زياد والفانوس العجيب
قصة "زياد والفانوس العجيب"
في قرية صغيرة تحيط بها الأشجار العالية والزهور الملوّنة، كان يعيش ولد طيب يُدعى زياد. كان زياد يحب القراءة كثيرًا، وخاصةً القصص التي تتحدث عن المغامرات والسحر. كان يحلم دائمًا أن يعيش مغامرة حقيقية، ولكن حياته كانت هادئة وبسيطة.
في أحد الأيام، وبينما كان زياد يساعد جدّه في تنظيف سقيفة قديمة خلف المنزل، وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا مغطى بالغبار. فتح زياد الصندوق بحذر، ووجد داخله فانوسًا نحاسيًا قديمًا يبدو وكأنه لم يُستخدم منذ مئات السنين.
لم يكن زياد يعلم أن هذا الفانوس لم يكن عاديًا، بل كان فانوسًا سحريًا! وبينما كان يمسح الغبار عنه، خرج منه دخان أزرق كثيف، ثم ظهر مارد ضخم يرتدي زيًّا مضحكًا وابتسامة عريضة.
قال المارد بصوت عالٍ: "مرحبًا بك يا زياد! لقد أنقذتني من النوم الطويل، ولأجل ذلك، سأحقق لك أمنية واحدة فقط."
تفاجأ زياد ولم يصدق ما يحدث، ثم قال بعد تفكير: "أتمنى أن أعيش مغامرة رائعة، فيها الكثير من الألغاز والتحديات، لكن دون أن أؤذي أحدًا أو أتأذى."
ابتسم المارد وقال: "طلب رائع! استعد يا زياد، المغامرة تبدأ الآن!"
في لحظة واحدة، وجد زياد نفسه داخل غابة عجيبة، مليئة بالحيوانات التي تتكلم، والأشجار التي تتحرك. قابل سلحفاة حكيمة قالت له: "لتكمل مغامرتك، عليك أن تجد مفتاح القلعة الذهبية، لكن احذر! الطريق مليء بالألغاز."
بدأ زياد رحلته بشجاعة. قابل طائرًا يتحدث بالأحاجي، وقردًا يحب التحديات، وواجه نهرًا لا يمكن عبوره إلا إذا أجاب على سؤال ذكي. ومع كل لغز يحله، كان يقترب أكثر من هدفه.
وبعد رحلة طويلة مليئة بالتشويق، وجد زياد المفتاح الذهبي خلف شجرة عملاقة تحرسها نحلة ضخمة. قال لها زياد بلطف: "أحتاج إلى المفتاح، هل يمكنك مساعدتي؟" أجابته النحلة: "فقط إذا عرفت لماذا يُعد التعاون أفضل من الأنانية."
فكر زياد، ثم قال: "لأننا عندما نتعاون، نحقق أكثر مما نقدر عليه وحدنا." فرحت النحلة وأعطته المفتاح.
عاد زياد إلى القلعة، وفتح الباب الذهبي، وفجأة عاد إلى سقيفة جده، وكأن شيئًا لم يكن.
ضحك المارد وقال له: "أحسنت يا زياد! لقد كنت شجاعًا وذكيًا. تذكّر: المغامرة الحقيقية تبدأ دائمًا من داخلك."
ومنذ ذلك اليوم، أصبح زياد يروي قصته لكل من يعرفه، ويشجع أصدقاءه على القراءة، والخيال، والشجاعة.
وظل يحث اصدقاءه الى حب المغامرات واكتشاف الاماكن وتطوير النفس والذات
واصبح زياد قدوة لبعض اصدقاءه واقاربه حيث اصبح مصدر الهام لكثير من الاصفال التى فى نفس سنه او اصغر قليلا.
العبرة من القصة:
المغامرات لا تحتاج إلى سحر لتكون ممتعة، بل تحتاج إلى خيال واسع، وقلب شجاع، ورغبة في التعلّم والاكتشاف. كن دائمًا طيبًا، متعاونًا، ولا تتردد في خوض تحديات جديدة!
