قصه رعب الخوف
- انـا خايـف،..خـايف ياخدني
بيت جدتي بيت عتيق جـدا, تقريبا عمره اكتر من ٢٠٠ سنة!، وزي اغلب بيـوت قريتنا تم هدم وترميم اجزاء كتير منه بس لسـه محتفظ بشكله الاصلي ، بيـت جدتي في طاقة غريبة ومش مفهومة في قريتنا بنسمي البيـوت ال فيها الطاقة دي انها مسـكونة بـ "" عمار البيـوت "" وفي اعتقادنا كلنـا ان كل مالبيـت بتاعك بقي قريب من ضريح لأولياء الله يبقي لازم تتواجد العمـار ، جدتي كـان ديما تسهر معانا وتحكـلنا حكـايات غريبة عن "" ستنـا الخضرة "" وان دي بتسكن معانا في نفس البيـت هي وعائلتها، وديما بتردد جملة في كل قصة
"" احنـا ناس ، ومعانا ناس ، وتحتنـا ناس ، وفوقنا نـاس “”
جدتي كـانت من مشـاهير القرية بيقولوا عنهـا انها من اصحاب الكرامـات، وديمـا كانت ملاحظة حاجة غريبة على اخـويا الصغير "" يوسف "" هو كـان طفل نشـيط وذكى بس كـان مدلل وانانى ، كـان عنده طبع غريب، لما بيتعصب بيضرب راسه بايده بطريـقة مجنونة متطلعش من طفل صغـير!، كـلنا في اعتقدنا انه ده تصـرف طفولى عشان ياخد ال هو عايزة ، بس قـبل ماجدتي تتوفي جمعتنا وقالت
-- خلي بالكوا من يـوسف!..
من بعد وفاة جدتي كـل حاجة اتبدلت! وكـأن فعلا بركاتها راحت معاها، الحـال اتبدل ومحصول والدي كمـان مبقاش انتاجه زي الاول ، امـا ال انا بكتب عشانه القصة هو حال يـوسف ، بعد وفاة جدتي ب سنة بالظبط ظهـرت عليه حمى شديدة! .. درجة حرارته تقريبا بقيت توصل ل ٤٠ في بعض الاحيـان لفينا على كل الدكاترة والحكمـاء ومكنش في اي مبرر لل سخونية دي! .. الغريب ان السخونية دي بتظهر في يوم واحد بس! يوم الحد ..، كنـا بنسهر طول الايام بس لما بيجي يوم الحد ، كـان بيت جدتي بيتقلب غم ونكد وكـلنا في انتظار حالة يوسف الجديدة ..!
خليني اقولك اني لحظت ان اخويا ديما نظره ثابت علي ركن معين في الحيطة! وديـما يصرخ من الرعب ويقول
- انـا خايـف،..خـايف ياخدني.!
مـاما كانت ديما تتكلم وهي حاطة عليه الكمدات الساقعة وتقوله مش هسيبه ياخدك.. فيصرخ اكتر! ، وكـان في حد بيهدده ب ماما وهو خايف عليها؟..
وفي يـوم من ايام الحد قام من السرير ورسم علي الحيطة، رسمة لرأس بشعة.! رأس كـانت اشبه بالأخطبوط..! كلنـا بنتفرج ومش لاقيين اي تفسيـر، بس من اليـوم ده بالذات عايز اقولك ان بدأت رحلة تانية ..
كـانت رحلة المرواح للمشـايخ! وخليني اقولك الصراحة وبدون كذب همـا مش مشايخ، دول عرافين ومشعوذين ومكنـوش حتي بيستخدموا الرقية الشرعية، وكل مشعوذ من دول كـان بيدي لامي ورقة فيهـا كلام غريب ولازم تنقعها ويوسف يستحمـى بيها! ومرات تانية بيطلبوا منها انها تحرق الورقة بطرق معينة في اركان البيـت، ومع الوقت بيتنا بقي ليه ريحة مميزة زي ريحـة الاضرحة من كتر استخدمنا للبخور بانواعه كلها، بس صدقني كل ده مكنش لي اي فايدة ولا منفعة! بالعكس ده اخويا مبقاش يوم الحد بس بتظهر عليه اعراض لا .. ده كل يوم حالته كانت بتسوء اكتر ، وبقي مع كل اذان كـان بيتحول لانسـان تاني خالص مش طفل عمره ١١ سنة لا لا انسـان ايه ؟ ده بيكون بقوة ٤ رجال تقريبا .. بسبب ال بيحصله ده انا كنت بترعب برغم اني كنت اكبـر منه ب ١٠ سنين لدرجة ان امي بقيت تمنع الاذان والقرأن عشان حالته متسوئش اكتـر، بس مش هقدر انسي الفترة ال مر فيها بحالة هدوء وبقي يتكلم عادي، ساعتها من غبائي طلعت لي الاوضة وقعدت معاه ..
-- عامل ايه النهاردة ياحبيبي
- ازيك ياعمرو انا كويس ..
