اسطورة بيت الجبل (قصة حقيقة ) الجزء الثانى
في ظل الظلام الكاسح الذي تغلف الليل، انطلق المهندس إسماعيل بخطوات ثابتة نحو البيت المهجور الذي يطل على هضبة منسية. كانت رياح الخريف تعصف بأغصان الأشجار المتعثرة
وتنادي بأصوات مرعبة تتردد في الهواء البارد. وفي ظل هذا الجو المريب، كان القرار قد اتُخذ بشكل مفاجئ لهدم هذا البيت المسكون الذي يثير الرعب والشائعات بين أهالي القرية.
لم يكن الهدف من هذا العمل سوى تطهير المكان من الشرور المزعومة التي تربت في أرجاء البيت القديم، وكأن الزمن نفسه قد انكشف على وجوههم بأسرار مظلمة. وعلى الرغم من تحذيرات الأهالي وتذكيرهم بالأساطير القديمة التي تحكي عن أرواح شريرة تسكن في تلك الأماكن المهجورة، إلا أن إسماعيل وفريقه من العمال تجاهلوا كل تلك الأساطير واستمروا في مهمتهم.
بدأت المطارق تقرع، والمناجل تطرق، وصدى صوت الهدم يعلو في الهواء المظلم. لكن بينما كانوا يعملون بجهد لتفكيك بقايا البناء، حدثت الكارثة المأساوية. فجأةً ومن دون سابق إنذار، انهارت إحدى الجدران القديمة بصوت عالٍ مدويّ، وسقطت على الأرض بقوة هائلة، محملة بأنقاضها الثقيلة.
عندما توقفت الغبار عن الطيران وانتهى الصدى، كانت المفاجأة صادمة. بين ركام البناء، وجدوا جثتين مدفونتين تحت الأنقاض، شابان شابا في أوج شبابهما، وجهاً لوجه، كما لو كانت الأنقاض تحتفظ بقصة مأساوية من الماضي.
تجاوزت الذعر والرعب وجوه الحاضرين، فقد كانت هذه اللحظة بمثابة صاعقة قوية تصدم الجميع. فمن هم هؤلاء الشبان؟ وكيف جرى دفنهما تحت أنقاض هذا البيت المهجور؟ أسئلة لم تجد إجابة سريعة، بينما انتابت الذعر قلوب الحاضرين.
بدأ العمال في التراجع بخطوات غير ثابتة، وعلى وجوههم ذعر لا يوصف، فقد شعروا بوجود شيء غريب يحوم حولهم، كأن الأشباح التي تحكي عنها الأساطير بدأت تتجسد أمام أعينهم.
وبينما انتهت الليلة بفزع ورعب، بقيت القصة تتردد في أذهان السكان، كذبة تحكيها الشفاه المرعبة، ولكن في النهاية، بقيت الأسئلة معلقة في الهواء، والبيت المهجور مقفل بأسراره المظلمة، في انتظار الشجاع الذي يتجرأ على كشف حقيقتها. وظل هذا المنزل كما هو لم يجرأ أحد على دخوله او او الاقتراب منه
