان رجلاً يرتدي ملابس غريبة. ركب السيارة ورأسه للأسفل دون أن يقول أي شيء. استأنفوا مزاحهم وبدأوا يضحكون على ملابس الرجل ويقولون إنه يشبه شخصًا يلعب في فيلم رعب.

وفجأة طلب منهم الرجل إيقاف السيارة والنظر إليه. أدار سائق السيارة رأسه لينظر إليه ليعرف ما يريد، ولم يصدق ما رأى. كانت عيناه الحمراء مليئة بالغضب والنار، مما جعله يشعر بالخوف المؤلم.
ولم يفهم الركاب الآخرون في السيارة ما حدث، فقد اختفى الرجل.

أوقف السائق السيارة للحظات وبدأ يضحك بطريقة غريبة وغامضة. ولدهشة الركاب الآخرين، قام بتشغيل السيارة وبدأ بالقيادة بشكل مقلق وسريع، حتى اصطدمت السيارة بشجرة.

ومع تدمير السيارة بالكامل وإصابة الركاب بجروح خطيرة، ظهر المسافر الغامض، وانحنى نحو السائق وقال: "احذر من النظر في عيون الشيطان".

أصيبت ساندرا بالذهول، دون أي تفسير لما رأته، وشعرت بالمرض والدهشة، ولم تعرف ما إذا كانت رؤية لما حدث أم رسالة من عالم آخر.
فاقترب منها الرجل الذي كان لا يزال هناك وقال لها: "تذكري، لا تسخري من أحد أبدًا، وخاصة  بالشيطان".