قصه حقيقية الفتاه كاتي
إسمها كاتي ، إسمها الحقيقي كان لي ، كانت واحدة من أذكي الطالبات اللي درست ليهم في حياتي ، بس عشان أكون صريح معاكم ، هي كمان واحدة من أهدي و أغرب الطالبات اللي قابلتهم في حياتي
قبل ما أكمّل .. خلوني أبدأ من الأول عشان تبقوا فاهمين اللي بيحصل
حاليًا أنا عايش في دايجون بكوريا الجنوبية ، بشتغل في مدرسة ثانوية كمُدرس لغة إنجليزية ، الوظيفة دي بالنسبة ليّا أحسن بكتير جدًا من الوظيفة اللي قبلها ، قبل ما أسافر كوريا كُنت بشتغل بائع في محل صُغير بناشفيل بولاية تينيسي لمُدة 3 سنين
المدرسة اللي بشتغل فيها زيها زي أي مدرسة ، فيها الطلبة المؤدبين ، فيها الطلبة السُخفاء ، فيها المتفوقين و فيها الفشلة ، فيها غريبي الأطوار و فيها اللي بييجوا المدرسة كوسيلة للهروب من الرعب و الشياطين اللي ساكنين بيوتهم !
المُهم .. زي ما قُلتلكم كاتي كانت واحدة من أهدي الطلبة اللي درست ليهم طول عمري ، فاكر إن تقريبًا المرة الوحيدة اللي إتكلمت فيها معاها كانت يوم ما ندهت لها بإسمها ( لي ) و رفعت إيدها عشان تطلب مني أناديها بـ ( كاتي )
و من يومها تقريبًا ما إتكلمناش ، و دا غلط مني لأن من ضمن مهام وظيفتي كمُدرس إني أتكلم مع الطلاب و أعرف عن مشاكلهم النفسية ، لكن كُل دا إتغير خلال الأسبوع اللي فات
كانت آخر طالبة بتخرج من الفصل و عشان كدا كان لازم أقعد أستناها لمّا تخرج عشان أقفل الفصل الدراسي و أروّح
كُل يوم بعد مُغادرة كُل الطلبة كانت بتقعد لوحدها علي الكُرسي بتاعها و هي بتحط لمساتها الأخيرة علي رسم من رسومها اللي مش بتسمح لحَد يشوفهم ، آخر خمس أيام الوضع إختلف ، كانت بتخلص الرسم بتاعها و بتديهولي قبل ما تخرُج من الفصل ، و إستمر الموضوع دا لمُدة 5 أيام ، هشرحلكم اللي كان بيحصل يوم بيوم
.
اليوم الأول :
كانت راسمة طيارة هيليكوبتر و إتنين متعلقين منها بحبال ، لكن بقليل من التركيز هتلاقي إنهم مش متعلقين بالحبال دول مشنوقين بحبال نازلة من الطيارة و عينيهم مغمضة
بصيت لها بدهشة و سألتها إيه الرسم الغريب دا ، إبتسمت نصف إبتسامة و هي بتقول بصوت خافت : هيليكوبتر
و خرجت تجري من الباب بسُرعة
.
اليوم الثاني :
كانت راسمة فيل ضخم بيجري في شارع واسع ، علي ضهر الفيل فيه راجل شكله غريب راكب ، و تحت رجلين الفيل عشرات الأشخاص ميتين و مُحاطين ببرك دم ضخمة ، بصيت لها بدهشة و قبل ما أسألها أي سؤال ، إبتسمت نصف إبتسامة و هي بتقول بصوت خافت : فيل
و خرجت تجري من الباب بسُرعة
.
اليوم الثالث :
الصُبح إتكلمت مع مُدير المدرسة عن الرسومات الغريبة اللي كاتي بترسمها ، بصلي بإستهزاء و هو مشغول بتوقيع شوية ورق و قالي : طالما هي متفوقة و بتجيب درجات كويسة ... مالناش دعوة
بعد إنتهاء الفصل إدتني الرسم الثالث
كانت راسمة واحد بيطلع علي سلم طويل بسُرعة و في نهاية السلم شخص أضخم منه باين عليه الشر بيطلع وراه و في إيده سكين حاد ضخم
قبل ما أتكلِّم ، إبتسمت نصف إبتسامة و هي بتقول بصوت خافت : سِلِّم
و خرجت تجري من الباب بسُرعة
.
اليوم الرابع :
كلمت مُدير المدرسة مرة تانية ، قُلتله إن رسومات كاتي بقت مُخيفة شوية و مش مُتناسبة معاها كطفلة هادئة ، قالي إنه هيكلم والدها و يشوف لو عندها مُشكلة في حاجة ، حسيت بإرتياح
في نهاية الفصل إدتني رسم اليوم الرابع
كانت راسمة كلب شرس واقف فوق جُثة ، بين أنيابه قطعة لحم و وشه مليان دم و أدامه جُثة واحد ميت ، الكلب كان بياكلها
قبل ما أعلّق ، إبتسمت نصف إبتسامة و هي بتقول بصوت خافت : كلب
و خرجت تجري من الباب بسُرعة
.
اليوم الخامس :
بمُجرد دخولي المدرسة فوجئت بالمدير مستنيني علي الباب و باين عليه علامات القلق ، مشيت وراه لحَد مكتبة ، جوا المكتب كان فيه ظابط شُرطة شرس باين عليه التجهم ، طلب مني بقسوة : من فضلك إديني الرسومات اللي البنت كانت بتديهالك .. المدير قالي إنك مُحتفظ بيهم
فتحت الشنطة و إديتهم ليه ، تأملهم شوية قبل ما يشكرني بفتور و هو بيمشي من غير أي كلمة تانية
.
المدير و باقي المُدرسين مش عارفين إيه اللي حصل ، سألت كُل الناس تقريبًا ، كاتي مظهرتش كمان طوال اليوم ، في نهاية اليوم و قبل ما اروّح المُدير إستدعاني للمرة التانية ، قالي إنهم طالبين مني أروح قسم الشُرطة لكن هو ميعرفش إيه السبب ، لمّا رحت هناك فهموني كُل حاجة
حد من جيران كاتي إتصل بالشُرطة بعد ما لاحظ بركة دم خارجة من تحت الباب ، لمّا البوليس وصل خبطوا علي الباب و لمّا محدش رد كسروه و إقتحموا الشقة ، جوا الشقة لقوا جُثة أبو كاتي قاعدة علي الأرض مُستندة علي الكنبه و حاضنة جُثة كاتي اللي لحَد دلوقتي مش لاقيين راسها ، سألوا المدير فحكالهم علي الرسومات و خدوها مني عشان لو ساعدتهم في التحقيقات و جنب الجُثث لقوا رسم شبيه بالرسومات بتاعة كيتي ، سألتهم لو مُمكن أشوفه و وافقوا
الرسم كان فيه عائلة و يبدو إنها عائلة كاتي ، كاتي و والدها كانوا واقفين برا الشقة و علي وشهم إبتسامة كبيرة ، بيشاوروا علي الشباك ، برا الشباك والدتها كانت واقفة بتبصلهم بشر ، ماسكة في إيدها سكين ضخم ، و تحت الرسم مكتوب كلمتين بخط طفولي و باللون الأحمر
( محدِش ساعدني )
.
روّحت البيت و أنا بفكر في معني الرسم دا و هل ليه علاقة بالرسوم السابقة ؟
نمت و بالليل صحيت علي صوت كاتي بتندهلي بطريقة غريبة ، كأنها بتغني إسمي ، صوتها كُله شر و حقد و بتكرر إسمي كتير ، لمّا صحيت إتعدلت علي السرير و قلبي بيدق من الخوف ، بلعت ريقي بصعوبة و أنا بسمع صوتها بيتغير للأسوأ و هي بتقول : إنت مساعدتنيش ... دلوقتي إنت زيهم
الصوت كان بيقرب مني و بيتغيّر للأسوأ
الساعة دلوقتي 11 قبل مُنتصف الليل ، الصوت إختفي لكن حاسس إني مُراقب ، حد معايا في أوضة نومي و بيراقبني من غير ما أشوفه ، جسمي بيترعش من الخوف ، قلبي هيقف ، بكتبلكم دا عشان أقولكم حاجة مُهمة
لو إنت مُدرس و عندك طالب غريب الأطوار إهتم بيه قبل ما يفوت الآوان ، متتجاهلوش ، شوف لو تقدر تعمل حاجة عشان تساعده ، إكسب ثقته ، حاول تساعده .. حاول تساعده .. حاول تساعده
الساعة 12 دلوقتي ، سامع صوتها بتهمس بشر ، الصوت كأنه جاي من كُل مكان ، بتقولي : إزيك .. إنت مساعدتنيش رغم إني إستنجدت بيك لمُدة خمس أيام مُتتالية ، لازم تفكّر في الصور تاني و تفهم منها مين اللي قتلني ، لازم تلاقيه و تقتله و إلا أنا اللي هقتلك
أنا لازم أهرب من هنا ... لازم أهرب بسُرعة
إدعولي
- كـــــــــــــــاتي