قعدت جمبه بهدوء وفضلت اقرأ اية الكرسي .. لحظت انه بدأ يبصلي ويبستم ابتسامة هزت قلبي ، كملت قراية بس الغريب انه بدأ يقرا معايا وعند كلمة معينة!! لحظت انه بدأ يقول كلام تاني وهو بيبصلي ، فكنت بكرر الاية! وهو بيكرر كلامه ،لدرجة ان صوته اتبدل! .. مش صوت اجش وغليظ لا! كان صوت رفيع .. رفيع لدرجة خليتني ارتعد وشعر ايدي يبرز!! .. وبعدها لقيته زقني بايده بعدت عنه ب ٤ متر تقريبا ، كان بيبصلي بكره وحقد! حسيت اني هقفد بصري من قوة عينه! ..
بعدها ب ٣ ايام لقيته بيخبط عليا الاوضة.. كان الوقت متاخر!
- مين ؟
- انا يوسف! ..
مكنتش عايز افتح نهائي .. مكنتش حابب اشوفه! فقولت
- عايز ايه.. وصاحي ليه دلوقتي اصلا ؟
- انت خايف مني ؟ هو كلكوا خايفين مني عشان كده قافلين باب الاوضة؟…
مش عارف ليه قلبي ضعف ، حسيت اني اخويا الصغير ملوش اي ذنب في ال بيحصله ده وانها مجرد اوقات بس بتحصله الحالات دي بس هو يبقي طبيعي! .. فعشان كده فتحت الباب، بس اتفاجئت انه معاه ورا ضهره ، وبمجرد مدخل اوضتي عرفت انها سكين! .. صرخت ، صرخت باعلي صوتي
- يوسف هيقتلني!!
، بابا وماما صحيوا وجم بسرعة .. وهنا لقيته اتحول تماما! بقي طفل عادي، حتي السكين مكنش معاه!!.. وفضل يردد لماما
-- اقتل عمرو ؟ اقتل اخويا الكبير ازاي ؟
هنا الكل لامني انا!! وازاي افكر حتي في كده ؟ مش بس كده!! ده خلوني انا ال بقيت اخاف زيادة واتخيل حاجات مش حقيقية!، ومش براعي انه مريض ومحتاج اهتمام .. بس انا كنت فاهم وعارف كويس ان ال جواه مش طايق حد في البيت! بس اشمعني حاول يقتلني انا؟ ليه انا بالتحديد ؟..
في يوم اخدوا ل نفس المشعوذين ، واداهم ورق وقال ان جواها كلام قوي وانها لازم تتحرق بعد صلاة العشاء مع نوع من انواع البخور ويشمه، وفي اليوم ده اخويا اتحول وبقي هايج جدا وقتها ابويا وعمي كانوا بيمسكوا ومش قادرين كانوا بيجبروا انه يشم البخور وهو كـان بيهددهم بصوت غريب، مش هقدر اقول اني حضرت المشهد كله لاني برغم اني كان عندي ٢١ سنة ساعتها الا لني كنت في اوضتي وبترعش .. بس الغريب ان قوته بدات تضعف واتغير حاله من حال لحال اتحول من الوحش الكاسر لانسان ضعيف .. بيستعطفهم بدون اي تهديد انهم يسيبوه ، خرجت في الوقت ده عشان اشوف في ايه .. كان بيبصلي وهو بيقولي
- اخويا .. اخويا قولهم يسيبوني، قولهم ميحرقونيش!! بص .. بص علي ايدي انا جلدي اتحرق!.. النار ماسكه فيا قولهم يسيبوني! بابا يابابا انا النار هتحرقني .. سيبني ارجوك ،
وبعدها ضحك .. ضحكة غريبة وهو بيهز راسه زي المجانين وقال
- سيبني يابابا هنموت سوا انا وهو .. هنمووت سوا!!
والدي كان بيبكي!! .. بس انا كنت مش عايزه يسيبه كنت واثق ان ده شيطان ودي الاعيب !! .. بس والدي سابه! .. وقال لعمي
-- الولد ممكن يموت بجد!!
وفي النهاية سابوا .. وبعدها بكـام يوم لقيناه قعد في اوضة من اوضة بيكتب في كراسة، كان بيكتب باللغة العبرية .. ماما اتصلت بخالي، وقررت ان لازم يوسف يتعالج في القاهرة عند حد من المشايخ! .. سفرت معاهم!.. واول موصلنا كان خالي معاه الشيخ! .. وبمجرد مايوسف شافه كان عايز يهرب ..! بس خالي كان مقفل مل حاجة .. الشيخ فتح المصحف عشان يوسف يتكلم بنفس صوته الرفيع المخيف ويضحك ويقول
- هودا .. هودا بابا!!
