قصة السندباد البحري

قصة السندباد البحري

0 المراجعات

كان السندباد شابًا من بغداد، تاجرًا ابن تجار، عاش في رغدٍ ونعيم، لكن قلبه ما ارتاح أبدًا للجلوس في البيوت. كان يسمع الحكايات عن الجزر البعيدة، والكنوز المدفونة، والمخلوقات الغريبة في أعماق البحر، وكل حكاية تشعل فيه نار المغامرة أكتر.

وفي يوم، قرر يسيب ورشته وبضاعته، ويركب أول سفينة خارجة من ميناء البصرة. كانت سفينة كبيرة، مليانة تجار من بلاد مختلفة، وشحنوها بالبضائع، وأبحروا والريح في صفهم.

أيام تمر، والبحر هادي، والسماء صافية، والسندباد قاعد بيكتب في دفتَره عن كل اللي بيشوفه: جزائر مغطاة بالشجر، طيور ألوانها مشفهاش قبل كده، وأسماك بتلمع زي الفضة. لحد ما في يوم، ظهرت جزيرة شكلها غريب. صخورها سودة، والتربة بتلمع كأنها مرشوشة دهب.

رسا القبطان جنبها، ونزل الركاب يشوفوا الجزيرة. الناس ولعت نار عشان تطبخ، وبدأوا يفرشوا القماش ويجهزوا الأكل. أما السندباد، فمشي لوحده شوية بعيد عنهم، ووقف يتأمل المية.

فجأة، الأرض بدأت تهتز. النيران اتطفت، والرمال اتشقّت. الجزيرة كلها بدأت تتحرك. وطلع إنهم مش على جزيرة... لا، دا ظهر حوت ضخم نائم من سنين! النار صحّته، ولما اتحرك، تقلب كل اللي عليها.

الناس جريت ناحية السفينة، والسندباد حاول يجري، بس اتحرك الحوت بسرعة، ورمى السندباد في البحر. فضل يعوم، يتشبث بأي خشبة طافية، لحد ما وصل جزيرة تانية، بعيدة ومهجورة.

قعد هناك يومين من غير أكل، لحد ما سمع صوت بيخبط في السما. رفع راسه، وشاف طائر رخ، ضخم جدًا، جناحه يغطّي الشمس. الطائر نزل على قمة جبل، والسندباد لمح بيضته الكبيرة. جري بسرعة، وربط نفسه في رجل الطائر، ولما طار، طار بيه!

حلّق الطائر فوق الجبال، والصحرا، والبحار، وبعدين نزل في وادٍ غريب. الوادي دا مليان ألماس بحجم اليد، وأحجار كريمة بين الشقوق. بس كان فيه مشكلة... الأرض كلها مليانة أفاعي ضخمة بتعيش في الظل، وتكره النور.

اتخبّى السندباد في شق صخري، واستنى الليل. وفي الفجر، نزلت حيوانات كبيرة من الجبال، ومعاها أحجار متلألئة في جلودها. ورجالة من بعيد جُم يرجموا الحيوانات بالحجارة عشان ياخدوا منها الجواهر.

السندباد نادى عليهم، وشافوه، وساعدوه يخرج من الوادي. حكا لهم قصته، وادّوله أكل ومية، وركب معاهم سفينة راجعة للبصرة.

رجع السندباد بيته، وشنطته مليانة جواهر، وعينيه مليانة حكايات. بس قلبه؟ لسه بيحلم بالسفر والمجهول، وعارف إن دي ما كانتش آخر مغامرة.

 

.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة