**روح اللورد هنري: البحث عن السلام**
في ليلة شتوية باردة، كانت العاصفة تهب بقوة، وصوت الرياح العاصفة يملأ الأرجاء. كانت العائلة قد اجتمعت حول المدفأة في المنزل الكبير القديم، الذي ورثته العائلة منذ أجيال. لم يكن أحد من العائلة يعلم الكثير عن تاريخ المنزل، سوى أنه بُني في القرن التاسع عشر وأنه شهد العديد من الأحداث الغامضة.
كانت الأم جالسة تقرأ كتاباً بينما كان الأب يحاول إصلاح ساعة قديمة. الأطفال الثلاثة كانوا يلعبون بلعبة الألغاز على الأرض. فجأة، انطفأت الأنوار، وأصبح المنزل في ظلام دامس. حاول الأب تشغيل المصباح اليدوي، لكنه لم يعمل. بدأت الأم تبحث عن شموع في المطبخ.
بينما كانت الأم تبحث، سمعت صوت خطوات قادمة من العلية. تجمدت في مكانها للحظة، ثم نادت زوجها: "هل سمعت ذلك؟". رد الأب: "سمعت ماذا؟". قالت الأم بصوت مرتجف: "خطوات... خطوات قادمة من العلية". قرر الأب أن يصعد إلى العلية ليتفقد الأمر، وأخذ معه مصباحاً يدوياً.
عندما وصل الأب إلى باب العلية، فتحه ببطء وصعد السلالم الخشبية. كانت العلية مظلمة وباردة، وصوت الرياح يزداد قوة. فجأة، رأى ظلاً يتحرك في الزاوية. توجه الأب نحو الظل بحذر، وعندما وصل، لم يجد شيئاً. شعر الأب بقشعريرة تسري في جسده، لكنه قرر العودة للأسفل ليطمئن العائلة.
عندما عاد الأب إلى الطابق الأرضي، وجد أن الأنوار قد عادت. حاول تهدئة العائلة، وأخبرهم أنه لم يجد شيئاً في العلية. ولكن الأطفال كانوا متوترين، وقرروا أن يذهبوا للنوم في غرفة واحدة. بعد أن وضعوا الأطفال في الفراش، جلس الأب والأم في غرفة المعيشة.
فجأة، انفتحت باب الغرفة ببطء، وظهر ظل طويل عند المدخل. تجمد الأب والأم في مكانهما، ولم يتمكنا من التحرك. تقدم الظل ببطء نحوهم، وعندما اقترب، اكتشفوا أنه كان رجلاً يرتدي ملابس قديمة، يبدو وكأنه من القرن التاسع عشر. الرجل كان شاحب الوجه، وعيناه فارغتان كأنهما بوابتان إلى عالم آخر.
تحدث الرجل بصوت غامض: "هذا منزلي، أنتم لا تنتمون إلى هنا". لم يستطع الأب الرد، ولكن الأم قالت بصوت مرتجف: "من أنت؟". أجاب الرجل: "أنا اللورد هنري، بنيت هذا المنزل منذ مئات السنين، وروحي لم تجد السلام بعد". حاول الأب أن يسأل الرجل عن سبب عدم رحيله، ولكن الظل بدأ يتلاشى ببطء حتى اختفى تماماً.
بعد هذه الليلة، بدأت العائلة تبحث في تاريخ المنزل، ووجدوا قصصاً عن اللورد هنري الذي كان مالك المنزل الأصلي. قيل إنه توفي في ظروف غامضة، وروحه لم تجد السلام منذ ذلك الحين. قررت العائلة الاستعانة بخبير في الأمور الغامضة لمساعدتهم.
عندما وصل الخبير، قام بتحريات وتحليلات في المنزل. اكتشف أن هناك العديد من الطقوس القديمة التي تمت في المنزل، والتي قد تكون السبب في بقاء روح اللورد هنري محبوسة. قام الخبير بإجراء طقوس تطهير للمنزل، وأثناء ذلك، ظهرت روح اللورد هنري مرة أخرى.
قال اللورد هنري للخبير: "أريد فقط أن أجد السلام". أجاب الخبير: "سأساعدك في ذلك". قام الخبير بقراءة تعويذات قديمة، وبدأت روح اللورد هنري تتلاشى ببطء، حتى اختفت تماماً. شعر المنزل بالهدوء لأول مرة منذ سنوات طويلة.
بعد هذه الأحداث، شعرت العائلة بأن المنزل أصبح أكثر دفئاً وأماناً. لم يسمعوا أي أصوات غريبة أو يروا أي ظلال مرة أخرى. أدركوا أن روح اللورد هنري قد وجدت السلام أخيراً، وأنهم الآن يمكنهم العيش بسلام في منزلهم الجديد.