انا مكنتش فاهم حاجة ، بس الشيخ قال انه متسيطر عليه من شيطان بيبتع اليهودية ، وانه هيحتاج اكتر من جلسة ، بس عند خالي الوضع اتغير! .. بدأ يكتب في الكراسات باللغة العبرية .. واي حد يدخل عليه وهو مشفوش قبل كده كان بيسردله كل تفاصيل حياته وان هيحصل كذا وكذا !!.. حتي ام مـرات خالى قالها انها مصابة بالكانسر .. وراحت عملت تحاليل!! وفعلا كان كلامه مظبوط ، خالي مستحملش خصوصا بعد ضغط مراته وعشان كده رجعنا تاني ، ومع رجعنا يوسف بقي يتكلم بالعبرية بطلاقة رهيبة! .. مخارج نطقة للحروف في كتير من الاحيان كانت بتخليني احط ايدي علي ودني .. والدي اتوفي بعد سنة في حادث سير وفضلت انا ووالدتي ويوسف! .. كنت حاسس اني هشيل عبيء مش بتاعي ، انا ال هتضطر اتصدر في الاحداث دي! .. بس هربت!! .. هربت من الرعب والخوف ال بشوفه ، ونقلت لكلية في القاهرة ، كنت بطمن علي امي كل فترة من التليفون، احيانا ترد واحيانا اكتر لا وساعات كتيرة بتقولي انها عايزاني ارجع..! كنت بهودها واقولها حاضر بس مكنتش بنفذ ..لحد مقررت انزل وكان بقالي اكتر من سنتين منزلتش القرية وامي مبتردش عليا بقالها اكتر من شهرين وبطمن من خلال خالتي ،نزلت عشـان فرح ابن عمى .. وفي الوقت اتمنيت اني مكنتش سيبت البلد نهائي .. اول مروحت البيت كنت واصل متاخر بسبب مواعيد القطارات! .. لقيت يوسف ال بقي عمره ١٥ سنة بيفتحلي الباب! .. لما شافني عملني بجفاء رهيب!..
-- ازيك يايوسف وحشتني ..
- كويس .
سابني ودخل ودخلت وراه عشـان اشوف امي ، كـانت قاعده في الصالة! .. ناكشة شعرها بشكل غريب ، بصتلي ومهتمتش وكانت ماسكة قلم ورقة!! .. بلعت ريقي وبصيت في الورقة .. كانت نفس كتابات يوسف القديمة بالعبرية!!. فضلت اتكلم معاها ومتردش عليا .. مع كل كلمة بقولها بتضحك !مكنتش فاهم في ايه!! .. دخلت اوضتي وقفلت عليا .. بس مجرد مقفلت سمعت خطوات في الطرئة .. كنت شايف خيال امي من الباب بتاعي ، واقف قدام بابي .. وبعدها خيال تاني كان ليوسف ..!! فضلو واقفين لمدة ذادت عن ال ١٠ دقايق .. حسيت برعشة مسكت جسمي وعشان كده اتكلمت وقولت
- مين برا ؟
سمعت نفس صوتي بيترد من برا
- مين برا .. مين برا .. مين برا
كان نفس الصوت الرفيع ال بيرعبني ..
.في الوقت ده لقيت حد بيخبط علي الباب بتاعي ، رجعت سريري وفضلت اذكر الله اتصلت .. كانت اصعب ليلة تمر عليا ، اصوات شياطين ممزوجة بصوت امي ويوسف ..! لحد ماتصلت بخالتي
- خالتي هي امي مالها!
- مالها ياحبيبي مفيش حاجة .. بتسال ليه ؟
-- اصل انا في البيت وفي حاجة غريبة!
- بيت ميين؟!
- بيتنا ياخالتي ؟
صرخت وقالت ..
-- وانت فين دلوقتي ياعمرو
- ياخالتي مترعبنيش انا قافل عليا اوضتي ..
-- طيب اوعي تفتح .. هبعتلك العيال !؟
بعد ١٠ دقايق كان ابن خالتي واصحابه ب وبيرزع في الباب .. .. الباب اتفتح .. وانا سامع ابن خالتي .. عمال يردد "" اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. ، فتحت باب اوضتي بمجرد ماخبط عليا ..
-- يلا بينا
- هو في ايه ياسعيد ..
-- .. اطلع انت متعرفش حاجة!
طلعت وانا مستغرب وخايف وبقوله
-- في ايه ياسعيد انا خوفت حقيقي !
بصلي بحسره وقالي
-- امك... امك ياعمرو اتچننت خالص مبقتش طايقة حد! وبقيت تهزي وصوتها نفس صوت اخوك يوسف بس اشد! .. فين وفين اما ترجع لحالتها الطبيعية .
- انت بتقول ايه ياسعيد! وخالتي مقالتليش ليه؟
-- امي كانت خايفة عليك من الصدمة ياعمرو ، الاحداث دي انت عشتها مع اخوك يوسف، وادينا بنحاول نعالج! .. بس واضح ان البيت ده في حاجة ، ويمكن احسن قرار انت اخدته انك مشيت منه .. اوعي تبات جوا ياعمرو! .. تعالي عندينا واقعد مع امي تحكيلك ..
كان يوسف فاتح الباب وواقف في الصالة ، نظراته نفس النظرات متغيرتش عن اخر مرة سيبته فيها! .. ال خلاني امشي مع سعيد هو اني شوفت الباب بيتقفل لوحده بالرغم من ان يوسف وامي واقفين وبيبصولي ! .. واعتقد دي اخر مرة هشوفهم فيها !
-----------
- الخوف