
"على حافة الهاوية… يد امتدت لتنقذني"
المقدمة
كانت السماء رمادية، والمطر يتساقط برفق، كأنها تبكي على المدينة الهادئة. وسط الشوارع المبللة، سار كيم سهيون بلا هدف، غارقًا في أفكاره، في أحزانه، في ذلك الشعور العميق بالفراغ. منذ أن فقد صديقه المقرب جونهو في حادث سير قبل عام، لم يعد يرى للحياة طعمًا.
كل شيء حوله يبدو بطيئًا، مملاً، بلا معنى. المدرسة أصبحت مجرد مكان يقضي فيه ساعات لا تنتهي، والأصدقاء أصبحوا أصواتًا بعيدة لا تصل إليه. حتى الموسيقى التي كانت يومًا ملاذه، لم تعد تثير داخله سوى ذكريات موجعة.
لكن ما لم يكن يعرفه، هو أن لقاءه بشخص واحد قد يغير كل شيء…
الفصل الأول: “أنقذني!”
وقف سهيون على جسر المشاة المهجور، يراقب السيارات وهي تعبر الطريق بسرعة. كان جسده متيبسًا، وكأن الريح تستطيع دفعه في أي لحظة. أفكاره كانت تتداخل، بين الندم والغضب، بين فقدانه لجونهو وكره نفسه لكونه عاجزًا عن تجاوزه.
“لو كنت فقط أسرعت في ذلك اليوم… لو لم أتركه يعود وحده…”
بينما كان غارقًا في دوامة أفكاره، شعر بيد تُمسك بذراعه فجأة، بقوة لكنها دافئة. التفت مصدومًا ليجد فتاة بشعر بني قصير وعينين سوداوتين تحدقان فيه بقلق.
"لا تفكر حتى في فعل شيء غبي." قالت بصرامة، لكنها لم تترك يده.
"ماذا…؟" تمتم سهيون، غير مدرك لما يحدث.
"مهما كان ما تمر به، الحياة لا تتوقف عند الألم." نظرت إليه مطولًا قبل أن تضيف: “تعال، سأريك شيئًا.”
ورغم أنه لم يكن يعرفها، ورغم أنه لم يكن يريد أن يرى شيئًا، إلا أن شيئًا ما في صوتها جعله يتبعها دون تفكير.
الفصل الثاني: “حين تمضي الحياة”
قادت الفتاة، التي عرّفت نفسها باسم جيون، سهيون إلى مقهى صغير في زقاق بعيد عن الضوضاء. طلبت كوبين من الشاي وجلست أمامه بابتسامة هادئة.
"أنت تفكر كثيرًا." قالت وهي تحرك ملعقتها في كوبها.
"وهل هذا شيء سيئ؟" رد ببرود.
“ليس دائمًا، لكنه قد يكون قاتلًا إن لم تعرف كيف تخرج من دوامة أفكارك.”
سكت سهيون. كان هناك شيء مريح في وجودها، في طريقتها الهادئة في الكلام، وكأنها تفهمه دون أن يعرف كيف.
"لقد فقدت صديقًا، صحيح؟" سألت فجأة، وعيناها تمعنان النظر في وجهه.
لم يستطع الرد، لكن الصمت الذي عمّ المكان كان كافيًا ليؤكد لها ذلك.
"أنا أيضًا فقدت شخصًا غاليًا." قالت بنبرة ناعمة. “أختي الكبرى… كانت عالمي بأكمله.”
رفع سهيون عينيه لينظر إليها. هذه المرة، كان في عينيها لمحة حزن خفي، لكنه لم يكن مثل حزنه. كان حزنًا قد تحول إلى قوة.
"كيف… تجاوزتِ الأمر؟" سأل بصوت بالكاد يُسمع.
ابتسمت جيون، ورفعت كوبها بهدوء. “لم أتجاوزه. لكنني تعلمت أن الحياة تمضي، سواء كنت مستعدًا أم لا. عليك فقط أن تختار: هل ستظل عالقًا في الماضي، أم ستبدأ بالسير إلى الأمام؟”
الفصل الثالث: “خطوة واحدة تكفي”
في الأيام التالية، بدأ سهيون يجد نفسه يقضي وقتًا أطول مع جيون. لم تكن تحاول إجباره على التحدث عن حزنه، لكنها كانت تملأ حياته بأشياء جديدة.
“جرب الرسم!”
“لنذهب في نزهة ونلتقط صورًا!”
“هل سمعت هذه الأغنية؟ إنها تبعث الأمل، أريدك أن تسمعها معي.”
ببطء، دون أن يدرك كيف، بدأ العالم من حوله يستعيد ألوانه. لم يكن ذلك سهلاً، ولا سريعًا، لكنه كان يحدث.
وذات مساء، بينما كانا يسيران معًا، قال سهيون فجأة: “جيون… شكرًا لأنك أنقذتني.”
نظرت إليه وابتسمت، ثم قالت: “أنا لم أنقذك، سهيون. أنت من قرر أن تنقذ نفسه.”
توقف لحظة، ثم ابتسم لأول مرة منذ وقت طويل. نعم… الحياة تمضي، وهو الآن مستعد لأن يمضي معها.
النهاية
“Like an echo in the forest”
“The day will come back around”
“As if nothing happened”
“Yeah, life goes on”