رسالة من السماء
رسالة من السماء
في مكان بعيد عن الواقع حيث لا يتبع الزمان والمكان نفس القوانين، كنت أسير ببطء بين الأشجار العالية في الغابة، ويدي متشابكة مع يد حبيبي الذي يسير بجانبي.
الأشجار الكثيفة كانت تكاد تحجب السماء، بينما كانت أشعة الشمس تتسلل بين الأوراق، ترسم نقاطًا من الضوء على الأرض المكسوة بطبقة من الأوراق الجافة.
المكان كان هادئًا، وصوت العصافير يملأ الفضاء، كأن الطبيعة تتحدث بصوت خافت لا يسمعه سوى من يصغي.
أخذت نفسًا عميقًا وأنا أستمتع بالأجواء المحيطة وبوجود حبيبي بجانبي، وكل خطوة كانت تملأني بالمزيد من السلام الداخلي.
ثم بدأ المطر يتساقط برفق، قطرات صغيرة وباردة ترتطم على أوراق الشجر وعلى يدي الممتدة في الهواء.
شعرت بلمسات القطرات على أطراف أصابعي وكأن كل قطرة تحمل رسالة من السماء.
كان صوت المطر هادئًا، ومازالت العصافير تغني مختبئة على فروع الاشجار من قطرات المطر،و ايضا اصوات اوارق الشجر التي كانت تتأرجح مع الرياح و ترتطم بها قطرات المطر.
وقف انا و حبيبي نراقب هذا المشهد المبدع و الحوار الذي كان يدور بين اضوات الطبيعة، وكأن الطبيعة تهمس لنا بكلمات تملؤها الطمأنينة والرياح كانت تداعب أوراق الأشجار من حولنا، فتضيف أصواتها إلى السيمفونية الطبيعية.
نظرت إلى حبيبي، فوجدت في عينيه ذلك الأمان والحب الذي تعجز الكلمات عن وصفه ثم ضمني إليه بابتسامة دافئة، وكأنه يقول لي “اطمئني وافرحي، فأنا هنا.”….وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة، ونحن وحدنا في عالمنا الخاص، محاطين بصوت الطبيعة الهادئ والمريح،و كانت الأجواء دافئة رغم برودة المطر، وكأن قطرات المطر تتساقط بعيدًا عنا، ونحن في مكان آمن وجاف و شعرت بالطمأنينة الكاملة وكأن هذا المكان هو ملاذنا، حيث يحتضننا الهدوء والسكينة بكل تفاصيله.
هذا هو الحب الذي طالما بحثت عنه، و هذه هي الحياة التي تمنيت ان اعيشها، مجرد حياة هادئة و بسيطة خالية من ضوضاء المدينة .. فقط اصوات الطبيعة حولنا لنعيش سويا انا وحبيبي فيها و ننتظر مع كل شروق للشمس رسالة من السماء.
