"حب من قلب الحي"
**عنوان القصة: حب من قلب الحي**
كان يا مكان، في حي شعبي صغير في القاهرة، كانت بتعيش بنت اسمها "ندى". ندى كانت جميلة قوي، عيونها زي العسل وشعرها بني ناعم بيطير مع النسمة، وكانت دايمًا بتضحك، وضحكتها كانت بتخلي الناس حواليها ينسوا همومهم.
في يوم من الأيام، وهي راجعة من الجامعة، وقعت منها كتبها في الشارع، وجت تشيلهم بسرعة. لكن فجأة، ظهر "علي"، شاب وسيم، شاب طويل وعنده شوية لحية خفيفة وعينين سودا متلألأة. علي كان بائع كنافة مشهور في الحي، وكل الناس بتحبه. لما شافها، نزل بسرعة وبدأ يساعدها يجمع الكتب، وبص في عيونها لأول مرة.
من اللحظة دي، حس علي بحاجة جديدة جوه قلبه، حاجة عمره ما حسها قبل كده. وهو بيجمع الكتب، كان بيبص في عينيها وبكل أدب قال:
"معلش، مالكيش دعوة أنا هجمعهم."
ندى ابتسمت وقالت له:
"لأ عادي، أنا كده كده هجمعهم معاك."
وهنا ضحكوا مع بعض ضحكة بسيطة لكن جميلة.
بعد اليوم ده، بقى علي كل يوم يروح الجامعة يجيب لها كنافة سخنة، وفي كل مرة كان بيلاقي طريقة جديدة يخليها تضحك. ندى كانت بتستنى تشوفه كل يوم، وكان قلبها بيبدأ يدق أسرع كل مرة تشوفه جاي من بعيد.
الأيام عدت، وعلاقة ندى وعلي بقت قوية، وكانوا دايمًا بيقعدوا مع بعض يتكلموا عن كل حاجة في حياتهم، عن أحلامهم، عن اللي نفسهم يحققوه. لكن كان في مشكلة صغيرة، أهل ندى كانوا عايزينها تتجوز حد من طبقة أعلى، حد عنده وظيفة حكومية ومركز اجتماعي، ومكنوش مقتنعين بفكرة إن بنتهم تتجوز بائع كنافة.
علي حس بضغط كبير، لأنه كان عايز يثبت نفسه، كان بيشتغل ليل ونهار علشان يوفر لندى الحياة اللي تستحقها. وفي يوم من الأيام، جه علي وجاب معاه صندوق صغير، فتحه قدام ندى، ولقى فيه سلسلة ذهبية صغيرة، قال لها:
"دي أول هدية ليكي، أول خطوة على طريق حياتنا اللي أنا بشوفه مليان بالحب."
ندى كانت متأثرة قوي وقالت له:
"يا علي، الهدية الحقيقية هي أنت، أنت الحب اللي عمري ما شفته ولا حسيت بيه مع حد تاني."
قرر علي إنه يروح لأهل ندى ويكلمهم بصراحة، وفعلاً كلمهم بجدية، وأثبت لهم إنه فعلاً بيحبها وإنه مستعد يعمل أي حاجة علشانها. مع مرور الوقت، بدأوا يفهموا إن الحب الحقيقي مش بيقاس بالمال ولا بالمركز، وإن علي فعلاً شخص محترم ومحب.
وفي النهاية، وافق أهل ندى، واتجوزوا في فرح شعبي كبير، مليان بالبهجة والفرحة، والحي كله كان بيحتفل بيهم. وعاشوا علي وندى مع بعض حياة مليانة حب وسعادة، وأثبتوا إن الحب الصادق بيفوز في الآخر مهما كانت الظروف.